توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البابا في بلاد العثمانيين

  مصر اليوم -

البابا في بلاد العثمانيين

بقلم : سمير عطا الله

قام بابا الفاتيكان لاوون الرابع عشر بزيارة تركيا مكملاً إلى لبنان. أن يزور بابا الكاثوليك بلداً يرأسه مسيحي في الشرق ليس غريباً ولا مفاجئاً. أما زيارة تركيا ففي طياتها مغازٍ كثيرة في التاريخ المضطرب للعلاقة بين الإسلام والمسيحية، في جوارهما الجغرافي وخلافهما الحضاري.

في هذه العلاقة كانت تركيا رمز الجانب الإسلامي في الانتصار وفي التراجع. عاشت الإمبراطورية العثمانية خمسة قرون وبلغت نهر الدانوب. وكان محمد الفاتح الرجل الذي ألحق الهزيمة الكبرى بالإمبراطورية البيزنطية، وهو يوم حداد إلى اليوم عند الطائفة الأرثوذكسية.

يحاول الفاتيكان منذ منتصف القرن الماضي إقامة المصالحة مع العالم الإسلامي من خلال أبواب كثيرة بدأت في زيارة البابا إلى المسجد الأموي في دمشق، ووصلت إلى زيارة أبوظبي في الخليج العربي، لكن على صعيد الدول نفسها ظلت أوروبا ترفض دخول تركيا عضواً في الوحدة؛ تخوفاً من تأثيرها الإسلامي، خصوصاً من خلال 5 ملايين تركي في ألمانيا.

أعتقد أن زيارة لاوون الرابع عشر سوف تكون مفتتحاً للموقف الأوروبي من عضوية تركيا. ربما ليست بهذه البساطة أو السهولة، لكن عندما اتخذ قرار الزيارة في أنقرة وروما، كانت هذه المسألة تسيطر على الفريقين.

اللافت في الزيارات البابوية للديار الإسلامية أنها لم تشمل إيران حتى الآن، مع أن العلاقة جيدة بين طهران والحاضرة الكاثوليكية. وثمة نقطة أخرى في جو العلاقات؛ فالبابا سوف يدعو في بيروت إلى السلام كخيار سياسي وإنساني، بينما تشدد طهران الرسمية على لسان كبار المسؤولين على أهمية الحرب.

ليس لدى الفاتيكان قوة عسكرية أو سياسية. أهميته المعنوية هي أنه يمثل الغرب، وأيضاً في مواقفه الأخلاقية من فلسطين كما حدث إبان الإبادة الإرهابية في غزة. ويمثل لبنان نقطة التقاء بين الفاتيكان والعرب منذ قرون، في علاقة كانت تزدهر وتنحسر، إلى أن أصبحت خياراً إلزامياً في روما من ضمن حوار الحضارات.

هل يحمل البابا لاوون الكثير من الآمال، من دولة يبلغ عدد سكانها 892 نسمة؟ يحمل بعض التعزية بأن لبنان لم يفقد اهتمام العالم به تماماً، وأن دوره بين الشعوب ليس ما يحدده له في غضب، السيد علي لاريجاني. ثمة صورة أخرى لم يزل فيها شيء من الحياة؛ صورة التنوع والتعدد والآخر، صورة الالتقاء عند المفترقات، وصورة الصبر على الفوارق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البابا في بلاد العثمانيين البابا في بلاد العثمانيين



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt