توقيت القاهرة المحلي 00:24:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تطور الجامعة في القرن الواحد والعشرين

  مصر اليوم -

تطور الجامعة في القرن الواحد والعشرين

بقلم: محمد زهران

 يكثر الحديث عن التعليم ويبدأ دائماً بالتذمر من ارتفاع المصاريف وعدم جودة الخدمة المقدمة ثم يتطور الحديث بأننا دولة شهادات لكن الطلبة لا يتعلمون شيئاً ويريدون فقط تلك الورقة التي قد تساعدهم في الحصول على وظيفة، وإذا كتبت مقالاً عن التعليم ومشكلاته إتهمك الناس بالتنظير وبعدم الإتيان بحلول معقولة، كنت أتوقع هذا التطور في الحديث عندما بدأ صديقي الكلام عن الجامعات لكن توقعي لم يكن في محله لأن صديقي قال شيئاً كان مفاجئاً بالنسبة لي، قال أن الجامعات لا تؤهل الطالب للدخول إلى معترك الحياة في القرن الواحد والعشرين ومازالت تعيش في القرن العشرين، لذلك قررت في هذا المقال أن أفكر بصوت مرتفع معك عزيزي القارئ في هذا الموضوع: ما دور الجامعة في القرن الواحد والعشرين ونحن على أعتاب العقد الثالث منه؟

 أولاً طريقة تعامل الجامعات مع الطلاب الحاليين يجب أن تكون مختلفة عما ألفناه من الأجيال السابقة، الجيل الحالية تركيزه أقل بكثير من الأجيال السابقة نتيجة سيطرة وسائل التواصل الاجتماعي التي لا تحتاج إلا إلى بوستات قصيرة، لم يعد الكثير من الشباب يقرأ حتى بوستات طويلة ناهيك عن مقالات طويلة أو كتب كاملة، الجيل الحالي أيضاً أصبح أقل صبراً لأن إدمان ألعاب الكمبيوتر (الحركية منها) تستلزم التحرك السريع وأحياناً بدون تفكير، الجيل الحالي أيضاً قلت قدرته على الحفظ نظراً لوجود محركات البحث وبذلك إنتفت الحالجة إلى الحفظ، لكن استدعاء المعلومة سريعاً أو معرفة كيفية الوصول إلى معلومة دقيقة يستدعي أكثر من مجرد البحث على الإنترنت وقراءة صفحة ويكيبيديا (التي لا يعمل بها في الأوساط الأكاديمية كمراجع يعتد بها)، كل هذه الصفات تستلزم طرق تدريس جديدة مصممة للتعامل مع تلك الصفات مثل تقسيم المناهج إلى أقسام صغيرة ووضع هذه الأقسام على الإنتنرت كي يعود إليها الطالب كلما أراد، بل وفي بعض الجامعات وبعض المواد يوضع المحتوى العلمي على الإنتنرت على هيئة فيديوهات قصيرة وتكون المحاضرات الفعلية في الجامعة للمناقشات، وهذا يأخذنا للنقطة التالية وهي المحتوى العلمي نفسه.

 من الموبقات وأنا آسف أني أسميها هكذا ولكن يجب أن نسمي الأشياء بمسمياتها أن بعض الأسر تحكم على المحتوى العلمي الذي يدرسه الأبناء بالكم وليس بالكيف، إذا أعطيت الطالب نصف الكم الذي يدرسه الآن سيظن الأهل أن الجامعة (أو المدرسة في تلك النقطة) تتساهل ولا تقوم بواجبها وأن الطالب لا يتعلم جيداً، التعليم الحديث يجب أن يأخذ في إعتباره شيئين: أن العلم وخاصة التطبيقي منه يتطور بسرعة شديدة حتى أنه في تخصص كاتب هذه السطور (هندسة وعلوم الحاسب) نقول للطلبة أن ما سيتعلمونه في سنة أولى سيكون قديماً وأحياناً خطأ عندما يصلون إلى السنة النهائية  والشئ الثاني أن الطالب يجب أن يتعلم أن يدرك متى تصبح المعلومة قديمة وأين يجب المعلومة الجديدة وكيف يربط المعلومات ببعضها، ربط المعلومات ببعضها يقودنا إلى النقطة التالية، هذا يستلزم طرق تعليم جديدة وليس كم أكبر.

 أعتقد أن جامعات المستقبل يجب أن تهدم الأسوار بين التخصصات  لأن العلم أجزاء متصلة، الشركات في المستقبل لن تهتم (أو هكذا نأمل) باسم الشهادة ونوع التخصص ولكن ستهتم بنوعية المهارات والمعلومات التي تمتلكها، فمثلاً قد ترى شركة تريد متخصص في علوم الحاسب وعلم النفس مثلاً لتصميم برامج معينة للتعامل مع كبار السن أو ما شابه، ما نقوله ليس بالشئ المتطرف في أحلامه لأننا عندنا هذا الموضوع ولكن على مستوى صغير فمثلاً قسم الهندسة الطبية في كليات الهندسة يدرس للطلاب بعض المواد الهندسية وبعض المواد الطبية، ما أعتقده أن هذا الموضوع سيتوسع أكثر أو يجب أن يتوسع أكثر لأن الترابط بين العلوم هو ما ينتج الأفكار العظيمة والمفيدة، إذا تأملنا أبحاث عالم مثل إسحاق نيوتن وحاولنا أن نجعله أستاذاً في الجامعة ففي أي الأقسام سيكون؟ الفيزياء أم الرياضيات أم الميكانيكا (أي كلية الهندسة أم كلية العلوم)؟ وإذا قلنا أن نيوتن كان في زمن ماضي ونحن في عالم أكثر تعقيداً ونحتاج التخصص دعنا نرى أبحاث شخص مثل هربرت سايمون (Herbert Simon) المتوفى سنة 2003 والحاصل على جائزة تيورنج أعلى جوائز علوم الحاسبات لأبحاثه المرتبطه بالذكاء الصناعي والحاصل أيضاً على جائزة نوبل في الاقتصاد (!) وعلى الدكتوراه الفخرية في القانون (!!) من هارفارد، وهو لم ينتقل من علم إلى آخر ولكن كما قلنا العلوم كلها مرتبطة وقصة هذا العالم يجب أن تدرس، ولهذا موضع آخر.

 ننهي هذا المقال بالتحدث عن العلاقة بين الأساتذة والطلاب، وجود مواقع التواصل الاجتماعي أزال الكثير من الهالات حول بعض الأساتذة وجعل الأجيال الجديدة أكثر جرأة، لذلك طريقة التعامل الأبوية أو التعامل بتعالي لم تعد تجدي مع هذا الجيل بل يجب أن يكون الأستاذ صديقاً للطالب، النصيحة المباشرة لم تعد هي الأمثل في هذا العصر ومع هذا الجيل ولكن هذا أمر يحتاج مناقشة أكثر عمقاً وهو على العموم {ايي الشخصي الذي يحتمل الخطأ طبعاً.

 العلوم تتطور والنظام الاجتماعي نفسه يتطور فيجب أن تتطور الجامعات نفسها وليس فقط على المستوى العلمي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تطور الجامعة في القرن الواحد والعشرين تطور الجامعة في القرن الواحد والعشرين



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

القاهرة - مصر اليوم

GMT 00:36 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

ميسي يتحدث عن "العامل الحاسم" في اعتزاله
  مصر اليوم - ميسي يتحدث عن العامل الحاسم في اعتزاله

GMT 09:41 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

"قطة تركيّة" تخوض مواجهة استثنائية مع 6 كلاب

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

هاشتاج مصر تقود العالم يتصدر تويتر

GMT 12:10 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رفيق علي أحمد ينضم إلى فريق عمل مسلسل "عروس بيروت"

GMT 03:39 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مادلين طبر تؤكد أن عدم الإنجاب هي أكبر غلطة في حياتها

GMT 18:39 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

التفاصيل الكاملة لحريق شقة الفنانة نادية سلامة.

GMT 05:47 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على سعر الجنيه المصري مقابل الدينار الاردني الأحد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon