توقيت القاهرة المحلي 02:40:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الطريق إلى التدهور!

  مصر اليوم -

الطريق إلى التدهور

عماد الدين أديب

أيهما سوف ينتصر على الآخر: «استمرار التدهور» أم «التوصل إلى تسوية» فى مصر؟ أيهما لديه حظوظ على الأرض: المزيد من الهستيريا والتظاهر والعنف والدماء، أم لغة التعقل والحكمة والاعتدال والسعى إلى التفاوض الجدى؟ يبدو -والله أعلم- أن الفوز على المديين القريب والمتوسط سيكون للغة التوتر والتصعيد والدماء. أشتمّ مزيداً من الدماء فى الميادين والشوارع والمدن والمحافظات المصرية من الجانبين. وأرى سقوط قتلى ومصابين بالمئات، إن لم يكن بالآلاف، فى الأسابيع القليلة المقبلة. وأرى اعتداءات على مراكز الشرطة وأبنية حكومية ومقرات حزبية ومنشآت عامة ومديريات أمن وثكنات عسكرية. وأرى ظهور أسلحة دمار غير تقليدية فى المعارك المقبلة تبدأ من مدفع «الجرينوف» إلى راجمات الصواريخ، وصولاً إلى الصواريخ المضادة للطائرات. وأرى بدايات فتنة طائفية فى المحافظات وفتح مخازن السلاح المكدسة فى أقبية مساجد وكنائس منذ شهور. وأرى استمرار هستيريا النخبة السياسية من جميع الأطراف التى تقدم خطاباً تصعيدياً يدعو إلى العنف والقتل والإلغاء والإقصاء للآخر ومحاولة حذفه تماماً من التاريخ والجغرافيا. لا أرى -للأسف- احتمالات تسوية قريبة ولا أرى لغة عقلاء قابلة لكى تسود، ولا أرى مناخاً مواتياً للحوار بين أطراف الأزمة. وأخطر ما فى الأزمة التى عشناها هذه الأيام أنها تحولت من حالة أزمة كنا نديرها إلى أن أصبحت أزمة تديرنا! استفحلت المسألة وخرجت عن حدود السيطرة لأى طرف من الأطراف. الكارثة الكبرى أنه لا شىء يمكن أن يؤدى إلى حل أو تسوية. لا حكم الإخوان سيؤدى إلى الاستقرار، ولا إبعادهم عن الحكم سيؤدى إلى التهدئة. جرّبنا منذ يناير 2011 حكم رئيس ذى خلفية عسكرية، وجربنا حكم مجلس عسكرى، وجربنا حكما لرئيس ينتمى لجماعة الإخوان، والآن نجرب حكم رجل قضاء فاضل لمرحلة انتقالية، ورغم كل هذه التجارب وتنوعها فإننا لم نجد فيها الحل المنشود. عاصرنا ثورة فى يناير 2011 وثورة فى يونيو 2013 وعاصرنا تحركاً للجيش فى كل مرة منهما، وعاصرنا نزول ملايين فى كل منهما. لكن لم يؤدِّ أى حدث، أو أى نظام، أو أى ثورة، أو أى انقلاب، إلى سكون الناس وشعورهم بالاستقرار والرضا. ما الذى يمكن أن يعيد المجتمع المصرى إلى صفائه وهدوئه واستقراره؟ سؤال عظيم يستحق التأمل والإجابة. نقلاً عن جريدة " الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطريق إلى التدهور الطريق إلى التدهور



GMT 02:40 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

رسائل غير قابلة للتداول!!

GMT 02:37 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

لا غرابة في دخول رفح

GMT 02:35 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

حلقة الحراك

GMT 02:29 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

«إحنا» وحّدناها بالفن يا بدر

GMT 02:25 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

المعضلة الجيوسياسية: الحدود والنفوذ والسيادة

GMT 02:23 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

السياب في المخزن

GMT 02:20 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

الخطوط الخلفية في الحرب على غزة

الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:37 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

زينة تضع شروطاً للبطولة الجماعية
  مصر اليوم - زينة تضع شروطاً للبطولة الجماعية

GMT 17:22 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

اتحاد الكرة يرفض دفع مستحقات فتح الله المتأخرة

GMT 06:38 2016 الجمعة ,26 شباط / فبراير

انجي المقدم تكشف أحداث دورها في مسلسل "سقوط حر"

GMT 09:27 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

تونس تسترد قطعا أثرية نقدية من النرويج

GMT 01:00 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

441 مليون دولار صادرات بترولية مصرية مطلع 2021

GMT 04:02 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon