توقيت القاهرة المحلي 18:16:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بايدن.. المنقذ!

  مصر اليوم -

بايدن المنقذ

بقلم: نشوى الحوفى

منذ أيام نشرت مجلة فورين بوليسى الأمريكية مقالاً حوى رؤية المرشح الرئاسى جو بايدن للسياسة الخارجية الأمريكية فى حال فوزه بالسباق الانتخابى المزمع عقده يوم 3 نوفمبر المقبل. كتب بايدن رؤيته وكأنه المنقذ.. لا لأمريكا وحدها بل للعالم أجمع!

هو يتحدث وكأن الشر والخراب والتراجع قد حدث فى بلاده منذ تركه البيت الأبيض مع الرئيس السابق باراك أوباما. فيقول: «تضاءلت مصداقية وتأثير الولايات المتحدة فى العالم منذ تركنا أنا والرئيس باراك أوباما المنصب فى 20 يناير 2017. لقد قلل الرئيس دونالد ترامب من شأن حلفاء الولايات المتحدة وشركائها، وقوّضهم، وفى بعض الحالات تخلى عنهم. لقد انقلب على خبراء المخابرات ودبلوماسيينا وقواتنا. لقد شجع خصومنا وبدد نفوذنا لمواجهة تحديات الأمن القومى من كوريا الشمالية إلى إيران، ومن سوريا إلى أفغانستان إلى فنزويلا... لقد شن حروباً تجارية غير حكيمة ضد أصدقاء الولايات المتحدة وأعدائها على حد سواء فأضر بالطبقة الوسطى الأمريكية. لقد تخلى عن القيادة الأمريكية فى حشد العمل الجماعى لمواجهة التهديدات الجديدة التى يمتاز بها هذا القرن، وبخاصة ابتعاده عن القيم الديمقراطية التى تمنح القوة لأمتنا وتوحدنا كشعب».

بايدن يُحمّل إدارة ترامب ما آل إليه الحال فى ملفات السياسة الخارجية الأمريكية، وكأن الولايات المتحدة بلد يُدار بفكر الرئيس لا بفكر المؤسسات التى تضع الخطط والمسار لسنوات ولا تسمح للرؤساء إلا بمساحة محددة للتنفيذ! وكأن الولايات المتحدة نجحت فى كافة ملفاتها وقت إدارة أوباما التى توثق التقارير فى نهاية حكمه عام 2016 نمواً هائلاً فى الديون الفيدرالية، وارتفاع تكاليف الرعاية الصحية، وتراجع ملف المساواة الاجتماعية، وزيادة أسعار الغذاء، وانخفاض عدد المنازل، وتراجع الدخل، والاستغناء عن العاملين، وتقليص عدد القوى العاملة. أما الانتصار فى ملفات السياسة الخارجية بالنسبة لواشنطن، فلم يكن أكثر من دمار لعوالم أخرى وفى مقدمتها ملف المنطقة العربية التى انهارت بنيتها التحتية بما يوازى 900 مليار دولار وفقاً لبيانات البنك الدولى عام 2019، بينما تؤكد التقارير أن 40% من نحو 60 مليون لاجئ فى العالم يأتون من المنطقة العربية.

ولكن هذا لا يعنى أن ترامب هو الأفضل من أوباما أو نائبه المرشح للرئاسة بايدن. فلا فرق بين الجمهورى والديمقراطى، فكلاهما وجهان لعملة واحدة وبخاصة فى السياسة الخارجية، فإذا كان ترامب قد منح الجولان والقدس بورق رسمى موقع لإسرائيل أمام العالم كما منحها اتفاقيات التطبيع مع الإمارات والبحرين والسودان والبقية تأتى، فإن أوباما هدم لإسرائيل الكثير من البلدان العربية حولها حتى صارت الواحة الغنّاء للأمن والاستقرار! وسعى وأيّد لتمكين الإخوان من الحكم فى المنطقة ومنح قبلة الحياة لملالى إيران باتفاق «5+1» النووى. بينما ترامب هو من أكمل ما بدأه سلفه فابتز البلاد الغنية بالنفط بتهديدها بإيران وفناء عروشهم فى حال لم يدفعوا، فحصل من السعودية وحدها على 365 مليار دولار أعلن عن استثمارها فى البنية التحتية وتوفير الملايين من الوظائف لشعبه!

فى مقالته يكرر بايدن الحديث عن الديمقراطية وضرورة استعادة الولايات المتحدة قيادة العالم فى ملفها، بدءاً بإصلاح ما أفسده ترامب داخلياً ثم تطوير العلاقات مع الدول الديمقراطية واتخاذ موقف مع الدول التى لا تطبق معايير الديمقراطية، فيقول فى أحد أجزاء المقال: «كرئيس، سأتخذ خطوات فورية لتجديد الديمقراطية والتحالفات الأمريكية، وحماية المستقبل الاقتصادى للولايات المتحدة، بما يجعل أمريكا تقود العالم مرة أخرى، فهذا هو الوقت المناسب للاستفادة من القوة والجرأة التى دفعتنا إلى النصر فى حربين عالميتين وأسقطت الستار الحديدى». ثم يضيف: «تتطلع الديمقراطيات فى العالم إلى الولايات المتحدة للدفاع عن القيم التى توحد البلاد لقيادة العالم الحر... وخلال السنة الأولى لى فى منصبى، ستنظم الولايات المتحدة وتستضيف قمة عالمية من أجل الديمقراطية لتجديد الروح والهدف المشترك لدول العالم الحر». بايدن يعيد نفس مصطلحات أوباما عن الديمقراطية وتطبيقها فى العالم برؤية لم تُفضِ فى الواقع إلا لسيطرة ديكتاتورية الجماعات الملتحفة بالدين.

من هنا وجب فهم ما يُقال لإدراك ما يجرى لإتمام ما قد تم التخطيط له منذ منتصف السبعينات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بايدن المنقذ بايدن المنقذ



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:33 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

تن هاغ يثني على جماهير يونايتد بعد خسارة بالاس
  مصر اليوم - تن هاغ يثني على جماهير يونايتد بعد خسارة بالاس

GMT 16:37 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

زينة تضع شروطاً للبطولة الجماعية
  مصر اليوم - زينة تضع شروطاً للبطولة الجماعية

GMT 02:00 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

حكايات السبت

GMT 01:37 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 400 شخص إثر زلزال ضرب المناطق الحدودية بين إيران والعراق

GMT 07:47 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

سهر الصايغ سعيدة بنجاح مسلسل "ولاد تسعة"

GMT 22:15 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مؤشر بورصة لندن يغلق على ارتفاع طفيف الثلاثاء

GMT 07:43 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

فوائد الشليم

GMT 14:22 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب المصري يعتذر لسفير مصر في غانا محمد حيدر

GMT 11:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

كارمن سليمان تنشر فيديو عفوي تضع فيه المكياج

GMT 06:58 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

"كورونا" يراوغ في مصر وأرقام الإصابات خير دليل

GMT 09:16 2020 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

رانيا يوسف تكشف مواصفات الزوج بالنسبة لها

GMT 20:47 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

5 سيارات إطفاء تكافح حريق محل في وسط القاهرة

GMT 06:36 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

مواصفات أول سيارة كهربائية في فعاليات معرض طوكيو

GMT 18:01 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الموت يفجع الفنان المصري رامي جمال
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon