توقيت القاهرة المحلي 10:27:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قانون الإيجارات.. محاولة للفهم

  مصر اليوم -

قانون الإيجارات محاولة للفهم

بقلم: زياد بهاء الدين

الخلاف الجارى على تعديل قانون أجرة الأماكن ليس «قضية رأى عام» عابرة، بل إنه خلاف حقيقى يتعلق بواحدة من القضايا التى تتعارض فيها مصالح مُلاك العقارات القديمة مع مستأجريها بشكل حتمى. ويزيد من صعوبته أنه يتعلق بواحد من أهم مكونات المعيشة والاستقرار والسلم الاجتماعى.

لذلك فالتعامل معه يجب أن يكون بحذر وحكمة وتوازن وإلا كانت العواقب وخيمة. وهذا التعامل المتوازن يحتاج- أولًا- للاتفاق على الحقائق الأساسية. ومن جانبى أقترح ما يلى:

إن الأصل فى الأمور أن الملكية الخاصة مصونة، وإن لمالك أى شىء التصرف فيه والتمتع بعوائده دون قيد أو تدخل.

سياسة تثبيت الأجرة (بغض النظر عن صحتها ودوافعها وهذا ليس موضوعنا) أوجدت وضعًا قانونيًا واقتصاديًا مضطربًا، إذ حرمت ملاك العقارات من حقوقهم، وقضت على الاستثمار العقارى لسنوات طويلة، وفتحت أبواب المنازعات الفعلية والقضائية على مصراعيه.

المفاضلة مع ذلك يجب ألا تكون بين حقوق قانونية فقط، فهذا عمل المحاكم، بل نحن أمام وضع اجتماعى معقد ولا يمكن تجاهله. وأى تشريع مقترح من الحكومة أو يصدره البرلمان يجب أن يسعى لتحقيق العدالة القانونية من جانب، ويراعى الواقع الاجتماعى من جانب آخر.

الوضع الذى استقر منذ عام 1997 كان أن أجرة المساكن القديمة تظل سارية حتى وفاة مستأجر العقار الأصلى، ثم يستفيد جيل واحد منها، بعدها ينتهى القيد القانونى ويصبح من حق المالك استرداد العقار أو عرضه للإيجار بالسعر الحر. فما الذى أعاد فتح الموضوع اذن؟

الحكومة لم تقرر مرة واحدة أن تفجر هذه القنبلة الاجتماعية، بل اضطرت للاستجابة لواقع جديد ترتب على صدور حكم المحكمة الدستورية فى نوفمبر الماضى، والذى قضى بعدم جواز تثبيت أجرة العقارات، وألزم الحكومة والبرلمان بوضع نظام للتعامل مع هذه الإشكالية قبل نهاية الدورة البرلمانية الحالية.

المقترح المقدم من الحكومة يستند إلى أربع أفكار رئيسية: (1) بدءًا من العمل بالقانون تزاد أجرة المساكن الخاضعة للتثبيت عشرين ضعفًا، وبحد أقصى ألف جنيه شهريًا، (2) تزاد الأجرة بعد ذلك بنسبة 15٪ سنويًا لمدة خمس سنوات، (3) فى نهاية السنة الخامسة يصبح المالك حرًا فى استرداد العقار أو إيجاره بالسعر الذى يتفق عليه مع المستأجر، (4) تدبير مسكن بديل لمن يستحقون.

الأرقام المتداولة عن عدد شاغلى العقارات القديمة غير دقيقة وغير محدثة، وهذا ليس من عندى بل واضح من مناقشات البرلمان الأسبوع الماضى، حيث قدم الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء بيانًا غير محدث من الأصل، ثم رفضه الأعضاء، ولكن بعضهم لأنه صغير وبعضهم لأنه كبير، ولا أحد يعلم الحقيقة (وهذه ليست مشكلة عقارات فقط بل معضلة مصرية عمومًا).

لنتذكر أيضًا أنها ليست مشكلة أرقام وبيانات فقط. فأيًا كان عدد العقارات التى يسرى عليها نظام تثبيت الأجرة فإنها ليست كلها فى حوزة من يستحقون هذه الحماية، بل فيها أيضًا إيجارات قديمة ولكن فى أحياء راقية ومساكن فارهة، حيث يسكن المستأجر بسعر مدعوم منذ نصف قرن، فليس كل إيجار قديم مستحقًا للحماية الاجتماعية.

وفى المقابل، توجد مشكلة أخرى وهى أن بعض من يستأجرون عقارات بأجرة ثابتة دفعوا فى سبيل ذلك «خلو رجل» ليس له أساس فى القانون ولا يوجد حتى به مستند ثابت. فليس كل من يسكن بأجرة ثابتة حاصلًا على غير ما يستحق.

فما الحل؟ نعود إليه الأسبوع القادم..

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قانون الإيجارات محاولة للفهم قانون الإيجارات محاولة للفهم



GMT 10:24 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل سوريا بين إسرائيل… وأميركا وتركيا

GMT 10:22 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيز إسرائيل على طبطبائي… لم يكن صدفة

GMT 10:20 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

خطورة ترامب على أوروبا

GMT 10:15 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

المفاوض الصلب

GMT 10:12 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مشكلتنا مع «الإخوان» أكبر من مشكلات الغربيين!

GMT 10:07 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

إعلان الصُّخير... مِن «دار سَمْحين الوِجِيه الكِرامِ»

GMT 10:04 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

اصنعوا المال لا الحرب

GMT 09:57 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

توسعة الميكانيزم... هل تجنّب لبنان التصعيد؟

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt