توقيت القاهرة المحلي 07:51:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صانعو الدول

  مصر اليوم -

صانعو الدول

بقلم: محمد زهران

 في الأسبوع الماضي بدأنا حديثنا عن من صنعوا مصر في تاريخها الممتد لآلاف السنين وقد بدأنا هذه المناقشة عندما وجدت كتاباً في فرنسا بعنوان "هؤلاء صنعوا فرنسا" وناقشنا ماذا لو حاولنا كتابة "هؤلاء صنعوا مصر".

 مقال الأسبوع الماضي طرح من الأسئلة أكثر مما أعطى إجابات وكان الغرض من ذلك جعل كل قارئ يحاول كتابة قائمته من الرواد الذين صنعوا مصر من وجهة نظره، سأحاول في هذا المقال التفكير بصوت عال إذا أردت أن أكتب كتاباً بعنوان "هؤلاء صنعوا مصر".

 أول سؤال سيتبادر إلى الذهن هو: ما أهمية هذا الكتاب أو تلك القائمة خاصة والمكتبة العربية بها الكثير من كتب التراجم والسير؟ كنت أتناقش في هذا الأمر مع صديق لي (هو الدكتور أحمد مرسي من هندسة القاهرة) وسألته نفس السؤال، وسألخص هنا ما قيل.

أولاً إذا حاولت كتابة تلك القائمة ستتعرف على نفسك وقناعاتك عندما تنظر لتلك القائمة النهائية لأنك سترى كم من العلماء وضعت وكم من السياسيين أو العسكريين أو الإقتصاديين أو الأدباء أو الفنانين إلخ وبذلك ستعرف ما هي أهم المجالات لبناء الدول من التأثير فيها من وجهة نظرك، ستعرف أيضاً إن كنت متحيزاً أم لا وستحاول معرفة السبب وكل ذلك سيساهم في معرفتك بنفسك.

ثانياً عندما تتأمل سير الرواد الذين أدرجتهم في قائمتك ستعرف كيف تساهم أنت نفسك في تقدم بلدك لأنك سترى أمثلة ممن ساهوا بجهد كان له أثره على إمتداد الأجيال.

 نأتي الآن إلى كاتب هذه السطور، إذا أردت كتابة كتاب بعنوان "هؤلاء صنعوا مصر" فكيف سأختار؟ هناك عدة نقاط يجب أن نضعها في الإعتبار هنا.

أهم نقطة هي عدد هؤلاء الرواد العظماء، يمكننا أن نضم الآلاف ولكننا بذلك نضع قاموساً أو دائرة معارف وسيكون من الصعب جداً الإلمام بجميع هؤلاء الرواد والتعلم من سيرهم (إنظر النقطة الثانية أعلاه بخصوص التعلم من السير لخدمة بلدك)، إذا نريد عدداً أقل، أعتقد أن خمسين أو مائة على أقصى تقدير يكفي لأننا يمكننا أن نتعلم من هذا العدد وأيضاً سيجبرنا تقليص العدد أن نفكر ونضع الرواد في مراتب ونعرف الفرق بين المراتب العليا والأدنى منها وهكذا، هذا سيساعدنا نحن حين نحاول أن نساعد بلادنا أن نحاول الوصول للمراتب العليا حتى وإن لم ننجح في النهاية.

 النقطة الثانية هي المرحلة الزمنية، مصر دولة تاريخها ممتد لآلاف السنين ودراسة الرواد والعظماء في كل تلك الفترة مهمة يقوم بها فريق كبير من الباحثين، أما بالنسبة للأفراد فالأفضل أن نأخذ مرحلة زمنية أقصر كثيراً حتى يمكننا الإلمام بها والأفضل أن تكون قريبة من زمننا هذا حتى يمكننا الاستفادة منها نظراً لتشابه المشكلات والعوائق، أعتقد أن المرحلة الزمنية منذ عصر محمد علي (1805) وحتى الآن هي فترة زمنية ليست بالطولية ولا بالقصيرة وهي فترة ثرية ومليئة بالأحداث وأيضاً مليئة بالنجوم الساطعة.

 النقطة الثالثة هي المعايير التي نختار على أساسها وسأنقل للقارئ وجهة نظري الشخصية ولكل وجهة نظره، أعتقد أن العلماء بجميع تخصصاتهم التطبيقية والنظرية يحتلون منزلة رفيعة لأن كل شيء من سياسة وعسكرية وإقتصاد وإجتماع إلخ يعتمد على العلم والتفكير العلمي ولكل فرع علمائه لذلك يجب أن نتذكر العلماء الأجلاء علي مصطفى مشرفة وأحمد زكي عاكف و محمد كامل حسين وأحمد رياض تركي والقائمة تطول جداً وقد تكلمنا عن الكثير منهم في مقالات سابقة وسنتكلم عن الكثير في المستقبل إن شاء الله، يجب تحويل العلم إلى تكنولوجيا ولذلك يأتي رجال الصناعة ومعهم رجال الاقتصاد مثل طلعت باشا حرب وأحمد عبود باشا، الفنون والأداب تشكل الوعي العام لذلك الفنانون والأدباء يحتلون مرتبة كبيرة هنا ومعهم علماء النفس والإجتماع مثل الأساتذة سيد عويس وحامد عمار والسيد ياسين الذين يحللون ويدرسون التوجه العام وما يحتاجه الناس ليبدعوا ويجتهدوا ويعملوا، كل ذلك لن يستقيم دون إدارة ذات رؤية ودون حماية (كما يقول ماسلو في هرمه الشهير الذي يشرح حاجات الإنسان الأساسية) لذلك بناة الجيوش وقادتها من واضعي التفكير والتخطيط العلمي مثل سعد الدين الشاذلي والجمسي وفؤاد أبو ذكري ومحمد علي فهمي و عبد المنعم رياض والقائمة تطول يحتلون أيضاً مكانة كبيرة، كل تلك الأسماء مجرد أمثلة وإذا أردنا عمل قائمة بالعلماء الكبار في كل مجال لإحتاجنا لعشرات المقالات.

 نأتي إلى نقطة غاية في الأهمية وهي كيفية إختيار الأسماء، أولاً يجب أن يكون الشخص له تأثير ممتد عبر الأجيال مثل إنشاء قسم جديد في الجامعة أو إدخال علم جديد إو الوصول إلى فتح علمي أو إنشاء شركة كان لها أكبر الأثر في حياة الناس وهكذا، ثانياً يجب أن يكون قد عاش في الفترة الزمنية التي حددناها، ثالثاً يجب أن تكون له رؤية فمثلاُ لماذا أنشاً هذه الشركة أو تلك الصناعة بالذات؟ هل لكسب المال فقط أم هناك رؤية لتقدم البلاد؟ هذا لن نعرفه حتى ندرس حياة تلك الشخصية وهنا أحيل القارئ الكريم إلى مقال سابق تحدثنا فيه عن أهمية قراءة سير العلماء.

 والآن عزيزي القارئ هل تستطيع كتابة قائمتك عن من صنعوا مصر وتكون لديك سبب لكل شخص تضعه في القائمة؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صانعو الدول صانعو الدول



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 19:22 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

غادة عبد الرازق تنافس فى رمضان 2025 بمسلسل جديد
  مصر اليوم - غادة عبد الرازق تنافس فى رمضان 2025 بمسلسل جديد

GMT 20:19 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

انطلاق بطولة المدارس الأولي للكرة النسائية في مصر

GMT 10:43 2020 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

هاشتاغ ستاد القاهرة للرجال فقط يتصدر تويتر

GMT 00:51 2020 الخميس ,30 كانون الثاني / يناير

موسكو تستضيف مهرجان مسرحي للصم بحضور فنانين من 9 دول

GMT 11:08 2019 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

رئيس الزمالك يهاجم الأهلي بعد التعاقد مع محمود كهربا

GMT 20:37 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

مديحة يسري وخلافها مع محمد فوزي بسبب قبلة

GMT 01:25 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

بنات أحمد زاهر تثيران الجدل على السوشيال ميديا

GMT 05:56 2019 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

ثقافة القاهرة تتناول "موسوعة المشاهير.. الزعيم أحمد عرابي"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon