توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مشروع «ترامب».. الكاشف عن الواقع والباعث للتغيير

  مصر اليوم -

مشروع «ترامب» الكاشف عن الواقع والباعث للتغيير

بقلم: زياد بهاء الدين

تعلمت أن أى تحدٍّ مهما كان كبيرًا لابد أن يجلب معه فرصة، وأن كل مشكلة مهما بدت مستعصية قد تكون دافعًا للتغيير إلى الأفضل.

وهذا ينطبق حتى على «مشروع ترامب» المستهدف تحويل قطاع غزة إلى «ريفييرا الشرق» بعد إخلائها من سكانها.

المشروع بلاشك سيئ واستعمارى وعنصرى وغير قابل للتنفيذ. وهذا أمر متفق عليه بين القيادة والحكومة والشعب فى مصر، كما أنه محل اتفاق فى الوطن العربى. والأهم أن هذا المشروع الاستعمارى/ العقارى مرفوض من الشعب الفلسطينى المتمسك بأرضه والصامد فى وجه محاولات اقتلاعه منها ونزع حريته وهويته منذ قرن وربع (تاريخ المؤتمر الصهيونى الأول). ولن يكون «ترامب» أكبر ولا أخطر ولا آخر تهديد يتعرض له الشعب الفلسطينى والأمة العربية.

بالعكس، ربما أن «مشروع ترامب» سيكون دافعًا لنا- نحن الأمة العربية- لإدراك أن علينا التوقف عن انتظار تدخل أجنبى منصف، وأن حل الأزمة الفلسطينية الممتدة منذ خمسة وسبعين عامًا والخروج من الانقسام العربى لن يأتى إلا من جانبنا وبإرادتنا.

«مشروع ترامب» كشف فيما كشف عن حقيقة مؤسفة أشرت إليها فى مقال الأسبوع الماضى، وهى غياب بديل أو تصور مغاير يمكن المطالبة به، فيما عدا الأساليب القديمة وغير المجدية.. وأقصد بذلك عودة السلطة الفلسطينية للتفاوض باسم الشعب الفلسطينى، وفتح الحدود للمساعدات الإنسانية التى تسيطر إسرائيل على تدفقها، وعقد مؤتمر لإعادة إعمار غزة يُسفر عن رصد بضعة مليارات غير كافية، والتأكيد المعتاد على التمسك بالحقوق الفلسطينية والثوابت العربية.

ولكن الواقع أن هناك بوادر لشىء ما قد يكون مختلفًا هذه المرة، بوادر وليست بعد أفعالًا ونتائج.. وأقصد بذلك المواقف العربية المستمرة فى رفض تصفية الوجود الفلسطينى، والبيانات الصادرة من مصر والسعودية وغيرهما، والحديث عن تصورات وحلول بديلة وإن كانت غير واضحة المعالم بعد، والتعبئة الحادثة فى الوطن العربى لرفض تهجير أهل غزة وضرورة التوصل لحل عادل للقضية الفسطينية.

هناك فرصة لكى يكون «مشروع ترامب»- بسبب وضوحه وانحيازه وعنصريته وتجاوزه لكل ما هو معقول- دافعًا لتحرك عربى ننتظره من عقود طويلة. تحرك يتجاوز التصور العقارى إلى النظر فى المستقبل الاقتصادى والإنسانى لقطاع غزة المنكوب، ولإعادة الحياة إلى جامعة الدول العربية بحيث تتولى إدارة ملف محدد وعملى، وتتولى تنسيق الدعم العربى. ولعدم الاكتفاء بتدفق المعونات الإنسانية الضرورية إلى غزة بل تحويلها إلى مشروع تنموى متكامل.

هذه ليست أحلامًا بل خطوات ممكنة. والرفض العربى هذه المرة يمكن أن يكون بداية جديدة، لا لحرب ولا لمقاطعة ولا لأى إجراء عنيف ومدوٍّ، بل لاستعادة المبادرة والتعاون المشترك ونبذ الخلافات السابقة ومساندة الشعب الفلسطينى فى بناء وطن حقيقى لا «ريفييرا» للسائحين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مشروع «ترامب» الكاشف عن الواقع والباعث للتغيير مشروع «ترامب» الكاشف عن الواقع والباعث للتغيير



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt