توقيت القاهرة المحلي 10:57:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

النار السورية كاستثمار لبناني

  مصر اليوم -

النار السورية كاستثمار لبناني

مصر اليوم

  يتناثر لحم سوريا إرباً. ينهش منه «الخارج» كثيراً ويعجز النظام عن حماية الدولة ووحدة الشعب بوقف الحرب التي كان يستطيع منع وقوعها والانتصار فيها. يتوافد أشتات «المجاهدين» و«الناذرات أنفسهن للترفيه عنهم» من أنحاء بعيدة، فيهم المتحدرون والمتحدرات من أصول عربية، وفيهم من استقدمهم مال النفط من ديار الإسلام البعيدة للقتال ضد «الكفار». تعمل الخناجر والسكاكين «العربية» في تمزيق «قلب العروبة النابض». لا مجال لأن تصير «المشيخات» دولاً ذات وزن وذات دور إلا إذا هيمنت على الدول ذات الشرعية في الوجود، وفي القيادة، وقطر تفترض أنها تغني عن الجامعة ودولها، بل عن الأمة جميعاً. ... وفي بيروت، يتسلى أهل السياسة بالمناكفات حول حكومة لن تحكم، وحول قوانين لانتخابات لن تجري في موعدها، وحول أزمة اقتصادية تتفاقم خطورة يوماً بعد يوم. يتدفق اللاجئون السوريون يومياً، ويتوزعون على العاصمة وضواحيها وأنحاء لبنان التي عرفوا أهلها في الماضي، هنا كما في بيوتهم في حمص وحماه، في دمشق وريفها، في اللاذقية ووادي النصارى، في جبل الدروز وحوران وسائر أنحاء «بلاد الخير»، وقد فتحوها لاستضافة من ألجأتهم إليها الحرب الإسرائيلية، فحق لهم أن يكونوا شركاء في نصرها. يصير اللاجئون استثماراً سياسياً مجزياً، ويصيرون مصدراً للثراء العاجل، فالإغاثة قد تدرّ أكثر مما يدرّ السلاح المهرّب وتأمين المأوى «للمجاهدين» الأغراب في «دار النصرة». لا تهتم الطبقة السياسية بالنار السورية التي تطاول ألسنتها شمال لبنان وشرقه إلا بوصفها مصدراً للزعامة والوجاهة وجسراً إلى «المشيخات» التي تنذر الذهب لتوسيع دائرة الحرب الأهلية بحيث تشمل دول المشرق جميعاً، في حين تغرق مصر ـ ثورة الميدان في خيبة «الإخوان» وعجزهم عن حفظ أعرق دولة في التاريخ عبر الاعتراف بالقوى الحية والمشاركة معها في جبهة لحماية الثورة والدولة والغد العربي. لا تهتم الطبقة السياسية إلا بمصالحها ولو عن طريق تقسيم اللبنانيين بحسب طوائفهم وليس أديانهم، وتثبيت هذا التقسيم بالقانون و... الديموقراطية! لا تنتبه هذه الطبقة المتوحشة إلى أنها تسرّع في امتداد النار السورية إلى هذا الوطن الصغير الذي يعيش بوحدة أبنائه أو يتشقق دولاً شتى.. محتربة إلى يوم الدين. الزعامة أهم من الوطن. والطائفة أهم من الشعب. أما الدولة فلا أحد يحتاجها، حتى أولئك الذين لولاها لما كان أحد يتذكر أسماءهم. أبطال الحرب الأهلية يتقدمون الصفوف وصيحاتهم تملأ الأفق. حمى الله لبنان. نقلاً عن جريدة "السفير"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النار السورية كاستثمار لبناني النار السورية كاستثمار لبناني



GMT 09:53 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

«فيتش» في وجهها «نظر»!!

GMT 09:51 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

هل تمانع أميركا عملية في رفح؟

GMT 08:21 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

لا تبالغوا في التحذيرات !

GMT 07:35 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

ذكريات شم النسيم!

GMT 07:32 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

خمسة وجوه لحرب غزة الخامسة

GMT 07:30 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

أنبياء الله فى مصر

GMT 07:28 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

لسان حال الخمسة

GMT 07:26 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

لماذا نغنى للعنصرية؟

الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:23 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

إيمي سمير غانم تستعد للعودة الى التمثيل
  مصر اليوم - إيمي سمير غانم تستعد للعودة الى التمثيل

GMT 13:37 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

السيول تُغرق جدة والكارثة تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي

GMT 20:00 2015 السبت ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أرقى أنواع السلطات

GMT 22:00 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الفرنسي جريزمان يحلم باللعب مع نيمار ومبابي

GMT 23:24 2015 الإثنين ,26 كانون الثاني / يناير

حديقة الحيوانات في العين تضم زواحف جديدة

GMT 22:29 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

شركات البترول تتخلص من 90% من مخلفاتها دون تدوير
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon