توقيت القاهرة المحلي 09:23:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

٦٠٠ يوم من الحرب كيف أصبحنا؟

  مصر اليوم -

٦٠٠ يوم من الحرب كيف أصبحنا

بقلم : عبد اللطيف المناوي

٦٠٠ يوم مرت منذ السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، منذ أن أطلقت حركة حماس عملية «طوفان الأقصى»، التى أعادت إشعال الصراع الدموى، والتى بسببها أعلنت إسرائيل حربًا شرسة على الفلسطينيين فى قطاع غزة.

هذه الحرب، التى بدأت بمغامرة غير محسوبة على الإطلاق، أسفرت عن كارثة إنسانية غير مسبوقة فى القطاع، وربما الأيام المقبلة تحمل ما هو أشد.

منذ اندلاع الحرب، قُتل أكثر من ٥٠٠٠٠ فلسطينى، غالبيتهم من النساء والأطفال، وأُصيب أكثر من ١١٤٠٠٠ آخرين، ما أدى إلى نزوح أعداد كبيرة من سكان القطاع البالغ عددهم ٢.٣ مليون نسمة قسرًا، نتيجة للدمار الواسع الذى طال البنية التحتية والمرافق الحيوية، فضلًا عن الحصار الإسرائيلى المشدد الذى أدى إلى نقص حاد فى الغذاء والمياه والكهرباء والوقود، ما تسبب فى انهيار النظام الصحى وتهديد بحدوث مجاعة وشيكة.

تكبدت حركة حماس خسائر فادحة على المستويين العسكرى والسياسى، ما أثر بشكل كبير على بنيتها التنظيمية وقدرتها على القيادة، إضافة إلى صورتها أمام حتى داعميها.

فى ١٦ أكتوبر ٢٠٢٤، أعلنت إسرائيل عن مقتل يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسى لحماس فى قطاع غزة، خلال عملية عسكرية فى رفح. وقد أكدت مصادر إسرائيلية أن السنوار قُتل بعد اشتباك مع قوات الجيش الإسرائيلى فى رفح، وتم التعرف على جثته من خلال فحوصات الحمض النووى.

بالإضافة إلى السنوار، فقدت حماس عددًا من قياداتها البارزين، منهم: إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسى السابق، الذى قُتل فى غارة إسرائيلية فى طهران فى ٣١ يوليو ٢٠٢٤.. ومحمد الضيف، القائد العام لكتائب القسام، الذى أعلنت إسرائيل عن مقتله فى غارة جوية فى خان يونس فى ١٣ يوليو ٢٠٢٤.. وصالح العارورى، نائب رئيس المكتب السياسى، الذى قُتل فى غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية فى ٢ يناير ٢٠٢٤.

هذه الاغتيالات المتتالية أدت إلى فراغ قيادى داخل الحركة، مما دفع حماس إلى تشكيل قيادة جماعية ربما لا تكون بقوة السابقين.

وتواجه حماس تحديات سياسية كبيرة، أبرزها الانقسامات الداخلية بين القيادات فى غزة والخارج. تصريحات موسى أبومرزوق، أحد مؤسسى الحركة، والتى أعرب فيها عن ندمه على هجوم ٧ أكتوبر، أثارت جدلًا واسعًا داخل الحركة وأظهرت تباينًا فى الرؤى بين القيادات.

ومع استمرار الضغوط الدولية والإقليمية، يبقى مستقبل الحركة مرهونًا بقدرتها على التكيف مع المتغيرات والتحديات الراهنة. الحرب المستمرة أدت إلى تدهور الوضع الإنسانى والاقتصادى فى غزة، ما أثر سلبًا على القضية الفلسطينية. الدمار الواسع والتهجير القسرى للسكان واستهداف البنية التحتية والمرافق الحيوية زاد من معاناة السكان، مما جعل من الصعب التركيز على الحقوق الوطنية والسياسية فى ظل الأزمات الإنسانية المتفاقمة.

٦٠٠ يوم من الحرب خلَّفَت وراءها دمارًا هائلًا وخسائر بشرية فادحة، وأثَّرت بشكل عميق على النسيج الاجتماعى والسياسى فى غزة.

وبينما تستمر المعاناة، يبقى الأمل معقودًا على تحقيق حل عادل وشامل يضمن حقوق الفلسطينيين ويضع حدًّا لمعاناتهم المستمرة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

٦٠٠ يوم من الحرب كيف أصبحنا ٦٠٠ يوم من الحرب كيف أصبحنا



GMT 08:18 2025 السبت ,20 كانون الأول / ديسمبر

«الانتقالي» فتح عشَّ الانفصاليين

GMT 08:16 2025 السبت ,20 كانون الأول / ديسمبر

تمنيات للجزائر

GMT 08:15 2025 السبت ,20 كانون الأول / ديسمبر

زيتونة فلسطينية تناجي ياسر عرفات

GMT 08:14 2025 السبت ,20 كانون الأول / ديسمبر

مخالب «داعش» ما زالت تخمش

GMT 08:13 2025 السبت ,20 كانون الأول / ديسمبر

خلوة صير بني ياس... التفكير الهادئ في زمن الاضطراب

GMT 08:12 2025 السبت ,20 كانون الأول / ديسمبر

«موجز القوة» ومستقبل العسكرية الأميركية

GMT 08:11 2025 السبت ,20 كانون الأول / ديسمبر

نظرية ماكس فيبر... وأسباب تفوّق الملَكية

GMT 08:09 2025 السبت ,20 كانون الأول / ديسمبر

الأيام الجهمة

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 08:59 2025 السبت ,20 كانون الأول / ديسمبر

تركي آل الشيخ ينفي علاقة "موسم الرياض" بإنتاج فيلم "الست"
  مصر اليوم - تركي آل الشيخ ينفي علاقة موسم الرياض بإنتاج فيلم الست

GMT 00:24 2025 السبت ,20 كانون الأول / ديسمبر

دراسة علمية تكشف أن الزمن على المريخ أسرع من الأرض
  مصر اليوم - دراسة علمية تكشف أن الزمن على المريخ أسرع من الأرض

GMT 14:28 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير المصري تدعم إستمرار ميمي عبد الرازق كمدير فني

GMT 09:31 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

تسلا تخطط للكشف عن نسخة أرخص من "موديل واي"

GMT 00:42 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

مقلب كوميدي لوفاء عامر من نجلها

GMT 02:04 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تقرر ارتداء الحجاب وتتمنى الزواج لهذا السبب

GMT 09:45 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

أصالة نصري تكشف حقيقة تهكمها على فستان رانيا يوسف

GMT 11:00 2021 الخميس ,25 شباط / فبراير

يورجن كلوب يقترب من قيادة منتخب ألمانيا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt