توقيت القاهرة المحلي 20:37:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -
التلفزيون الإيراني الرسمي يعلن أنه تم العثور على الطائرة التي كانت تقل الرئيس الإيراني بعد ان هبطت إضطراريا الهلال الأحمر الإيراني وفرق الإنقاذ تعثر على حطام طائرة الرئيس الإيراني وفقاً ما نقله تلفزيون العالم الرسمي الإيراني الرئاسة الإيرانية تقول أن هناك آمال جديدة بإمكانية نجاة رئيسي واثنان من ركاب الطائرة يتواصلون مع الأجهزة الأمنية المفوضية الأوروبية تفعّل خدمة الخرائط بالأقمار الاصطناعية لمساعدة فرق الإنقاذ في البحث عن موقع طائرة الرئيس الإيراني نائب مدير عمليات الإنقاذ يعلن أنه تم التعرف على الإحداثيات الأولية لموقع حادث طائرة الرئيس الإيراني الاتحاد الأوروبي يقدم مساعدة بخدمة المسح الجغرافي لحالات الطوارئ بعد طلب إيراني المرشد الإيراني يدعو الشعب إلى عدم القلق ويؤكد أن تسيير شؤون البلاد لن يتأثر أعلن وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي إن "فرق إنقاذ مختلفة" لا تزال تبحث عن المروحي وسائل إعلام أجنبية تؤكد أن وفاة رئيس إيران ووزير خارجيته سيتم في أي لحظة الهلال الأحمر الإيراني يعلن فقدان ثلاثة من عمال الإنقاذ في أثناء البحث عن طائرة الرئيس الإيراني
أخبار عاجلة

السياب في المخزن

  مصر اليوم -

السياب في المخزن

بقلم - سمير عطا الله

أمضى الكاتب العراقي نجيب المانع سنوات عدة في «الشرق الأوسط». كان مظهره هادئاً، وكتاباته فائرة، وغاضبة. وعندما لم يعثر على خصم أدبي يدخل في نقاش معه، كان يكتب إلى نفسه، ناقداً وقاسياً، باسم مستعار لا يلبث أن يكشف عنه.

نشر المانع ذكرياته في «الشرق الأوسط» تحت عنوان «عمر أكلته الحروف»، وأعادت دار «جداول» نشرها الآن مع مقدمة للأستاذ محمد عبد الله السيف. من أجمل تلك الذكريات كيف عمل المانع مع بدر شاكر السياب في شركة «نفط البصرة»:

«عملنا، بدر السياب وأنا، بعد نوالنا الشهادة العالية. هو من دار المعلمين العالية، وأنا من الحقوق، في شركة (نفط البصرة). وكنّا نعمل في أدنى درجات الوظيفة الكتابية، إذ إن الإنجليز لم يأبهوا بشهادتنا، واعتبرونا مجرد ساعين للحصول على مورد شهري. وكانت البطالة آنذاك منتشرة في كل مكان، ولا سيما ما يدعى ببطالة المثقفين، ومن ينتمِ إلى شركة النفط؛ فعليه أن ينسى تعليمه، ليتعلم فيها كيف يجهل.

كانوا يطلبون منا أن ننتظر اللوريات التي تقلنا إلى الشركة في الفجر والشمس لم تشرق بعد، فننحشر فيها لتأخذنا إلى منطقة بعيدة عن مدينة البصرة، وربما في طريقنا لوريات أخرى تحمل خرافاً، فكنت أقول: (إن الخراف على الأقل تذبح مرة واحدة. أما نحن فنذبح كل يوم).

كان عملنا، بدر وأنا، يدور في قسم المخازن، لا في المخازن نفسها، بل في الدوائر التي تنظم فيها أمور المخازن. وكنا نملأ بطاقات، لا تحصى ولا تعد، بما يرد إلى المخازن الفعلية البعيدة عنا، وبما يتم استهلاكه منها. ولكل مادة رقم تعرف به، وبطاقة خاصة.

فإطار السيارة من النوع الفلاني له رقم وبطاقة، ولكل برغي ومسمار وزيت أرقام. ومهمتنا هي أن ننقل الجداول اليومية التي ترد إلينا إلى بطاقات مبوبة تبويباً دقيقاً، ولكنه لا إنساني. لا إنساني إلى درجة هائلة بالنسبة لشاعر مثل بدر السياب، فأن يتصور المرء شاعراً، ثري الإحساس، مفعماً بالجوع للدنيا، يقضي ثماني ساعات كل يوم في نقل رقم كهذا: A6.24876901 إلى البطاقات مئات المرات كل يوم؛ أمر رهيب. ولو كان يعرف ما هو هذا الـA6 لهان الأمر، ثم حتى لو عرف، لما استفاد شيئاً، إذ ربما يكون رمزاً لنوع معين من دهان السيارات. ويمكن الرجوع، بالطبع، إلى الدليل الشامل الذي يوضح هذا الـA6 الشرير.

وجدت عملنا مصوراً تصويراً عبقرياً في فيلم شارلي شابلن (العصور الحديثة). إذ يقف العامل أمام الماكينة مؤدياً حركة واحدة ألوف ألوف المرات، حتى أخذت يده وهو بعيد عن الماكينة تتحرك حركة عصبية مشابهة لحركتها أمام الآلة. وقد وجدنا عند توفيق الحكيم في (عصفور من الشرق) استهجاناً مشابهاً للآلية الحديثة.

كان يشرف على كل ردهة من ردهات الكتبة للمنكبين على بطاقاتهم شخص إنجليزي يجلس في غرفة زجاجية. وعلى عادة الإنجليز، لا ينشئ هذا الشخص علاقة بشرية مع الذين يعملون تحت إمرته، كأن رواية (أي إم فورستر) (الطريق إلى الهند) لم تكتب بعد، ولم تؤثر فيهم، مع أنها كتبت في أوائل عشرينات هذا القرن. وكنت أحدِّث بدر السياب عنها، وعن قدرة فورستر على التعاطف البشري الذي اختزله بعبارة (اتصل فقط)».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السياب في المخزن السياب في المخزن



GMT 03:16 2024 الأحد ,19 أيار / مايو

مفجرة ثورة الطلبة

GMT 03:15 2024 الأحد ,19 أيار / مايو

مجدى يعقوب.. الإنسان أولًا

GMT 03:12 2024 الأحد ,19 أيار / مايو

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (10)

GMT 03:08 2024 الأحد ,19 أيار / مايو

شعار حماية المدنيين

الفساتين الطويلة اختيار مي عمر منذ بداية فصل الربيع وصولًا إلى الصيف

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:56 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار النفط تنخفض 1% مع استئناف شركات أمريكية الإنتاج

GMT 04:27 2019 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

سمية الخشاب بلوك مميز في أحدث جلسة تصوير

GMT 03:35 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

كايلي جريئة خلال الاحتفال برأس السنة

GMT 08:30 2018 الثلاثاء ,07 آب / أغسطس

"أودي" تطلق سيارة "Q8" بقدراتها الجديدة

GMT 18:39 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

عرضًا من اليابان بإقامة لقاءً وديًا مع منتخب مصر

GMT 07:14 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

عدادات كهرباء ذكية في مصر تُشحن بالهاتف المحمول

GMT 06:40 2020 الإثنين ,03 آب / أغسطس

الأرصاد تفجر مفاجأة عن طقس رابع أيام العيد

GMT 01:03 2020 الخميس ,23 تموز / يوليو

ارتفاع التضخم في المغرب إلى 0.4% في حزيران

GMT 02:36 2020 الثلاثاء ,21 تموز / يوليو

هاميلتون يوضح سباق بريطانيا سيكون غريبا للغاية

GMT 17:03 2020 الخميس ,14 أيار / مايو

المطربة بوسي ضحية برنامج رامز جلال الليلة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon