توقيت القاهرة المحلي 08:41:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إسرائيل وحماس.. من انتصر ومن انهزم؟!

  مصر اليوم -

إسرائيل وحماس من انتصر ومن انهزم

بقلم - عماد الدين حسين

من الذى انتصر ومن الذى انهزم فى العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة المستمر منذ ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ ويفترض أن يتوقف اليوم الأحد؟
هذا السؤال لن تجد له إجابة شافية واحدة يتفق عليها الجميع. وستأتى الإجابات متعددة ومتباينة ومتناقضة حسب موقف وانتماء ورؤية وأيديولوجية ومصالح كل شخص أو جهة، وبالتالى فعلينا ألا نستغرب تعدد وتنوع واختلاف الإجابات التى قد تصيب المرء بالدهشة والدوار والارتباك.
إذا استمعت لغالبية الإسرائيليين فإن ٦٠٪ منهم يرون أن إسرائيل انتصرت وحققت أهدافها الاستراتيجية، فهى دمرت قطاع غزة، وجعلته غير صالح للحياة لسنوات طويلة، وقتلت نحو ٤٧ ألف فلسطينى وأصابت نحو مائة ألف آخرين ودمرت نحو ٦٥٪ من مساكن ومبان ومنشآت غزة وحولت ٢ مليون فلسطينى إلى نازحين.
كما أنها اغتالت غالبية قادة المقاومة الفلسطينية وفى مقدمتهم يحيى السنوار وإسماعيل هنية وصالح العارورى وآلاف الكوادر والمقاتلين، وقبل ذلك اغتالت العديد من قادة حماس ومؤسسيها مثل أحمد ياسين وعبدالعزيز الرنتيسى وإسماعيل أبو شنب وأحمد الجعبرى وسعيد صيام ويحيى عياش وإبراهيم المقادمة.
وجعلت أقصى أمانى الفلسطينيين العودة إلى ما قبل ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، وليس إلى ما قبل ٥ يونية ١٩٦٧، أو ما قبل ١٥ مايو ١٩٤٨، حينما تم زرع إسرائيل عنوة فى المنطقة.
 ويضيف هؤلاء أيضا أن إسرائيل تمكنت من توجيه ضربة قوية لحزب الله واغتالت معظم قياداته، خصوصا  حسن نصرالله وساهمت فى إسقاط نظام بشار الأسد وإضعاف إيران فى المنطقة.
أما إذا استمعت لقادة المتطرفين الإسرائيليين أمثال إيتمار بن جفير وبتسلئيل سموتريتش وايمحاى الياهو فهم يعتقدون أن اتقاق وقف إطلاق النار بمثابة صفقة استسلام لحماس لأنهم كانوا يريدون القضاء ليس فقط على الحركة ولكن على الشعب الفلسطينى واستكمال تهويد الضفة وإعادة استيطان غزة واجتياح لبنان وضرب المنشآت النووية الإيرانية، وأن نتنياهو فرط فى لحظة تاريخية كان يمكن فيها بدء تنفيذ إسرائيل الكبرى من النيل للفرات.
فى الناحية المقابلة فإن قادة وكوادر وأنصار حركة حماس والجهاد يتحدثون بثقة مطلقة عن أن المقاومة هى التى انتصرت نصرا واضحا، لا مجال للتشكيك فيه، ووجهة نظرهم أنه ما دامت إسرائيل سوف تنسحب من القطاع، وما دام هناك مقاومون  يزالون على قيد الحياة، وما دامت إسرائيل لم تستعد الأسرى إلا بالاتفاق، وأنها لم تقض على الحركة فالمؤكد أن المقاومة انتصرت وأن أى شخص يشكك فى هذا الانتصار فهو عميل صهيونى حتى لو كان عربيا. كما أن العالم بدأ يهتم بالقضية الفلسطينية وخرجت مظاهرات كثيرة فى العديد من مدن العالم تأييدا لها.
فى حين أن خصوم حماس ومعارضيها يرون أن النتيجة النهائية لحرب الـ ١٥ شهرا هى كارثة بكل المقاييس ليس فقط على قطاع غزة، ولكن على القضية الفلسطينية بأكملها.
وجهة نظرهم تقول إن القطاع تدمر بصورة شبه كاملة، والفلسطينى الذى سيعود لن يجد بيته، أو حتى منطقته، وبالتالى فإن أهالى القطاع يحتاجون إلى سنوات وربما عقود لإعادة بناء ما دمره العدوان. وأن النتيجة النهائية للعدوان هى أن فكرة إقامة دولة فلسطينية مستقلة قد تراجعت إن لم تكن قد انتهت لعقود طويلة، أما الاهتمام بالقضية الفلسطينية الذى بدأ مع الشهور الأولى للعدوان فقد تراجع وتلاشى تماما، واتضح تماما الانحياز الأمريكى الغربى المفضوح لإسرائيل الذى مكنها من تدمير القطاع بل واحتمال تنفيذ رؤية نتنياهو بإعادة بناء الشرق الأوسط طبقا للرؤية الإسرائيلية المتطرفة. 
يقول هؤلاء إنه لا أمل فى حل حقيقى للدولة الفلسطينية من دون تغيير الأسلوب سواء كان المتطرف من حماس أو الخانع من أبو مازن، وأن الشعب الفلسطينى يحتاج إلى قيادة جديدة تخلصه من الاحتلال، بعد أن فشلت كل التنظيمات والأفكار فى ذلك منذ عام ١٩٦٧ وحتى الآن.
ما سبق هو الرؤى الأربعة المتطرفة أى التى ترى أن إسرائيل انتصرت انتصارا كاسحا، أو انهرمت هزيمة واضحة، أو أن حماس والمقاومة انتصرت بصورة لا جدال فيها، أو أنها انهزمت بشكل كامل.
السؤال بصورة مختلفة: وأين الحقيقة؟
تقديرى المتواضع أن هذا الجدل سوف يستمر ولن يتوقف ما دمنا نفكر بطريقة جمهور كرة القدم فى مدرجات الدرجة الثالثة والترسو. أما الحقيقة فسوف نعرفها حينما نرى النتائج السياسية الفعلية مجسدة على الأرض قريبا.
هذه النتائج هى التى ستحدد لنا من الذى انتصر ومن الذى انهزم، وإلى أن يحدث ذلك فعلينا أن نهيئ أنفسنا لاستمرار الجدل بصورته العقيمة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسرائيل وحماس من انتصر ومن انهزم إسرائيل وحماس من انتصر ومن انهزم



GMT 08:41 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

الطبع فيه غالب

GMT 08:38 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مصر في مواجهة سيناريو «العبور بلا عودة»

GMT 08:30 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مَن يلقى سلاحه يُقتل

GMT 08:24 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيا والقبعات المتعددة

GMT 08:21 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

كارثة وفاة سباح الزهور

GMT 08:19 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

عبد الوهاب المسيرى.. بين عداء إسرائيل والإخلاص للوطن

GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt