توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ترامب.. الرجل الذى طارد نوبل وفشل

  مصر اليوم -

ترامب الرجل الذى طارد نوبل وفشل

بقلم : عبد اللطيف المناوي

استيقظ الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على خيبة أمل. جائزة نوبل للسلام ذهبت إلى شخصٍ آخر. هذه المرة إلى الفنزويلية المعارضة ماريا كورينا ماتشادو. أما ترامب، فقد تبخر حلمه القديم مجددًا. حلمٌ لاحقه منذ دخوله البيت الأبيض، ورآه حقًا مسلوبًا منه منذ أن نال باراك أوباما الجائزة عام 2009 لمجرد أنه أول رئيس «غير أبيض» فى تاريخ الولايات المتحدة.

منذ يومه الأول فى الحكم، بدا ترامب مهووسًا بفكرة الفوز بالجائزة. كان يراها اعترافًا دوليًا بعظمته، ووسامًا يتوّج «صفقاته الكبرى» التى ملأ بها الدنيا ضجيجًا.

فى فترة رئاسته الأولى، كان يراهن على ما سمته دوائره بـ«اتفاقيات أبراهام»، التى جمعت إسرائيل بعدد من الدول العربية، معتبرًا أنها نهاية لثلاثة آلاف عام من الصراع فى الشرق الأوسط. وحين عاد إلى البيت الأبيض قبل نحو عام، استأنف الحلم نفسه، ملوحًا بخططٍ سلام جديدة من غزة إلى فنزويلا، ومؤكدًا أنه أنهى ثمانية حروب خلال تسعة أشهر.

لكن لجنة نوبل كان لها رأى آخر، فمنحت جائزتها للسيدة التى واجهت نظام نيكولاس مادورو فى فنزويلا بإصرارٍ مدنى لا يعرف السلاح، حيث كتبت اللجنة فى بيانها أن اختيارها جاء تقديرًا لنضالها من أجل انتقالٍ عادل وسلمى من الديكتاتورية إلى الديمقراطية.

البيت الأبيض رد بغضبٍ مكتوم، وكتب كبير مساعدى ترامب على منصة «إكس» أن لجنة نوبل تفضّل السياسة على السلام. أما ترامب فرأى أنه حقق سلامًا لم يحققه أحد منذ آلاف السنين!.

السؤال الذى قد يكون حسم الأمر هو كيف يُمكن أن تُكافأ واشنطن، التى وفّرت لإسرائيل وقود حربها ودعمها غير المشروط، على خطة سلامٍ تُهدد الطرف المحاصر، إما القبول بها كما هى، أو مواجهة الإبادة؟

قد تكون تلك هى المفارقة التى حسمت قرار لجنة نوبل هذا العام، وهى أن السلام لا يمكن أن يولد من دعم حرب الإبادة، ولا من منطق المنتصر الذى يملى الشروط على الضحية.

فى وصيته الشهيرة، كتب ألفريد نوبل أن الجائزة تُمنح لمن يقوم بأكبر أو أفضل عمل من أجل الأخوّة بين الأمم وتقليص الجيوش وتعزيز مؤتمرات السلام.

أما ترامب، فيرى العالم من منظور الصفقات، حيث كل شيء قابل للنظر والمراجعة ولحسابات المكسب والخسارة.

رغم التقدير الكبير لترامب على دوره فى إنهاء الحرب، إلا أن نوبل للسلام هذا العام كانت أكثر من جائزة، كانت رسالة سياسية وأخلاقية فى عالم تتراجع فيه الإنسانية أمام صعود الاستبداد.

ماريا ماتشادو فازت لأنها تمثل الحرية والسلام. وترامب خسر، لأنه لم يدرك المعنى الإنسانى للسلام.

فى كل مرة يسعى فيها ترامب إلى نوبل، يتم تذكيره بالمعادلة.

وهكذا، بينما تغرد واشنطن ساخطة، كانت كاراكاس تحتفل بامرأة تقاوم الطغيان، وتهزم بأملها طموح أقوى رجلٍ فى العالم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب الرجل الذى طارد نوبل وفشل ترامب الرجل الذى طارد نوبل وفشل



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 13:35 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء
  مصر اليوم - استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt