توقيت القاهرة المحلي 19:10:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الشيخ» بيل غيتس

  مصر اليوم -

«الشيخ» بيل غيتس

بقلم:مشاري الذايدي

رجلٌ من أغنى الرجال، عبر تاريخ البشرية، وليس في العصر الحالي، قرّر التبرّع بـ99 في المائة من ثروته لصالح مؤسسته الخيرية!

إنه الأميركي عملاق البرمجيات بيل غيتس الذي يبلغ حجم ثروته 168 مليار دولار، تُدار من خلال شركة «كاسكيد» للاستثمار، بينما يبلغ حجم ثروته السائلة 79.4 مليار دولار، بحسب مؤشر «بلومبرغ» للمليارديرات.

المؤسسة الخيرية التابعة له هي مؤسسة «بيل وميليندا»، أي زوجته، تأسّست عام 2000.

بيل غيتس تعّهد بالتبرع بـ99 في المائة من ثروته المتبقية لمؤسسة «غيتس»، التي ستنفقها بالكامل خلال 20 عاماً، على أن يتم تسليم الأموال تدريجياً، مما سيسمح للمؤسسة بإنفاق 200 مليار دولار إضافية بحلول موعد إغلاقها عام 2045.

في مقابلة مع وكالة «أسوشييتد برس»، قال بيل غيتس: «لا يزال هناك القليل من المال المُخصّص للأطفال، وجزء منه، كما تعلمون، لن أضطر إلى إنفاقه على استهلاكي الشخصي». وأضاف: «أتمنّى أن يُبهرني الآخرون. حتى اليوم، ربما يوجد أكثر من عشرة أشخاص أغنى مني».

ربما يُلمّح غيتس للملياردير العجيب إيلون ماسك وعمالقة الديجتال والتجارة الإلكترونية جيف بيزوس ومارك زوكربيرغ وغيرهما... لكن هذا يجعلنا نسأل عن عالمنا نحن، العالم العربي، الذي يملك شريحة لا بأس بها من أصحاب المليارات «المُمليرة» على وزن: الألوف المؤلّفة!

أين هم؟! ماذا فعلوا في مجال العمل الخيري وتنمية مجتمعاتهم؟!

لن أتحدّث عن منح الطعام والكساء، ولا عن بناء دور العبادة، على عظمة ذلك ونُبله، لكن أتحدّث عن الإسهام النوعي في الارتقاء بمجتمعاتهم عِلمياً وتنموياً وثقافياً؟!

الاستثمار في الإنسان، في عقل الإنسان ونفسه، هو أعظم استثمار مُستدام، ونعرف المثل الشهير الذي يقول: أن تُعلّم إنساناً كيف يصطاد السمك وتعطيه أدوات الصيد هذه، خيرٌ له من أن تعطيه قفصاً من الأسماك المُصطادة.

بكلمة أوضح: ماذا فعل مليارديرات العرب في ابتعاث الطلبة الواعدين، في تخصصات ربما لا توجد ميزانيات لها، أو هي تخصصات نوعية نخبوية، مثل الفنون والعلوم الإنسانية البحتة (اجتماع أنثربولوجيا مثلاً) وهي تخصصات تُنتج - أو هكذا يُؤمل منها - العقول التي ترسم المستقبل وتصوغ الرؤى لهويات المجتمعات، وتندرج تحت هذه الرؤى كل الأشياء الباقية التفصيلية: التعليم، الإعلام، بل والسياسة نفسها.

كان لدينا في التاريخ الحضاري العربي والإسلامي أداة رائعة من أدوات الإنفاق على الصالح العام وهي أداة «الوقف»، لكن مع الزمن تجمّد العقل على صِيغ وصور وقنوات الوقف التي كانت متلائمة مع تلك العصور، ولم يُبدع العقل الجديد مصارفَ جديدة للوقف، إلا فيما ندر.

في مقابلته حول هذا التبّرع، قال غيتس: «أعتقد أن 20 عاماً هي التوازن الأمثل بين بذل أقصى جهد ممكن لإحراز تقدم في هذه المجالات، وإشعار الناس مسبقاً بأن هذه الأموال ستُصرف».

نريد مثال بيل غيتس، ولكن بثوبٍ عربي.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الشيخ» بيل غيتس «الشيخ» بيل غيتس



GMT 17:28 2025 الأحد ,18 أيار / مايو

بين إنقاذ النّظام العلويّ… وإنقاذ سوريا

GMT 17:24 2025 الأحد ,18 أيار / مايو

الأميركي الذي حدَّث القصيدة: «كن حديثاً»

GMT 17:22 2025 الأحد ,18 أيار / مايو

لماذا ترفع العقوبات عن دمشق؟

GMT 05:23 2025 الأحد ,18 أيار / مايو

«محمد... هل تنام؟»

GMT 05:14 2025 الأحد ,18 أيار / مايو

هادي مطر... اغتيال شابّ

GMT 05:06 2025 الأحد ,18 أيار / مايو

عودة أخيرة إلى «أوسلو»

GMT 04:07 2025 الأحد ,18 أيار / مايو

بريطانيا: لا صوت يعلو فوق صوت البرلمان

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:18 2025 الإثنين ,21 إبريل / نيسان

إيفانكا ترمب تستعرض مهاراتها في ركوب الأمواج

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 16:36 2021 الأربعاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

"CHANEL" تطلق مجموعة الملابس الجاهزة لربيع وصيف 2022

GMT 06:09 2025 السبت ,03 أيار / مايو

مرسيدس AMG SL 63 بتصميم كابورليه وطلاء ذهبي

GMT 17:08 2025 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

برنامج تأهيلى خاص لـ ميتروفيتش في الهلال السعودي

GMT 09:09 2025 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

أفضل عطر مناسب للنساء الناضجات

GMT 05:21 2018 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

قابيل يُوضِّح أسباب تحمّسه للعودة للدراما

GMT 06:57 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

نادية لطفي توضح أن الفن حياتها وتفخر بمشوارها وأدوارها

GMT 04:00 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

العاهل السعودي يتجه إلى الكويت لتقديم واجب العزاء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon