توقيت القاهرة المحلي 11:49:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الخماسية المحددة للأيام القادمة

  مصر اليوم -

الخماسية المحددة للأيام القادمة

مصر اليوم

الدكتور مرسى وقع فى الفخ، هناك من أوعز إليه أنه عليه أن يكون رئيساً «جامد، جلده تخين لا يلين ولا يستجيب»، وعليه قرر أن يقرر ألا يتخذ أى قرار يمكن أن يفهم منه أنه مش جامد ومش جلده تخين وأنه يلين ويتسجيب، ولهذا تورط وورط معه البلد كله. وللحفاظ على البقية الباقية من مرارتى، لن أتحدث عن كم الفرص المهدرة التى أضاعها هذا الرجل، وكان آخرها خطاب الأسبوع الماضى. فى برنامج «باختصار» قررنا أن نجمع الأجزاء من خطابه الأخير التى فيها تهدئة ووعد وتصالح مع بعضها البعض، ونجمع الأجزاء التى فيها تهديد ووعيد وتهييج مع بعضها البعض. مش ممكن، لو كان الرجل التزم بالأجزاء التى فيها تهدئة ووعد وتصالح فقط، لربما غيَّر من الأمر بعض الشىء، لكن واضح أن هناك أكثر من شخص كتب له الخطاب، وهو أضاف عليه من عنده لمساته الارتجالية، فخرج لنا كخلطة غريبة تجمع بين المتناقضات التى رأيناها. السؤال: هل الدكتور مرسى سيظل باقياً فى منصبه أم هذه هى النهاية بالنسبة له؟ المسألة تتوقف على خمسة عوامل: العدد، الزمان، المكان، السلمية، الجيش. أما العدد، فالمقصود به عدد المؤيدين وعدد المعارضين، ويبدو لى الآن أن عدد المؤيدين أصبح ثابتاً ومعروفاً ومعتمداً على استقبال ميدان رابعة العدوية أكبر عدد ممكن من الأتوبيسات من المحافظات، لكن العدد الأهم الآن هو عدد المعارضين، ولا شك أن الأعداد بالأمس فاقت توقعات الكثيرين من المنتمين للتيار الإسلامى. وقد قال لى أحدهم: «أنا مذهول» لأن هذا العدد أكبر مما نزل فى أيام ثورة 25 يناير. من مصلحة الدكتور مرسى أن يكون العدد أقل، لأن هذا سيعطى الانطباع بأن المتظاهرين قلة، أو على الأقل ليسوا أغلبية. وهناك ثانياً متغير الزمان، بمعنى المساحة الزمنية التى سيظلها هذا العدد الكبير من المتظاهرين فى الشارع. فلو المسألة عدد مهول نزل فى يومين ثم عاد من حيث أتى، إذن المظاهرات نوع من التعبير عن «طاقة غضب» وذهبت إلى حيث سبيلها، وبالتالى من مصلحة الدكتور مرسى أن يتناقص العدد مع مرور الزمن. وهناك ثالثاً متغير المكان، بمعنى الانتشار المكانى؛ فلو كانت هذه الاحتجاجات محدودة فى عدد محدد من المحافظات، إذن هى تعبر عن مطالب إقليمية ولا تعبر عن مطلب شعبى واسع. وعليه فإنه من مصلحة الدكتور مرسى أن تكون الاحتجاجات محددة مكانياً فى مناطق بذاتها. وهناك رابعاً متغير السلمية، بمعنى أن تظل طريقة التعبير سلمية لأقصى درجة، لأن العنف يعطى الانطباع الداخلى والخارجى بأنها ليست ثورة أو مظاهرات تعبر عن الاحتجاجات والاحتياجات، وإنما هى انقلاب على رئيس شرعى منتخب بأساليب غير سلمية تستدعى مؤازرة الرئيس ضد الخارجين عليه وعلى الأغلبية التى أتت به إلى السلطة. إذن من مصلحة الدكتور مرسى كى يظل فى السلطة أن تزيد درجة العنف، ولا أقول إنه يسعى إليه؛ فهذا اتهام لا أملك أن أوجهه له، وإن كان تهديد بعض مناصريه به لا يصب فى صالحه. وهناك متغير خامس، وهو استجابة مؤسسات الدولة، وعلى رأسها المؤسسة العسكرية، التى أعلنت أكثر من مرة أنها مع «الشعب»، وبما أن «الشعب مصدر السلطات» وفقاً للدستور الذى يعطى لهذا الشعب الحق فى أن يعبر عن نفسه بأساليب مختلفة، منها الانتخابات والاستفتاءات، ومنها المظاهرات والاحتجاجات السلمية، وبما أن «الجيش ملك للشعب» بنص الدستور أيضاً، فالقوات المسلحة لن تدخل فى صراع ضد الشعب، ولكنها فى نفس الوقت تعلم أن هناك من يريد أن يزج بها فى مواجهة الرئيس المنتخب وأنصاره، لتخوض هى معركة سياسية بالنيابة عن قوى سياسية أثبتت عجزها عن أن تخلق لنفسها مصدر شرعية بديلاً عن مجرد انتقاد من فى السلطة. التوقيت مهم عند القوات المسلحة، مثلما هو مهم عند الجراح. الجراح لو تدخل جراحياً فى توقيت غير ملائم قد يتسبب فى موت المريض. القوات المسلحة لا تريد أن تكون قائدة لانقلاب عسكرى، وربما بنفس الإجراءات تكون كمن يستجيب لإرادة شعبية حرة، وهى، يقيناً، لا تريد أياً منهما. وبالمناسبة الدكتور مرسى عمل معجزة: وحَّد الشرطة والفلول والثوار ضده. عجيب والله عجيب. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخماسية المحددة للأيام القادمة الخماسية المحددة للأيام القادمة



GMT 02:01 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

سنة ثالثة شعر

GMT 01:57 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللاجئون في مصر... تراث تاريخي وتذمر شعبي

GMT 01:54 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

أزرار التحكم... والسيطرة!

GMT 01:52 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

أميركا النازعين وأميركا النازحين

GMT 01:48 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

عن سجننا بين إدوارد سعيد ونتنياهو

GMT 01:44 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

فيلبي وحفيدته سارة... وإثارة الشجون

GMT 01:36 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

«رؤية 2030»: قارب النجاة في عالم مضطرب

GMT 00:10 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

قواعد اللعبة تتغير من حولنا!

GMT 00:49 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

محمد ثروت ينضم لـ«عصابة المكس» بطولة أحمد فهمي
  مصر اليوم - محمد ثروت ينضم لـ«عصابة المكس» بطولة أحمد فهمي

GMT 09:48 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

أستون فيلا ضيفًا على فولهام في الدوري الإنجليزي

GMT 23:11 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

البورصة العراقية تغلق التعاملات على تراجع

GMT 10:11 2020 الإثنين ,24 آب / أغسطس

عبد السلام بنجلون يتعافى من كورونا

GMT 20:36 2020 الأربعاء ,22 تموز / يوليو

حصيلة وفيات كورونا في المكسيك تتخطّى 40 ألفاً
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon