توقيت القاهرة المحلي 01:59:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -
عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية
أخبار عاجلة

رسالة إلى الرئيس ترمب

  مصر اليوم -

رسالة إلى الرئيس ترمب

بقلم: جمال الكشكي

هذه رسالة يجب أن تصل إلى العنوان الصحيح، عنوان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أعني عنوان سياسته وفلسفته.

رسالة من كاتب عربي يبحث عن استقرار لإقليمه الذي شاء حظه أن يتحول ميدان رماية.

قفزت إلى ذاكرتي قصيدة «من أب مصري إلى الرئيس ترومان»، للشاعر الكبير عبد الرحمن الشرقاوي، كان قد وجهها إلى الرئيس الأميركي عقب أحداث عالمية جسيمة، أبرزها إلقاء قنابل ذرية أميركية على اليابان. ما أشبه الليلة بالبارحة...

في العشرين من يناير (كانون الثاني) المقبل، ستجلس أيها الرئيس دونالد ترمب، خلف مكتبك في البيت الأبيض، ستصبح صاحب القرار الأول في بلاد العم سام، خضت معركة هائلة وتاريخية، انتصرت فيها على منافسيك انتصاراً كاسحاً، هذا لم يحدث في تاريخ أميركا، المعنى هنا واضح، الرأي العام الأميركي كان يريد التغيير، القصة ليست في تبديل الأشخاص على المقاعد، كانت اللحظة تستدعي تغيير المفاهيم والسياسات والآراء.

يقال أيها الرئيس إنك الشخص الذي لديه صندوق مختلف عن صناديق السياسة الأميركية التي سادت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وتركت على الخرائط العالمية بصماتها العنيفة، وصاغت نظاماً دولياً، لا يزال يسيطر حتى الآن، هذا النظام يتلاشى تدريجياً، ويصاب بسكتة دماغية، فلا أفكار، ولا إبداع فيه، فقد نشأ منذ البداية على فلسفة القوة والحروب، والسيطرة، وتمدد النفوذ؛ وذلك ما جعله نظاماً غير عادل، فيه الحرب تلد أخرى.

أنت أيها الرئيس ترمب، جئت من خارج هذا النسق، تترأس أكبر قوة مهيمنة، تشق الأمواج إلى الشاطئ تحت شعار عدم الحروب، أو التدخلات بالثورات الملونة والانقلابات، تغري الجمهور الأميركي بشعار «لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى»، بصفتها أكبر قوة اقتصادية وإبداعية، وصناعية وعلمية في التاريخ، وذلك بالعودة إلى مفهوم الآباء المؤسسين لأميركا الذين يرونَ أن أميركا العظيمة تعيش وراء المحيط، تبدع وتنتج في حرية تحت شعار: «دعه يعمل... دعه يمر»، وتؤمن بأن: «النجاح لا يناقش».

أسلافك كسروا أحلام الآباء المؤسسين، اندفعوا في الحروب، تدخلوا بالغزو، وصناعة الانقلابات، أصبحوا جزءاً من النظام العالمي غير العادل.

الرأي العام الأميركي لم يكن راغباً في هذا الانغماس، بل كان يرفض خوض معارك بعيدة عن أراضيه، كان ينتظر الفرصة لتيار سياسي يؤمن بالعزلة، والابتعاد عن العالم القديم، وجد فيك ضالته المنشودة، فأنت تؤمن بأن الحرب لا تناسب أفكارك، كان انتصارك على فريق الحرب واضحاً في صناديق الاقتراع؛ مما يتيح لك الفرصة لتشكيل «فريق أحلام» يقود السياسة الأميركية خلال التحول العالمي العظيم. هذه الفلسفة هي الوصفة السحرية للشعوب في تلك المرحلة الدقيقة.

لا شك أن كل هذه المتغيرات المتلاحقة في انتظار أول قراراتك. ولا شك أيضاً أن الإقليم العربي هو الأكثر احتياجاً، فقد عاش على مدى قرنين ميدانَ رمايةٍ للقوى العظمى. الآن أصبح القرار بيدك وحدك لا ينازعك فيه أحد، لا مؤسسات، ولا مراكز تفكير، بل رؤية نابعة من تيار عريض، يؤمن بما تفعله، وكثيراً ما هاجمت النخبة في واشنطن ومراكز التفكير التي وضعت السياسات العالمية الراهنة.

هذه الفلسفة تقودني؛ كوني كاتباً عربياً، إلى صياغة رسالة إليك. رسالة بسيطة وعميقة في الوقت ذاته، بسيطة لأنها تريد أن ترى الإقليم العربي في رفاهية وسلام واستقرار وتقدم واندماج في الحداثة العالمية، ولِمَ لا؟ فهو وريث كل الحضارات العظمى، ويحمل إرث الأديان السماوية الثلاثة، فهل يليق بأرض الحضارة، ونبع الأديان أن تعيش دائماً في أتون حروب لا تتوقف، وغزوات مستمرة، وثورات ملونة، وانقلابات، وانقلابات مضادة؟

أما عمق الرسالة، فيكمن في أننا نريد أن نكون على قدم المساواة مع كل أطياف العالم. نحن لا نؤمن بالتعالي أو العنصرية، فالناس سواسية، وما دمت قد رفعت شعار «أميركا أولاً»، و«أميركا العظيمة»، فمن حقنا أن نشعر نحن الإقليم العربي بفخر الماضي، وقيمة الحضارات، وقداسة الجغرافيا، وحكمة التاريخ، وكلها متوافرة، وإذا كنت بالفعل ترفض الحروب، وتستعيض عنها بالقوة الاقتصادية لبلادك، فما أحوج الإقليم العربي إلى سلام شامل، واستقرار، وانخراط في التصنيع والإبداع، وابتعاد عن نشر الفوضى، واستخدام الجماعات والتنظيمات الإرهابية التي يتم توظيفها لتمزيق الخرائط، فالحق أقول يا أيها الرئيس إن هذه السياسة لم تنجح في جعل شعوب الإقليم تستكين، بل فشلت في تشكيل صورة حسنة لأميركا.

ثمة محطات تحتاج منكم إلى نظرة فاحصة، لعلنا نجد الدواء الشافي، أولى هذه المحطات هي القضية الفلسطينية، فثمانية عقود كافية. ثانية هذه المحطات هي منع مراكز التفكير التقليدية من صناعة الثورات الملونة، وثالثة المحطات أن يتم احترام مقدرات الشعوب وحريتها في التقدم والاستفادة من الثورة الصناعية الرابعة.

أيها الرئيس... إن حرية الإقليم العربي ليست منحة، بل حق أصيل، ولا تحتاج إلا إلى رفع الأغلال والمظالم التي عاشها على مدى قرنين منطقةً رخوةً، كلما أراد النظام العالمي تغييراً وضع يده عليها، ورأينا حروباً لا تبدأ من فلسطين، ولا تنتهي في سوريا، بل تتسع، وتتمدد.

ندرك أنك لست من هذه المدرسة. دعنا ننتظر لنرى، هل تتطابق الأقوال والأفعال، إنها مجرد رسالة من كاتب عربي يخشى على إقليمه العربي من عواصف يراها تلوح في الأفق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسالة إلى الرئيس ترمب رسالة إلى الرئيس ترمب



GMT 14:44 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

تاج من قمامة

GMT 12:11 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

العراق والخطأ الذي كان صواباً!

GMT 11:57 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

أزمة فنزويلا وفتنة «الضربة المزدوجة»

GMT 10:09 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

أخلاقيات ومبادئ أم قُصر ديل؟

GMT 10:00 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

زيارة لواحة سيوة!

GMT 09:39 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

ذئب التربية والتعليم

GMT 08:47 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

عن التفكير

GMT 08:44 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

صحفى كان بائعًا للصحف

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 11:06 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:54 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تلامذة غزة يستأنفون الدراسة تحت الخيام وسط الدمار

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثاني ومن المهم أن تضاعف تركيزك

GMT 10:48 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:39 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 03:34 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

استقرار سعر الذهب في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 05:48 2013 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كيلي بروك ترتدي ملابس ماري أنطوانيت

GMT 04:24 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أخبار البورصة المصرية اليوم الإثنين 4 أكتوبر 2021

GMT 15:13 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال يضرب سواحل إندونيسيا وتحذيرات من وقوع تسونامي

GMT 19:42 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

أربع محطات فنية في حياة مخرج الروائع علي بدرخان

GMT 13:07 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

فضل الله والماشطة يوضحان موقف عبدالله السعيد

GMT 06:20 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

مؤسس "غوغل" يكشف عن سيارة طائرة بنظام "أوبر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt