توقيت القاهرة المحلي 01:54:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -
عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية
أخبار عاجلة

«الصفقة الكبرى».. من ثلاثة أوجه

  مصر اليوم -

«الصفقة الكبرى» من ثلاثة أوجه

بقلم - زياد بهاء الدين

مع أن الأخبار كانت قد انتشرت، منذ أسبوعين أو ثلاثة، عن قرب إبرام صفقة إماراتية بخصوص منطقة رأس الحكمة، إلا أن إعلان السيد رئيس مجلس الوزراء عنها الجمعة الماضى أثار عاصفة من الاهتمام والمتابعة والجدل داخل مصر وخارجها، ليس فقط لحجمها غير المألوف، وإنما أيضًا بسبب تأكيد الحكومة على أنها بداية انفراج الأزمة الاقتصادية الممتدة معنا منذ عامين على الأقل.

ومع تقديرى للجوانب الإيجابية لهذه الصفقة، إلا أننى لا أظن أنها بالبساطة التى جرى بها تقديمها إعلاميًّا، بل أرى لها ثلاثة جوانب مختلفة يلزم الفصل بينها حتى يمكن تقييمها بشكل موضوعى، والبناء عليها مستقبلًا.

الجانب الأول يتعلق بالاستثمار. وهنا لا أتردد فى الترحيب بالصفقة واعتبارها مكسبًا كبيرًا لمصر وللاقتصاد الوطنى، فهى ببساطة- وكما عبر السيد رئيس مجلس الوزراء- أحد أكبر الاستثمارات الأجنبية المباشرة التى تأتى لمصر، إن لم يكن أكبرها جميعًا.

وأهمية هذا النوع من الاستثمار ليس فقط فيما يجلبه من نقد أجنبى، وإنما أيضًا فى الطلب الذى يخلقه على اليد العاملة وعلى مواد البناء وعلى كافة السلع والخدمات المرتبطة بتنفيذ هذا المشروع العملاق. أما على المدى الأطول فيُفترض أن يؤدى إلى تدفقات إضافية من الاستثمار المباشر، ويحقق طفرة كبيرة فى السياحة لمصر. هذا من حيث المبدأ، وهو ما يقودنى إلى الجانب الثانى من الموضوع.

■ ■ ■

الجانب الثانى يتعلق بالشفافية والمعلومات. وهنا كنت أتمنى إتاحة المزيد من المعلومات عن هذه الصفقة بالشكل الذى يستحقه المجتمع ويطمئن الرأى العام ويحمى مصالح المستثمرين. ولا أتحدث هنا عن تفاصيل تنفيذية أو معلومات تجارية سرية، بل مجرد توضيح أفضل للإطار العام المحيط بالصفقة. السيد رئيس مجلس الوزراء ذكر فى المؤتمر الصحفى أنها تجرى وفقًا للنظم المعمول بها فى هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة مع المطورين العقاريين.

وهذه تتضمن فى المعتاد منح الأرض بالتخصيص لحين إنهاء المشروعات المتفق عليها، ثم نقل ملكية الأرض كاملة بعدها، فهل يشمل ما يجرى التزام شركة تطوير رأس الحكمة بمخطط عام لإنشاء البنية التحتية المجتمعية؟، وهل من تفاصيل عن هذا المخطط العام؟.

كذلك، فقد تحدث السيد رئيس الوزراء عن منطقة حرة، فهل ستكون حدودها وما تجلبه من إعفاءات ضريبية للميناء المزمع إقامته أم للمشروع كله؟، وماذا عن المنطقة المالية التى ذُكرت فى المؤتمر الصحفى، هل هى مجرد مجموعة مبانٍ أم سيُفرد لها وضع قانونى خاص؟، وماذا عن حصة الدولة فى المشروع، هل هى نسبة فى رأسمال الشركة، أم من المبيعات، أم من الأرباح النهائية، أم حصة عينية؟.

هذه، وغيرها، أسئلة مشروعة ومطلوبة لتوضيح طبيعة المشروع ولطمأنة الرأى العام وحماية المستثمرين من كثرة الشائعات والتكهنات. وكلما أُتيحت التفاصيل سريعًا كان أثرها الإيجابى أكبر.

■ ■ ■

وأخيرًا، فإن الجانب الثالث من الموضوع يرتبط بأثر هذه الصفقة الكبرى على أزمتنا الاقتصادية. شخصيًّا، أتحفظ على السائد من تصريحات المسؤولين فى الأيام الأخيرة، والتى بالغت فى التأكيد على نهاية الأزمة وانتهاء مشاكلنا الاقتصادية. دعونا نتفق أولًا على أن أزمتنا الراهنة ليست الغلاء ولا نقص العملات الأجنبية وارتفاع أسعار صرفها ولا تكالب أقساط الديون الأجنبية علينا.

هذه أعراض المرض لا المرض ذاته. المرض كان- ولا يزال- ضعف الإنتاج وارتفاع الدَّيْن العام الداخلى والخارجى والتوسع فى مشروعات طويلة المدى وتضخم دور الدولة فى النشاط الاقتصادى وعزوف القطاع الخاص عن الاستثمار. أكيد أن صفقة رأس الحكمة- وربما معها ترتيبات مقبلة مع صندوق النقد الدولى- سوف تساعد على تخفيف الأعراض العاجلة للأزمة/ المرض، وأهمها سداد أقساط الديون الحالية وإعادة الاستقرار إلى سوق الصرف، وهذا يكون تقدمًا كبيرًا جدًّا، ولا يُستهان به، ويمنح السلطات مساحة للتنفس والتصرف.

ولكن يظل السؤال الأهم هو: هل تستغل الحكومة هذه الفرصة لكى تصحح من المسار الاقتصادى الذى انتهجناه فى السنوات الماضية، والذى أسهم فى تفاقم أزمتنا الاقتصادية؟، أم على العكس سوف نعتبر أن الضغط الرهيب الذى وقعنا تحته من أجل سداد الديون وضبط سوق الصرف والحد من الغلاء قد انحسر بسبب صفقة رأس الحكمة، ولم تعد هناك ضرورة للإصلاح؟.

الصفقة استثماريًّا إيجابية للغاية، والترحيب بها واجب، وكذلك بالمستثمرين فيها، ولكن لا توجد صفقة بيع أرض ولا مشروع استثمارى- مهما كان عملاقًا- قادر على حل أزمة اقتصادية، بل لن يحلها سوى تغيير فى السياسات، فلعلها تكون فرصة لتعديل المسار ومحاربة أسباب المرض لا أعراضه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الصفقة الكبرى» من ثلاثة أوجه «الصفقة الكبرى» من ثلاثة أوجه



GMT 00:04 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

شهادة طبيب حاول إنقاذ السباح

GMT 00:00 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

نهاية أبوشباب تليق به

GMT 10:24 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل سوريا بين إسرائيل… وأميركا وتركيا

GMT 10:22 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيز إسرائيل على طبطبائي… لم يكن صدفة

GMT 10:20 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

خطورة ترامب على أوروبا

GMT 10:15 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

المفاوض الصلب

GMT 10:12 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مشكلتنا مع «الإخوان» أكبر من مشكلات الغربيين!

GMT 10:07 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

إعلان الصُّخير... مِن «دار سَمْحين الوِجِيه الكِرامِ»

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 18:51 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين
  مصر اليوم - تقرير يكشف أنغروك يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين

GMT 06:13 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 02 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 23:59 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

هرمون الإستروجين والبروجسترون يؤثران على اللوزة الدماغية

GMT 10:54 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 22:58 2020 الخميس ,16 تموز / يوليو

إطلالة جذابة لـ هند صبري عبر إنستجرام

GMT 00:37 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ديكورات خارجية لمتعة الصيف حول المسابح

GMT 22:24 2022 الإثنين ,25 تموز / يوليو

باريس سان جيرمان يهزم غامبا أوساكا بسداسية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt