توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

درج الفضيلة

  مصر اليوم -

درج الفضيلة

بقلم:أمينة خيري

تلقيت رسائل كثيرة من القراء الأعزاء عن مقال «البحلقة»، وأسبابها، وكيف أن الكثيرين يعتقدون أن البحلقة فى الآخرين تصرف عادى، أو أن البحلقة فى الأنثى التى لا تلتزم بالمعايير الشعبية حق مكتسب للمبحلق، وكيف أن البحلقة اللاإرادية قوة طاردة للسياحة.

انقسم المعلقون إلى قسمين رئيسيين: الأول مؤيد لموقفى من البحلقة، وأنها سلوك مقيت وسخيف ويخلط حابل الحق فى التحديق بنابل حق الآخرين فى عدم اختراق خصوصيتهم، والثانى يعتبر البحلقة أمرًا عاديًا ومعتادًا ويجب أن يكون مقبولًا ولا يستحق كل هذا اللغو والغلو، وأن الأنثى التى ترتدى يعتبر ملابسها أو مظهرها غير مناسبة لمقاييسه الشخصية، ينبغى البحلقة فيها كأداة ردع.

دكتور شادى محمد أرسل خواطره عن البلحقة، وسمّاها «رسالة من أحد المبحلقين». ملخص ما كتب بأسلوب أدبى رشيق: «سافرت فى القطار، ظللت مبحلقًا تجاه الباب، أنظر إلى رجل سمين وأتمنى ألا يجلس إلى جوارى لا اليوم، ولا أى يوم آخر. تمر فتاة مراهقة، أنظر إليها، وأجدنى غارقًا فى الأسباب التى تجعلها تضع هذا الكم من مساحيق التجميل، وأى حجاب هذا؟!، كنت أبحلق منتظرًا حدوث شىء ما. يتحول انتظارى لومًا وحسرة. لماذا نبحلق؟/ هناك سبب اجتماعى يتعلق بكوننا نشعر بالوحدة أو الخواء. الوحيدون فى الحياة تدور أحاديثهم غالبًا داخل رؤوسهم، لديهم شعور دائم بأن أحدًا لا يهتم بهم. وهناك جوانب نفسية وشخصية».

ويضيف الدكتور شادى أن التحديق فى الآخرين يحدث نتيجة أسباب وعوامل كثيرة، ولا يمكن فهمها باعتبارها مجرد «بحلقة وخلاص».

أكثر ما أسعدنى فى رسالة القارئ العزيز أنه ذيلها بهذه العبارة: «أعتقد أننى بحلقت فى الجورنال قليلًا بسبب كلماتك».

الدكتور عاطف صليب عبر عن إعجابه بالتطرق إلى سلوك البحلقة، وكتب: «بقراءة المقال تذكرت قول السيد المسيح: من نظر إلى امرأة ليشتهيها، زنى بها فى قلبه».

أعود وأقول إن التحديق فى الآخرين خضع لدراسات وبحوث علمية حقيقية، والكثير منها خلص إلى تعدد الأسباب، مثلما ذكر الدكتور شادى، ومنها الحاجة الإنسانية لإرسال واستقبال إشارات اجتماعية وعاطفية، والرغبة فى التواصل، والاستجابة الفطرية لمحركات الانتباه للتهديدات المحتملة، بالإضافة إلى اعتبار القدرة على التحديق وسيلة لفرض السيطرة الصامتة على الآخرين، وهو ما يعكس خواءً نفسيًا عميقًا يملأه المحدق بهذه الطريقة، وأخيرًا وليس آخرًا الرغبة فى المغازلة.

وعلى الرغم من أننا بشكل عام من الشعوب التى لا تعتبر التحديق فى الآخرين أمرًا مزعجًا لهم، أو تصرفًا مرفوضًا، إلا أن جانب البحلقة فى الإناث ليس إلا تحرش بهن مع سبق الإصرار والترصد. المثير والطريف والمبكى فى آن أنه تم تغليف الفكرة المقيتة فى رداء دينى، حيث الأنثى غير المطابقة لمواصفات أيزو ثقافة السبعينيات المهيمنة، عليها تقبل البحلقة، وإن اعترضت فسنخرج من «درج الفضيلة» ما يبرر البحلقة، بل يباركها، وعليها ضرب رأسها فى أقرب حائط.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

درج الفضيلة درج الفضيلة



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt