توقيت القاهرة المحلي 21:24:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -
الكرملين يرحب بتحديث استراتيجية الأمن القومي الأميركي وحذف وصف روسيا بالتهديد المباشر عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال
أخبار عاجلة

الفرصة لإنقاذ قانون المسؤولية الطبية

  مصر اليوم -

الفرصة لإنقاذ قانون المسؤولية الطبية

بقلم: زياد بهاء الدين

تابعت بقدر الإمكان الجدل الدائر حول مشروع قانون المسؤولية الطبية الذى أثار غضبًا واسعًا فى مجتمع الأطباء، ودفع نقابتهم للدعوة لعقد جمعية عمومية يوم الجمعة الماضى للتأكيد على رفض القانون. وقد ساعدنى فى المتابعة العديد من الأصدقاء المعنيين بالقانون بشكل أو آخر، فلهم جميعًا كل الشكر. والموضوع طبعًا لا يخص الأطباء وحدهم بل المجتمع كله.

للوهلة الأولى توحى التطورات الأخيرة بأن الأزمة قد انفرجت- أو متجهة نحو الانفراج- بعد إعلان الحكومة عن موافقتها على إلغاء الحبس الاحتياطى لمقدمى الخدمات الطبية، ثم تراجعها عن عقوبة الحبس ما عدا فى حالات الخطأ المهنى الجسيم، وتبع ذلك قرار نقابة الأطباء بإرجاء عقد جمعيتها العمومية، ثم أخبار عن مفاوضات مستمرة وتوافق وشيك بين نواب البرلمان والحكومة والنقابة (فى إطار لجنة الصحة بمجلس النواب)، قد ينتهى قريبًا بإقرار القانون. كلها أخبار وتطورات طيبة والجهد وراءها يستحق كل تقدير. مع ذلك فإننى أجد نفسى مضطرًا- من منظور قانونى وتشريعى- لإبداء تحفظى على مشروع القانون، لأنه أهم من أن يُترك للحسم بمنطق المفاوضات والتوافقات.

فما مشكلته التى لم تُحل حتى بعد التعديلات التى تم التوافق عليها؟ المشكلة أن مشروع القانون الذى وافق عليه مجلس الشيوخ من أسابيع استند إلى منطق مغلوط من البداية، وهو منطق الصراع بين الطبيب والمريض لا منطق الثقة، وأن حماية المريض تأتى من تجريم الخطأ المهنى وتهديد الأطباء بالحبس والغرامة والتعويض، وتشجيع الشكاوى والاحتكام للنيابة والقضاء. من هذه اللحظة، ومهما جرى من تعديلات ومفاوضات وصياغات، فإن هذا الأساس الصدامى للقانون (إذا جاز التعبير) سوف يظل مستمرًا. من جهة أخرى فإن مشروع القانون خرج من مجلس الشيوخ وفيه تداخل غير معروف فى مدرستنا القانونية بين المدنى والجنائى والإدارى، ومع كل جولة مفاوضات لتحسين مضمونه تزداد مفاهيمه القانونية اضطرابًا.

■ ■ ■

دعونى إذن أتجاوز النظريات وأقدم مقترحًا محددًا. وهو أنه بعد انتهاء المفاوضات بين الأطراف المعنية- النقابة والحكومة والبرلمان- يتم إرجاء المناقشة الأخيرة للقانون لحين إعادة عرضه على لجنة رفيعة المستوى من أعضاء إدارتى التشريع بمجلس الدولة ووزارة العدل، لكى تقوم بضبط مفاهيمه الأساسية وإخضاعه لأصول التشريع السليمة.

وفى هذا الإطار فإننى أقترح إعادة النظر فيما يلى:

أولًا) رغم أن موضوع العقوبات الجنائية تعدل مؤخرًا بشكل إيجابى (بعد اقتراح إلغاء الحبس الاحتياطى وقصر الحبس على الخطأ المهنى الجسيم)، إلا أن الأصح هو حذف العقوبات الجنائية تمامًا من القانون الجديد، بحيث يقتصر على تنظيم المسوؤلية المدنية لمقدمى الخدمات الطبية. وأما عن القول إن الخطأ المهنى الجسيم يستحق عقوبة جنائية (وهو قول صحيح) فإن التعامل معه يكون بالإحالة إلى نصوص قانون العقوبات إن كانت كافية أو بإضافة مواد مستحدثة إن كان لها مقتضى.

ثانيًا) بالنسبة للتعويض المدنى فإن مشروع القانون يكرر أحكامًا ومبادئ استقرت خلال الخمسة والسبعين عامًا منذ صدور القانون المدنى ومعها تراث قضائى مستقر وراسخ. فلماذا نتجه لاختراع عجلة جديدة؟ المطلوب فى القانون الجديد هو وضع الضوابط والمعايير والمفاهيم التى تتم الاستعانة بها عند تحديد ما إذا كان مقدم الخدمة الطبية أخطأ أم لم يخطئ ودرجة مسؤوليته، وكيفية الاحتكام إلى اللجان الجديدة المزمع إنشاؤها. ولكن بخلاف ذلك فالأفضل عدم التوسع فى النصوص والأحكام بل ترك الأمر بيد المحكمة المختصة.

ثالثًا) لا أعلم ما الذى سوف تنتهى إليه المشاورات الجارية حاليًا، ولكن فى بعض المسودات التى اطلعت عليها لايزال هناك تداخل بين الجنائى والمدنى، مثل اقتراح إحالة كل الشكاوى للنيابة العامة، وتداخل بين اختصاص اللجنة العليا للمسؤولية الطبية، المقترح إنشاؤها، ومصلحة الطب الشرعى، وجهات الخبرة التى قد ترى المحكمة الاستعانة بها، وهذه أمور يجب أن تُحسم بدقة منعًا للتداخل فى المفاهيم والاختصاصات.

رابعًا) مازلت أرى فصل صندوق ضمان المسؤولية المهنية الطبية فى تشريع مستقل تقترحه هيئة الرقابة المالية، بصفتها الجهة الرقابية المختصة، وصاحبة الولاية على أى نشاط تأمينى فى مصر.

دعونى أنتهى بما بدأت به، وهو أن القانون كما وافق عليه مجلس الشيوخ انطلق من بداية غير موفقة، وهى نزع عنصر الثقة فى العلاقة بين الطبيب والمريض، واستبدل بها حالة عدائية وصدامية، ثم توسع فى الإحالة للنيابة والمحاكم الجنائية بدلًا من الاقتصار على التعويض المدنى. ومع أهمية التعديلات الأخيرة فى التوصل لحلول توافقية إلا أن القانون فى تقديرى يحتاج بعد كل هذا «الكر والفر» إلى قراءة ومراجعة قانونية رصينة من لجنة متخصصة، تعيد للمفاهيم القانونية انضباطها، وللقانون توازنه واتساقه مع المدرسة التشريعية المصرية العريقة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفرصة لإنقاذ قانون المسؤولية الطبية الفرصة لإنقاذ قانون المسؤولية الطبية



GMT 15:59 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

الحنفية وأفق التغيير

GMT 15:57 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

السعادة في أوقات تعيسة!!

GMT 15:54 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

ضباب التفكير!

GMT 15:52 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

هل تمرض الملائكة؟

GMT 15:50 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

تقديم غير مألوف

GMT 15:48 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

من يطلق الرصاص؟

GMT 14:44 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

تاج من قمامة

GMT 12:11 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

العراق والخطأ الذي كان صواباً!

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 14:44 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

بريجيت ماكرون تلتقي الباندا "يوان منغ" من جديد في الصين
  مصر اليوم - بريجيت ماكرون تلتقي الباندا يوان منغ من جديد في الصين

GMT 11:06 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:54 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تلامذة غزة يستأنفون الدراسة تحت الخيام وسط الدمار

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثاني ومن المهم أن تضاعف تركيزك

GMT 10:48 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:39 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 03:34 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

استقرار سعر الذهب في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 05:48 2013 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كيلي بروك ترتدي ملابس ماري أنطوانيت

GMT 04:24 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أخبار البورصة المصرية اليوم الإثنين 4 أكتوبر 2021

GMT 15:13 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال يضرب سواحل إندونيسيا وتحذيرات من وقوع تسونامي

GMT 19:42 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

أربع محطات فنية في حياة مخرج الروائع علي بدرخان

GMT 13:07 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

فضل الله والماشطة يوضحان موقف عبدالله السعيد

GMT 06:20 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

مؤسس "غوغل" يكشف عن سيارة طائرة بنظام "أوبر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt