توقيت القاهرة المحلي 21:15:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التمكين بديلاً للتوريث (2 - 6)

  مصر اليوم -

التمكين بديلاً للتوريث 2  6

عمار على حسن

بين خطة «التوريث» ومخطط «التمكين» نقاط عديدة للتلاقى والتطابق أحياناً، رغم اختلاف الأطراف والعناصر الفاعلة فى كل منهما، ورغم تغير السياق الاجتماعى والسياسى، يمكن ذكرها فى النقاط الآتية: 1- اعتقد من سعوا إلى «التوريث» ومن يحاولون «التمكين» الآن، أن هذين المسارين يشكلان غاية فى حد ذاتها، الأول كان حلم أسرة توهمت أنها امتلكت مصر، والثانى وهم جماعة تحلم بأن تتخذ من بلدنا محطة انطلاق نحو خرافة اسمها «أستاذية العالم»، لا سيما إن كان من ينادون بها لا يملكون أدنى سبيل إليها. وهذان المسعيان ليس لهما أى علاقة بما يريده المصريون، سواء ما طلبوه من نظام مبارك، أو ما تصوروا أن الإخوان سيفعلونه حين يصلون إلى الحكم. 2- سخّر الطرفان الساعيان إلى الثوريث والتمكين على حد سواء كل إمكانات الدولة لخدمتهما، فتوقف جريان كل شىء انتظاراً لهما، أو جرى كل شىء نحوهما، وكأن مشروع الدولة ومستقبلها انحبس فى هذا الدرب، بينما اختفت كل الدروب، وماتت كل البدائل. 3- كل من حاولوا «التوريث» ويحاولون «التمكين» توهموا أن انتصارهما أمر حتمى، وأن كل الأمور قد ترتبت بما يجعل الوصول إليهما تحصيل حاصل، وصاحب هذا التقليل من قوة وهمة ومصداقية كل المعارضين لهما، فهم فى نظر الطرفين «شرذمة قليلون» و«قلة حاقدة»، لكن الشعب مع الوريث والمُمَكَّن. 4- كل من العمليتين قامتا على أكتاف «زمر» من «أهل الثقة» كانوا يمثلون «أمانة السياسات» فى حال «التوريث» و«مكتب الإرشاد» ومن معه من «الأهل والعشيرة» فى حال «التمكين»، بينما تم إهمال كل من يقع خارج هاتين الدائرتين، رغم أن الانحياز فى المسار الأول كان لاختيار سياسى مستبد، وفى الثانى هو لفكرة جماعة تتصور أن لها رسالة دينية، رغم خروجها الواضح الفاضح حتى عن الخط الذى رسمه مؤسسها. وفى سبيل هذا تنفذ الجماعة ما يسمى بـ«الأخونة»، حيث تسعى إلى زرع عناصرها فى كافة مؤسسات الدولة، وتغيير المجال العام بالقدر الذى يتناسب مع مصالحها، ويضمن استمرارها فى الحكم أطول فترة ممكنة دون اعتبار للإنجاز والكفاءة والشرعية. 5- كل من العمليتين سعى القائمون عليهما إلى استرضاء الخارج بأى طريقة، ففى التوريث كان مبارك يعتقد أن رأى واشنطن فى مدى إمكانية تولى ابنه الحكم هو الأهم، وأن رأى وموقف الشعب المصرى لا ينفع ولا يضر. وفى التمكين يصعر الإخوان خديهم للأمريكان، ويتصرفون وكأن فوزهم فى الانتخابات الرئاسية قد أعطاهم صكاً على بياض يفعلون به ما شاءوا، ويصادرون بشتى الطرق على إمكانية أن يتغير هذا الرأى، كحق للشعب مصدر السلطات وصاحب الإرادة الأصيلة. 6- كل من المسارين تلطخ وجهيهما انتهازية شديدة، على مستوى أفكار وتصرفات القائمين عليهما، فكل ما يهم هؤلاء هو صيد الهدف بغض النظر عن الثمن الفادح الذى تدفعه مصر. 7- كلاهما مشروع طفيلى غير أصيل، فالتوريث لم يكن قائماً على شىء أصيل، وإنما أراد الوريث أن يحصد ثمار الاستبداد والفساد الذى شاع فى عهد أبيه، ويقف فوق أكتاف المؤسسات المتهالكة التى أوجدها وفى مطلعها «الحزب الوطنى الديمقراطى» المنحل. أما التمكين فلم يطلق أصحابه الثورة، إنما شاركوا فيها متأخرين، وتفاوضوا على الميادين مع أركان سلطة مبارك قبل رحيله، ثم خانوها وحرفوها عن مسارها، وتسلقوا أيضاً على أكتاف الثوار، فلما اعتلوها راحوا يضغطون عليها بالأقدام متمنين لها التلاشى، حتى يقبضوا على زمام كل شىء. نقلاً عن جريدة الوطن

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التمكين بديلاً للتوريث 2  6 التمكين بديلاً للتوريث 2  6



GMT 21:01 2024 الأحد ,05 أيار / مايو

أحزان عيد القيامة!

GMT 20:58 2024 الأحد ,05 أيار / مايو

د. محمد غنيم رائد زراعة الكلى

GMT 20:51 2024 الأحد ,05 أيار / مايو

الأمور نسبية؟!

GMT 19:16 2024 الأحد ,05 أيار / مايو

المفقود والمولود

GMT 19:10 2024 الأحد ,05 أيار / مايو

نجوم الفضائح والتغييب

GMT 19:01 2024 الأحد ,05 أيار / مايو

مجرد سؤال ليس إلا

GMT 19:00 2024 الأحد ,05 أيار / مايو

سلام الأوهام مجددًا!

GMT 05:24 2024 الأحد ,05 أيار / مايو

أحزان عيد القيامة!

الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2017 الجمعة ,16 حزيران / يونيو

فوائد زيت الزيتون للعناية بالبشرة

GMT 00:35 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

ثروت سويلم يكشف عن جلسة أبوريدة لحسم عودة الجماهير

GMT 18:48 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يهدي أبناء قريته 150 تيشيرت لليفربول

GMT 17:53 2021 الخميس ,15 تموز / يوليو

انخفاض أسعار النفط لليوم الثاني على التوالي

GMT 14:41 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

رسميًا تشيلسي يعلن تعاقده مع إدوارد ميندي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon