توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ضعها في رقبة القانون

  مصر اليوم -

ضعها في رقبة القانون

بقلم - سحر الجعارة

فى دولة خارجة من صدمة «الفاشية الدينية للإخوان» كان لا بد أن يكون «القانون سيد الموقف»، بكل ما خلفه من مراحل بحث ودراسة واستشارة للمرجعية الدينية.. لكن حتى قانون الأحوال الشخصية الجديد أصبح محلاً للجدال والخلاف.. ولم يخرج للنور حتى الآن!.. وأصبحت حياتنا تدار بمعرفة بعض هواة الشهرة وجنى الأموال من «اليوتيوب».. من الذبابة التى تسقط فى كوب الماء إلى العزوف عن تكفير تنظيم «داعش»!خلال هذه الفترة قدم الدكتور «سعد الدين الهلالى»، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، مشروعه الفكرى «الرشد الدينى»، الذى تحدث عنه عبر 30 حلقة فى برنامجه «كن أنت» على التليفزيون المصرى.

يقول أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر إن الرشد الدينى حق لكل إنسان، وليس منحة من أحد، ولكنه عطية وتكليف من الله -عز وجل- لكل إنسان بلغ سن الرشد.. لأن الإنسان له رشد دينى مثلما له رشد مالى.

«الرشد الدينى» مشروع فكرى لا يمكن اختزاله فى مقال، لأن د. «الهلالى» أسهب فى تعريف مفاهيمه وآليات تطبيقها والهدف من كل آلية.. ولكن يمكن الإشارة إلى بعض النقاط المهمة فيه، لنتوقف أمام إجراءات الرشد الدينى: (1- إقامة دولة مدنية بالمواطنة، 2- إنهاء التنظيمات الفكرية، 3- تفويض الدين لله كما أمر، 4- تفرغ الأزهر للعلم وتخليه عن الشئون العامة للدولة، 5- إلغاء الوصف الإسلامى للهيئات والمؤسسات المدنية، 6- نشر الوعى بتاريخ الأوطان والأديان، 7- تصحيح مسار الوعظ والدعوة لله وليس لجماعات، 8- التزام العلماء بالتعددية الفقهية، 9- محو الأمية الفقهية والابتداء بالنفس).

قد يكون اختصار مشروع «الهلالى» مخلاً.. لكنى اخترت هذا المقطع لنطرح بعض الأسئلة حوله: هل هناك دولة مدنية تضع «خانة الديانة» فى الرقم القومى؟.. أو تسمح باستخدام نص قرآنى فى مواجهة المسيحيين لإرهابهم بفتاوى التكفير، من حين لآخر: «وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَـئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُون» سورة البقرة، الآية 22.

هذا غير العديد من الدعاة الذين احترفوا تكفير الأقباط، «بدون مناسبة»، بنفس الآية، ولم يُعاقب أى منهم بتهمة «ازدراء الأديان»، ولا حتى بتهمة تهديد السلم الاجتماعى وتكدير الأمن العام!! هل يجوز فى دولة تتخذ إجراءات «إصلاح اقتصادى» أن يكون لديها «ازدواجية» فى المعايير ما بين البنوك المسماة بالإسلامية، (على أساس أنها قائمة على المرابحة)، فى مقابل بنوك لا تضع «صناعة إسلامية» كلافتة لمنتجاتها.

وقس على ذلك، لدينا تعليم إسلامى بالكامل «التعليم الأزهرى»، وتعليم آخر أجنبى «كافر».. ولدينا سوبر ماركت إسلامى وفراخ حلال ولحوم مذبوحة على الطريقة الإسلامية.. وفى المقابل كان لدينا هجمة شرسة لقتل الخنازير لأن لحمها حرام (خلال أزمة إنفلونزا الخنازير)! هل لو ألغينا اللافتات الإسلامية سينهار الإسلام؟.. هل سيفقد المسلم هويته ويقينه وإيمانه بالله عز وجل؟.. ما هذه الهوية المستمدة من «السوبر ماركت»؟ ومن المستفيد من تسويقها لنا وغزو عقولنا لنتخبط فى أسئلة من عينة: مدة الحمل فى الإسلام تمتد إلى أربع سنوات؟.. وكيف نقبل بزواج المسلم من مسيحية وبعض العلماء يكفرونهن؟.. وإذا كنا نعتبر اختلاف الفقهاء رحمة، فهل نقبل بتطبيق رأى الإمام الشافعى الذى (يجيز فيه زواج الرجل من ابنته من الزنا)؟!. كيف نفوض أمرنا لله وقد جعلت مقولة: «ضعها فى رقبة عالم» بعض المواطنين «فاقدى الأهلية» لا يتحركون خطوة إلا بفتوى، فمتى نصبح شعباً متجانساً بالفعل.. كلنا خاضعون للقانون ولسلطة الدولة المدنية، متساوون فى الحقوق والواجبات!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضعها في رقبة القانون ضعها في رقبة القانون



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt