توقيت القاهرة المحلي 00:56:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لا فوضى في النضال

  مصر اليوم -

لا فوضى في النضال

بقلم : سمير عطا الله

في الستينات والسبعينات شهدت المنطقة موجة جديدة من النضال في سبيل فلسطين، تمثلت في خطف الطائرات المدنية وتهديد ركابها وزرع الرعب في المطارات. تولت هذا النوع من الأعمال «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» بقيادة الدكتور جورج حبش، وكان من وجوهها البارزة ليلى خالد التي شاركت في إحدى عمليات الخطف وطارت شهرتها حول العالم وهي تلف عنقها بعلم فلسطين. دبّ الخوف في حركة المطارات وفي كل مكان. وكأنّ الهدف من الخطف لفت الأنظار إلى القضية الفلسطينية وقد تحقق ذلك فعلاً. وانضم إلى الجبهة يساريون من فرق عنفية صغيرة في اليابان وإيطاليا وألمانيا.

استمرت مرحلة خطف الطائرات بضع سنوات ثم توقفت من تلقاء نفسها. وأدت دون شك إلى تذكير العالم بمحنة فلسطين، ولكن على أنها قضية عنفية يزرع رجالها الرعب في النفوس.

كانت فكرة الخطف عملاً بلا جدوى. أو بالأحرى سيئ الأثر. وفقد في ذلك حسن النوايا ولم تنفع أهمية المشاعر وتكرس «الحكيم». وبعدها كان السؤال: ما جدوى العمل الذي لا جدوى له؟ أليس من البديهي أن توضع الجدوى في المقام الأول؟

وأخيراً صورة الإسلاموي الدهاس الذي يترصد حفلة في نيس أو ألمانيا ويقود سيارته أو شاحنته على كل من فيها. لكنه لا يترك بياناً يشرح فيه فائدة القضية من قتل أسرة في حفل. غالباً ما تقع مثل هذه الحوادث فيما تقوم إسرائيل بارتكاب جريمة من جرائمها اليومية منذ 1947. وهكذا يغطي ضجيج الدهس على فعل الإبادة. والسؤال مكرر: هل من جدوى؟ ما هي؟ هل من جدوى في أعمال «داعش» وأخواتها؟ ألم يحن الوقت لاستعادة جميع مراحل النضال الفلسطيني والخروج منها بعمل موحد شرطه الأول جدواه، كما حدث في مرحلة ياسر عرفات الذي، بعد إخفاقات كثيرة، عاد إلى فلسطين ليناضل فوق أرضها وأرضه.

قبل «فتح» قامت حركات كثيرة بحروب نضالية حصدت جدواها: تونس والجزائر والمغرب وليبيا وغيرها. كان ذلك نضالاً موحداً في حجم القضية وليس مقتلات شعبوية هنا وهناك. ها هو «داعش» يطل من حمص بينما تحاول سوريا العودة إلى ذاتها. وغداً تسمع عن بدل دهس آخر. يليه شتت طفولي لكنه مخضب بالدماء. فليبحث الدهاسون عن قضية أخرى يثبتون عدالتها بدهس رواد الحفلات، بصرف النظر عمن يكون الداهس أو المدهوس.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا فوضى في النضال لا فوضى في النضال



GMT 10:43 2025 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

كيف للجنوب اليمني أن ينفصل؟

GMT 10:14 2025 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

وقت الحِكمة اليمانية

GMT 10:08 2025 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

القضايا العربيّة ونهاية العلاج الأوحد المزعوم

GMT 10:06 2025 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

«أرض العرب» في «عصر نتنياهو»!

GMT 10:01 2025 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

العام 2025... رغم أهواله لكنَّه أبو الذكاء الاصطناعي

GMT 09:57 2025 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

حكومة ستارمر والسلطة الرابعة

GMT 09:54 2025 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

الهزيمة حين تنتحل النصر

GMT 09:30 2025 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

لؤلؤة في كمبردج

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 21:29 2025 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

البرهان يؤكد أن لا هدنة في السودان بوجود الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد أن لا هدنة في السودان بوجود الدعم السريع

GMT 00:56 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

الصومال يتهم اسرائيل بالسعي لاقامة قواعد عسكرية في الاقليم
  مصر اليوم - الصومال يتهم اسرائيل بالسعي لاقامة قواعد عسكرية في الاقليم

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 09:16 2022 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

سيارات هيونداي ترفع النقاب عن نسختها الجديدة سانتافي 2023

GMT 10:23 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

Razer تعلن عن أحد أفضل الحواسب لمحبي الألعاب

GMT 09:26 2021 الأحد ,23 أيار / مايو

ترتيب الدوري المصري 2021 بعد نهاية الجولة 23

GMT 10:37 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

تعرف على من هو أحمد مناع أمين مجلس النواب 2021

GMT 07:00 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

4 أمور يُستحبّ فعلها قبل صلاة عيد الفطر المبارك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt