توقيت القاهرة المحلي 03:00:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شاهندة مقلد

  مصر اليوم -

شاهندة مقلد

مصطفى الفقي

كلما رأيتها فى احتفال وطنى أو مناسبة سياسية أو ثقافية عادت بى الذاكرة إلى سنوات الستينيات من القرن الماضى، وما أدراك ما الستينيات؟!- على حد تعبير الرئيس السابق د.محمد مرسى- فإذا كانت هى سنوات إعدام سيد قطب وملاحقة الإخوان- من وجهة نظره- إلا أنها كانت أيضاً سنوات النضال ضد الاستعمار والصهيونية، سنوات الحلم العربى الذى جسده «عبدالناصر»، سنوات المد القومى الذى اجتاح المنطقة بأسرها، وهى أيضاً سنوات «حرب اليمن» و«نكسة 1967» و«حرب الاستنزاف» الباسلة. كلما رأيت وجه تلك المناضلة الفريدة شاهندة مقلد تذكرت تلك الأيام المجيدة من تاريخنا الوطنى، حيث تضيف قصة شاهندة محاولة العصر الناصرى ضرب نفوذ العائلات المستبدة فى الريف المصرى وتشكيل «لجنة تصفية الإقطاع» للقضاء على بقايا مجتمع «النصف فى المائة»، ومهما كان تقييمنا لتلك الفترة الآن إلا أن انحياز «عبدالناصر» للفئات الأكثر عدداً والأشد فقراً سوف يظل رصيداً له باعتباره محارباً تاريخياً من أجل العدالة الاجتماعية فى مصر التى عانت عبر العصور من غيابها. وكلما رأيت المناضلة الصلبة شاهندة مقلد تذكرت كيف أوفدتنى «منظمة الشباب العربى الاشتراكى» لتمثيلها فى العيد الوطنى للجزائر عام 1966 بعد تخرجى فى الجامعة بأسابيع قليلة، وفوجئت بامتناع إدارة الجوازات والجنسية عن إصدار تصريح السفر لى، والذى كان معمولاً به فى ذلك الوقت نظراً لتشابه اسمى مع عائلة «الفقى» الشهيرة من أعيان «كمشيش» فى محافظة «المنوفية»، خصوصاً أن أصداء المواجهة بينهم وبين أجهزة السلطة فى ذلك الوقت كانت حية فى أذهان الجميع بعد مصرع المناضل التاريخى صلاح حسين، زوج السيدة شاهندة مقلد، حيث قامت الدنيا أيامها ولم تقعد لأن النظام الناصرى رأى فيما جرى محاولة للالتفاف على الثورة والعبث بإنجازاتها، فضلاً عن صحوة الفكر الاشتراكى فى مصر حينذاك، ومازلت أتذكر أننى لم أحصل على تصريح السفر فى يونيو 1966 إلا بتدخل شخصى من الراحل شعراوى جمعة، الذى كان وزيراً للداخلية ومسؤولاً فى التنظيم السياسى الأوحد الذى كان يقود البلاد. وكلما التقيت المناضلة شديدة المراس، ذات البأس الشديد، شاهندة مقلد شعرت بأن التاريخ الاجتماعى لريف مصر قد أفرز قيادات وطنية على مر العصور، فهى سيدة عظيمة لم تقهرها خطوب الزمان ولا ندوب الأيام، إنها من معدنٍ مصرى أصيل لا ينحنى ولا ينكسر. ولقد فقدت السيدة شاهندة مقلد واحداً من أبنائها فى روسيا الاتحادية فى ظل ظروف غامضة لا تبدو واضحة حتى الآن، ولكن شاهندة مقلد تغلبت على جراحها وكتمت أحزانها وظلت واقفة كالنخلة الباسقة أو الشجرة الوارفة، تشارك فى كل الأحداث الوطنية ولا تتأخر عن نداء مصر مهما كانت ظروفها الصحية والنفسية، حيث تحضر الندوات والمؤتمرات ومعها بناتها وأحفادها، وتبدو دائماً يقظة الشخصية متوهجة الفكر تربط الماضى بالحاضر فى ذكاء وحكمة وترتبط بتراب الوطن الذى خرجت من ريفه ذات يوم تتحدى جبروت الإقطاع وسطوة من يقفون ضد حركة التاريخ.. تحية لشاهندة مقلد وجيلها العظيم.. جيل المواجهات والتحديات والتضحيات. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شاهندة مقلد شاهندة مقلد



GMT 03:00 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الثالثة غير مستحيلة

GMT 02:56 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

«حماس» 67

GMT 02:50 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

نهاية مقولة «امسك فلول»

GMT 02:30 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الإعلام البديل والحرب الثقافية

GMT 02:26 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

«الدارك ويب» ودارك غيب!

GMT 02:11 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاستثمار البيئي في الفقراء

GMT 01:49 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

غزة بين انتصارين ممنوعين

GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:30 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة
  مصر اليوم - نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 18:29 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

طلعت زكريا يفاجئ جمهوره بخبر انفصاله عن زوجته

GMT 12:07 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

كيفية تحضير كب كيك جوز الهند بالكريمة

GMT 09:10 2018 الأربعاء ,15 آب / أغسطس

"الهضبة" يشارك العالمي مارشميلو في عمل مجنون

GMT 10:56 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

النسخة العربية للعبة كابتن تسوباسا

GMT 14:08 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

أوستراليا تسجل أدنى درجة حرارة خلال 10 سنوات

GMT 01:41 2018 الإثنين ,28 أيار / مايو

تريزيجيه يدعم محمد صلاح بعد الإصابة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon