توقيت القاهرة المحلي 21:24:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -
الكرملين يرحب بتحديث استراتيجية الأمن القومي الأميركي وحذف وصف روسيا بالتهديد المباشر عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال
أخبار عاجلة

عندما بكت النار وهى تأكل أبناءنا

  مصر اليوم -

عندما بكت النار وهى تأكل أبناءنا

نهاد أبو القمصان

كان من المفترض أن أكمل مقالات بدأتها عن العنف ضد المرأة وعدم إمكانية السكوت وضرورة التصدى له، لكن شعرت أن السكوت على قتل 18 طالباً وطالبة من أبنائنا محترقين وهم فى طريقهم إلى المدرسة بالإضافة إلى إصابة 19 آخرين بعضهم فى حالة حرجة هو كأننى أشارك فى هذه الجريمة بالصمت.

هذه ليست الحادثة الأولى ولن تكون الأخيرة طالما لا نشعر بهول الكارثة ويسير كل منا فى طريقه يستكمل ما اعتاد عليه، والسؤال الذى يدور فى ذهنى: هل هناك معنى للموت بهذه الطريقة البشعة؟ هل كانت النار تبكى وهى تأكل أبناءنا بهذه القسوة، وهى تشعر بالعجز عن التوقف لأنها بلا إرادة، لكن صراخ الأطفال يؤلمها؟ هل ترأفت بحال الضابط الذى كان مصطحباً زوجته وطفله وأمه فى السيارة الأخرى المنكوبة؟ هل بكت عليهم جميعاً وهى لا تملك التوقف عن التهامهم واحداً تلو الآخر؟ هل كانت سريعة ووهبتهم موتاً رحيماً أم كانت بقسوة البشر الذين انتهت ضمائرهم وتحولت قلوبهم أشد قسوة من الحجر ولا يشعر أى طرف بالذنب، بل يحاول الجميع إلقاء التهم على الجميع لترسو فى النهاية على حوار تافه حول سائقى النقل وكأنهم هم الأشرار والجميع أخيار.

فى الحقيقة، هذه الحادثة جزء من سلسلة جرائم إبادة للشعب المصرى على الطرق؛ فموتانا على الطريق كل عام تخطوا شهداء حرب أكتوبر واقتربوا من شهداء التفجيرات فى العراق والحروب الأهلية فى كثير من الدول.. والمسئولية معروفة.

مهندسو الطرق الذين يصممون طرقاً تخلو من عوامل الأمان والذين يتسلمون طرقاً غير مطابقة لأى مواصفات، إما بالرشوة وإما بضعف الكفاءة، المقاولون المشاركون فى تنفيذ الطرق وهم يعلمون حجم الغش ولكن على يقين أن هذا البلد بلا صاحب واحد يسأل أو يحاسب.

ضباط المرور الذين يقبلون استخراج رخص دون اختبارات حقيقية لأسباب لها علاقة بالمجاملات وغيرها، والذين لا ينفذون قانون المرور بصرامة ويتركون أمناء الشرطة يتعاملون وكأنهم آلهة بأيديهم العقاب أو العفو، وكله حسب التقدير، والذين يخرجون فى حملات مرورية تكشف نسباً هائلة من سائقى النقل المتعاطين للمخدرات ولا يحوَّلون للجنايات بتهم التعاطى!

مسئولو المحليات الذين يتركون الناس تعبث بالطرق وتقوم بعمل مطبات صناعية «ملاكى» أمام كل بيت غير مطابقة للمواصفات وتزيد من تدهور الطرق المهترئة أساساً، والذين لا ينفقون أموال المحليات على خدمات حقيقية تحسن من جودة الطرق والإنارة والنظافة، وتهدر الأموال فى مؤتمرات أو مجاملات أو حفر وردم الشارع الرئيسى، وذلك بلا رقيب أو حسيب، وكله بالحب.

مديرو المدارس الذين يقبلون أن يعبَّأ أطفالنا كالمواشى فى أوتوبيسات أو مركبات لا تصلح للاستخدام ودون الكشف عن كفاءة المركبة أو سائقيها، مسئولو وزارة التعليم الذين يشتكون دائماً من قلة الميزانيات دون النظر فى حسن استخدام هذه الميزانيات وترتيب الأولويات.

والقائمة طويلة.. وفى مقدمتهم كل وزير معنى وذى صلة ورئيس الوزارة ورئيس الجمهورية.

إذا لم ينظر كل منا كل صباح إلى ابنه أو ابنته ويذكر كل طفل التهمته النيران وهو فى طريقه للمدرسة ويدرك المدة الذى ظل يصرخ فيها والألم الذى تحمله، إذا لم نضع أنفسنا مكان كل أم وكل أب أودع طفله فى أمانتنا ليعود له متفحماً أو فى حالة خطرة فلا بارك الله لنا أو لأولادنا.

ولا بارك الله فى وطن يأكل الفساد أولاده ونسير وكأن شيئاً لم يحدث.

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما بكت النار وهى تأكل أبناءنا عندما بكت النار وهى تأكل أبناءنا



GMT 15:59 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

الحنفية وأفق التغيير

GMT 15:57 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

السعادة في أوقات تعيسة!!

GMT 15:54 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

ضباب التفكير!

GMT 15:52 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

هل تمرض الملائكة؟

GMT 15:50 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

تقديم غير مألوف

GMT 15:48 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

من يطلق الرصاص؟

GMT 14:44 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

تاج من قمامة

GMT 12:11 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

العراق والخطأ الذي كان صواباً!

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 11:06 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:54 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تلامذة غزة يستأنفون الدراسة تحت الخيام وسط الدمار

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثاني ومن المهم أن تضاعف تركيزك

GMT 10:48 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:39 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 03:34 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

استقرار سعر الذهب في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 05:48 2013 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كيلي بروك ترتدي ملابس ماري أنطوانيت

GMT 04:24 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أخبار البورصة المصرية اليوم الإثنين 4 أكتوبر 2021

GMT 15:13 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال يضرب سواحل إندونيسيا وتحذيرات من وقوع تسونامي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt