توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مناشدة أخيرة بشأن قانون الإيجار

  مصر اليوم -

مناشدة أخيرة بشأن قانون الإيجار

بقلم: زياد بهاء الدين

لم يكن فى نيتى أن أكتب مرة أخرى عن قانون الإيجار بعد أن صدر وبات نافذا. ولكن يصعب السكوت أمام وضع يهدد البلد وسلامه الاجتماعى، خاصة حينما يكون من الممكن تجنب ذلك ببعض الجهد والحكمة والتواضع.

حقيقة لا أتذكر أننى شهدت مؤخرا انقساما فى المجتمع كما نشهد هذه الأيام حول قانون الإيجار القديم/ الجديد. حتى صدمات الغلاء والتعويم وانقطاع الكهرباء، كانت بالتأكيد قاسية للغاية، ولكن تأثيرها كان واقعا على الأغلبية الساحقة من الناس، ما جعل المجتمع يتعايش معها بشكل أو بآخر، ولا يزال.

قانون الإيجار أوجد هذا الاحتدام لأنه: (١) لم يستند لدراسات وبيانات معلومة للجميع حتى يتبين إن كان محققا للأهداف الاجتماعية السليمة، (٢) استحدث نظاما واحدا ينطبق على ظاهرة معقدة للغاية دون اعتبار للأوضاع المتباينة، (٣) يهدد بفتح باب جديد لمزيد من الدعاوى القضائية، ليس بعد سبع سنوات كما يقال، وإنما بدءا من الشهر القادم حينما يفترض أن يدفع المستأجرون ٢٥٠ جنيها شهريا (تحت الحساب)، ثم بعد ثلاثة أشهر حينما يُعلن تصنيف المساكن للفئات الثلاث، ثم أثناء السنوات السبع، بينما يسعى الملاك لإثبات أن من حقهم الإخلاء المبكر.

وأخيراً فى نهاية السبع سنوات مع نهاية مدة العقود، (٤) لم يتطرق لمشكلة «خلو الرجل» التى دفع فيها الكثير من المستأجرين مبالغ لا يمكن تجاهلها، (٥) ولأن توفير مساكن بديلة لمن لن يقدروا على سداد الأجرة السوقية ليس حلا عمليا لمن لن تساعدهم ظروفهم الصحية أو الإنسانية على الانتقال. وهذه الحالة من الانقسام والاحتقان ليست مربوطة بلحظة واحدة سوف تمضى، لأن القانون بوضعه الحالى كما ذكرت أعلاه، سوف يفتح بابا للخلافات والدعاوى القضائية تمتد لسنوات. لا أناشد المسؤولين التدخل لإلغاء القانون أو العدول عن اتجاهه العام.

بل أكرر تأييدى للمبدأ الذى انتصرت له المحكمة الدستورية، وهو رد حقوق الملكية كاملة لأصحابها دون قيود تحرمهم من عوائدها الاقتصادية. والواقع حولنا ملىء بحالات صارخة لاستغلال المستأجرين القادرين للوضع الراهن كى يحتفظوا لأنفسهم بشقق مغلقة أو مستخدمة كمخازن بينما يقطنون مساكن أخرى مملوكة لهم وبعضها فيلات فارهة، ويتفضلون على أصحاب العقارات بجنيهات قليلة كل عام وبمطالب للصيانة تفوق الأجرة مئات المرات. ولكن يقابل ذلك أوضاع كلنا نعرفها لمن قضوا عمرهم فى بيوت لم يعد بإمكانهم سداد أجرتها الحرة ولا الانتقال منها ولا إخلاؤها والسكن عند أقاربهم، أو دفعوا فيها «خلو رجل» بمبالغ باهظة.

لهذا أعود لما كررته طوال الشهور الماضية، واعذرونى عن هذا التكرار، إن القانون يجب أن يفرق بين الفئات الاجتماعية المتباينة، ومن أجل هذا فيجب أن يستند لدراسات وبيانات دقيقة تمكن من رسم السياسة الاجتماعية المطلوبة. ولكن هل يمكن التوفيق بين المصالح المتعارضة للملاك والمستأجرين المستحقين للحماية الاجتماعية؟.

نعم يمكن ذلك، واقتراحى: (١) إرجاء تطبيق مبلغ ٢٥٠ جنيها لحين انتهاء عملية تصنيف العقارات، (٢) عمل دراسة تقديرية لعدد مستحقى الحماية الاجتماعية من أصحاب المعاشات أو كبار السن أو محدودى الدخل ممن لا يملكون مساكن بديلة، (٣) إنشاء صندوق قومى لمساندة مستحقى الحماية الاجتماعية يمول من موازنة الإسكان الاجتماعى ودون حاجة لموارد جديدة، (٤) الالتزام بمبدأ إلغاء تثبيت الأجرة تدريجيا واسترداد الملاك جميعا لحقوقهم، (٥) تدخل الصندوق القومى لسد الفجوة بين السعر العادل للأجرة وما يستطيع المستأجر القديم مستحق الحماية - مستحق الحماية فقط وليس كل المستأجرين - أن يدفعه. وأعود أيضا لتكرار أن الحل المقترح قد يبدو صعبا ومعقدا. ولكن الموضوع نفسه صعب ومعقد.. وبالتأكيد يستحق التدخل.. وقد أخذت به بلدان أخرى واجهت ذات الإشكاليات، فلم لا نجتهد ونصحح؟.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مناشدة أخيرة بشأن قانون الإيجار مناشدة أخيرة بشأن قانون الإيجار



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt