توقيت القاهرة المحلي 08:24:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بعد 21 عامًا على الرحيل.. ماذا بقى من أبو عمار؟

  مصر اليوم -

بعد 21 عامًا على الرحيل ماذا بقى من أبو عمار

بقلم : عبد اللطيف المناوي

فى مثل هذا اليوم قبل واحدٍ وعشرين عاماً، توقّف قلب رجلٍ ظلّ نبض القضية الفلسطينية لأكثر من نصف قرن. رحل ياسر عرفات، لكن حضوره لم يغادر الفلسطينيين يوماً. وفى الذكرى التى تأتى هذا العام بينما يُذبح الشعب الفلسطينى فى غزة وتُستباح الضفة وتُحاصر القدس، تبدو صورة «أبو عمار» أكثر وضوحاً، رمزاً لمرحلة كاملة.

لم تكن سنوات عرفات مجرد سردية نضالية، بل كانت مشروعاً سياسياً كاملاً، له أخطاؤه وله إنجازاته، لكنه حمل ما لم يحمله غيره، القدرة على جمع الفلسطينيين تحت مظلة واحدة، والإصرار على إبقاء فلسطين على أجندة العالم رغم محاولات شطبها.

ولد عرفات فى القدس عام ١٩٢٩، وعاش طفولته وشبابه فى القاهرة، حيث تفتّحت وطنيته فى صفوف اتحاد طلبة فلسطين. كتب بدايات حركة “فتح”، وصاغ مع رفاقه نواة منظمة التحرير، ثم قاد الثورة الفلسطينية فى كل مراحلها. لم يكن عرفات قائداً عادياً. كان قارئاً دقيقاً للمشهد الدولى، ومدركاً أن البندقية وحدها لا تكفى، وأن السياسة وحدها لا تكفى. لذلك وقف فى الأمم المتحدة سنة ١٩٧٤ حاملاً «غصن الزيتون فى يد والبندقية فى يد»، وطلب من العالم ألا يسقط الغصن الأخضر.

لا تزال هذه العبارة حتى اليوم أقرب صورة سياسية للفلسطينى: شعبٌ يحاول النجاة بينما يُمسك بفرصة صغيرة للسلام.

قاد عرفات مفاوضات أوسلو، وقَبِل بدولة على حدود ١٩٦٧، واعترف بإسرائيل مقابل اعتراف الأخيرة بمنظمة التحرير. كان يظن أن السلام ممكن. لكن إسرائيل كانت ترى فى الاتفاق فرصة لإدارة الصراع، لا لحلّه.

Nigeria the most popular African football team from 90s
00:00
% Buffered
00:28 / 01:20
Copy video url
Play / Pause
Mute / Unmute
Report a problem
Language
Share
Vidverto Player

ومع اندلاع انتفاضة الأقصى عام ٢٠٠٠، عاد أبو عمار إلى الرمز الثائر، وبدأت إسرائيل حصارها الطويل لمقر المقاطعة فى رام الله، حيث عاش أكثر من عامين محاصراً فى غرفة صغيرة بلا كهرباء ولا ماء، يتنقّل على ضوء الشموع، بينما الدبابات تحاصر المدينة.

فى ٢٠٠٤، ساءت صحته فجأة. نُقل إلى باريس، ثم أعلن عن وفاته فى ١١ نوفمبر. لم يقتنع الفلسطينيون برواية «المرض». كثيرون ما زالوا يرون أنه اغتيل بسمّ نووى، كما أظهرت تحقيقات صحفية كشف وجود مادة البولونيوم المشع فى رفاته. لكن لجنة التحقيق الفلسطينية لم تعلن بعد تقريراً نهائياً.

فى الذكرى الحادية والعشرين لرحيله، يبدو المشهد الفلسطينى أكثر تعقيداً من أى وقت مضى. لا دولة، ولا مفاوضات، ولا وحدة وطنية. قطاع غزة يعيش واحدة من أبشع المذابح فى تاريخ المنطقة. الضفة الغربية تتعرض لاقتحامات يومية واعتقالات جماعية. القدس تُهوَّد بمتابعة منهجية. والمشروع الوطنى يعيش أزمة وجودية عميقة، لا أزمة سياسية فقط.

لكن الساعات العصيبة التى يعيشها الفلسطينيون اليوم تُظهر شيئاً آخر: أن شعباً صمد بعد النكبة والمجازر والحصار سينهض مرة أخرى كما فعل دائماً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعد 21 عامًا على الرحيل ماذا بقى من أبو عمار بعد 21 عامًا على الرحيل ماذا بقى من أبو عمار



GMT 08:24 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيا والقبعات المتعددة

GMT 08:21 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

كارثة وفاة سباح الزهور

GMT 08:19 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

عبد الوهاب المسيرى.. بين عداء إسرائيل والإخلاص للوطن

GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt