توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إسرائيل الكبرى

  مصر اليوم -

إسرائيل الكبرى

بقلم:عمرو الشوبكي

فى الوقت الذى أعلن فيه وزير دفاع حكومة الاحتلال عن ليلة جحيم ستعيشها غزة أمس بعد عملية حى راموت بالقدس التى سقط فيها ٧ قتلى ونحو ١٤ مصابا بينهم اثنان فى حالة حرجة، فكانت حجة جديدة لاستكمال إسرائيل جرائم الإبادة الجماعية والاستهداف المتعمد للمدنيين فى وقت تقول فيه إنها تسعى لتنفيذ مشروع إسرائيل الكبرى، وهى أول مرة تسعى فيه دولة للتوسع وهى لا تمتلك إلا أدوات القتل، فليس لديها مشروع اقتصادى ولو استغلالى أو استعمارى، وليس لديها بريق نموذج سياسى يؤثر فى الدول المحيطة بها فيقبلون هيمنتها.

صحيح أن مشروع إسرائيل الكبرى له أساس توراتى عقائدى وأيضا يعتمد على القوة المسلحة والعسكرية، إنما يظل فى جوهره مشروعا للهيمنة وبسط النفوذ دون أن يعنى بالضرورة تحرك جندى عبرى واحد إلى أراضى ٨ بلاد عربية مستهدفة من هذا المشروع.

إن خريطة «إسرائيل الكبرى» التى يرفعها نتنياهو تشمل: كامل فلسطين التاريخية، ومساحتها ٢٧ ألفا و٢٧ كيلومترا مربعا، ولبنان ومساحته ١٠ آلاف و٤٥٢ كيلومترا مربعا، والأردن ومساحته ٨٩ ألفا و٢١٣ كيلومترا مربعا. وأكثر من ٧٠ بالمئة من مساحة سوريا البالغة ١٨٥ ألفا و١٨٠ كيلومترا مربعا، ونصف مساحة العراق البالغة ٤٣٨ ألفا و٣١٧ كيلومترا مربعا، ونحو ثلث الأراضى السعودية البالغة مساحتها مليونين و١٤٩ ألفا و٦٩٠، وربع مساحة مصر البالغة، نحو مليون كيلومتر مربع، وجزء من الكويت البالغة مساحتها ١٧ ألفا و٨١٨ كيلومترا مربعا.

ورغم عبثية هذا الكلام، فإن المفارقة أننا أصبحنا لأول مرة نرى دولة استعمارية لا تمتلك «عصا وجزرة» لإغراء الشعوب وإخافتها، إنما تمتلك فقط عصا قتل غليظة لإرهاب كل من يقف أمامها، وهو ما يجعل هناك استحالة أن تنجح فى أى من مشاريعها للسيطرة على المنطقة، ليس بالضرورة نتيجة قوة من يواجهونها إنما أساس للمشكلات الهيكلية فى بنية المشروع الإسرائيلى الصهيونى نفسه.

ولذا علينا ألا نندهش من أن يستمر نتنياهو وحكومته فى ترديد شعار إسرائيل الكبرى وإعلان ضم الضفة الغربية ورفض حل الدولتين وإغلاق كل المنافذ السياسية للاعتراف بحقوق الشعب الفلسطينى، وأن تكون الأداة الوحيدة المستخدمة هى القتل والتجويع والإبادة الجماعية وليس أداة سياسية أو اقتصادية واحدة.

مشروع إسرائيل الكبرى محاولة حقيقية للهيمنة وبسط النفوذ وليس احتلالا عسكريا؛ وهو ما يتطلب ليس فقط جاهزية عسكرية للردع إنما أيضا نموذج داخلى صلب ومتماسك، وهو لن يتحقق إلا بحد أدنى من الإنجاز الاقتصادى والاعتماد على النفس وأيضا كفاءة سياسية وعدالة اجتماعية وقدرة على التأثير فى دول العالم عبر أدوات مدنية وقانونية.. وحتى تتحقق كل شروط المناعة الداخلية، فإن مشروع إسرائيل الكبرى مشكلته الأساسية فى بنيته الداخلية، وفى أنه ولد بعيوب وتشوهات خلقية تجعله ميتًا قبل أن يحصل على شهادة الميلاد.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسرائيل الكبرى إسرائيل الكبرى



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt