توقيت القاهرة المحلي 10:27:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بمناسبة الإعلان عن القائمة الحزبية الموحدة

  مصر اليوم -

بمناسبة الإعلان عن القائمة الحزبية الموحدة

بقلم: زياد بهاء الدين

الذين اندهشوا من أن تعلن مجموعة من الأحزاب المصرية عن تشكيل قائمة واحدة لخوض الانتخابات البرلمانية غير مبررين على الإطلاق فى دهشتهم.

اللحظة الفاصلة فى تحديد مسار الانتخابات القادمة، وبالتبعيّة البرلمان القادم نفسه، ليست هذا الاتفاق الأخير الذى لفت الأنظار، بل كانت منذ بضعة أسابيع وتحديدًا يوم ٢٥ مايو، حينما وافق البرلمان على تعديل متواضع على قانون تنظيم الانتخابات، أهم ما فيه أنه أبقى على نظام الانتخاب بالقائمة المطلقة.

ووفقًا لهذا النظام المعيب الذى عُمل به عندنا فى البرلمان الحالى والسابق عليه، فلا مجال لأن تحصل أى قوائم حزبية على أى مقعد برلمانى إلا قائمة واحدة فقط، وهى عادة القائمة القريبة أو المدعومة من الدولة. ويترتب على ذلك أن الأحزاب التى يفترض أن تتنافس فى الانتخابات تجد نفسها أمام اختيار واضح وبسيط: إما أن تخوض الانتخابات برغم استحالة فوزها بأى مقاعد، أو تقبل بالانضمام إلى القائمة الأساسية التى ستفوز بكل شىء، أو تقرر مقاطعة الانتخابات من بابها.

والحقيقة أن هذا ليس أسوأ ما فى نظام القائمة المطلقة، بل الأكثر سوءًا أن الراغبين فى دخول البرلمان يجدون أن طريقهم الوحيد لذلك هو كسب ود الجهات التى تقرر التشكيل النهائى للقوائم، بينما لا قيمة لأصوات الناخبين، بل لا توجد دوائر انتخابية أصلًا، لأن كل دائرة انتخابية للقوائم الأربع على مستوى مصر تشمل ملايين الناخبين، فلا مجال واقعى للتفاعل معهم.

النتيجة إذن - طالما استمر نظام الانتخاب بالقوائم المطلقة - أننا لا يصح أن نتحدث لا عن انتخابات ولا عن تمثيل شعبى، ولا حاجة لدينا لبرامج حزبية ولا مؤتمرات جماهيرية ولا زيارات للقرى والنجوع.

ما سبق يعلمه الجميع ويتصرفون على أساسه. خلال الأسبوع الماضى، وبعد الإعلان عن أسماء بعض المرشحين فى قوائم انتخابات مجلس الشورى، انتشرت عبر صفحات التواصل الاجتماعى رسائل تهنئة لهم من جانب أصدقائهم، ألطف ما فيها أنها لا تهنئهم بالترشح، بل بعضوية البرلمان! فالجميع يعلم أن دخول القائمة هو دخول البرلمان، أما الانتخابات نفسها وخروج الناخبين للتصويت فليس إلا إجراء شكليًا يلزم القيام به ولكن لا أثر له.

هذا لا يتعارض مع حقيقة أن بعض أعضاء البرلمان الحالى والسابق أبلوا بلاء حسنًا، وحاولوا أن يكونوا صوت الشعب فى مناقشة القوانين وفى الرقابة على الحكومة، ولهم الشكر والتقدير. ولا شك أيضا أن البرلمان القادم سيضم أصواتًا نزيهة ومستقلة ومدافعة عن الصالح العام. ولكن علينا فصل التقييم الشخصى عن التقييم المؤسسى، ومهما كان هناك مخلصون فى البرلمان، فإن النظام ذاته يظل مبنيًا على التعيين والتفاوض والاتفاق، وليس مستندًا لإرادة الشعب.

وأخيرًا، فمن الضرورى التنويه بأن الوصف السابق ينطبق فقط على المقاعد المخصصة للقوائم، أما المقاعد التى يجرى التنافس عليها فرديًا، فهى ساحة لانتخابات حقيقية لأن فيها سعيًا وراء أصوات الناخبين، وزيارات لبيوتهم، وحرصًا على كسب ودهم، وهذا هو جوهر العملية الانتخابية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بمناسبة الإعلان عن القائمة الحزبية الموحدة بمناسبة الإعلان عن القائمة الحزبية الموحدة



GMT 10:24 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل سوريا بين إسرائيل… وأميركا وتركيا

GMT 10:22 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيز إسرائيل على طبطبائي… لم يكن صدفة

GMT 10:20 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

خطورة ترامب على أوروبا

GMT 10:15 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

المفاوض الصلب

GMT 10:12 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مشكلتنا مع «الإخوان» أكبر من مشكلات الغربيين!

GMT 10:07 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

إعلان الصُّخير... مِن «دار سَمْحين الوِجِيه الكِرامِ»

GMT 10:04 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

اصنعوا المال لا الحرب

GMT 09:57 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

توسعة الميكانيزم... هل تجنّب لبنان التصعيد؟

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt