توقيت القاهرة المحلي 07:26:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خداع الإخوان للسلفيين

  مصر اليوم -

خداع الإخوان للسلفيين

مصر اليوم

  لأنهم حديثو عهد بممارسة السياسة يلدغ السلفيون للمرة الثالثة من جحر الإخوان، تارة لقلة الخبرة وطوراً لطمع بعض شيوخهم الذين يبحثون عن الدفء فى حضن السلطة الجديدة، ويجهزون أنفسهم ليقولوا للناس: لا يجوز الخروج على ولى الأمر، ثم يكون لهم ما أرادوا. ومن سيدفع الثمن هم شباب السلفيين ورجالهم البسطاء، الباحثون عن الالتزام والإخلاص فى خدمة ما يعتقدون أنه الطريق المستقيم، أو الوجهة الصحيحة الأصيلة والأصولية للإسلام، بما جعلهم فى النهاية، ورغم أى اختلاف معهم، صرحاء واضحين، وتلك مزيتهم. المرة الأولى كانت أيام الانتخابات البرلمانية حين كان تابعو الجماعة يوجهون الناخبين ليصوتوا فى خانتها على حساب السلفيين. أتذكر وقتها ذلك الرجل البسيط الذى قال أمام إحدى اللجان فى حى محرم بك بالإسكندرية: «جئت لأنتخب الناس اللى مع الشيخ محمد حسان»، وهنا انبرى له شاب إخوانى، ورفع فى عينيه لافتة مرسوم عليها ميزان ضخم وقال له كاذباً: أحباب الشيخ حسان رمز الميزان يا حج، مع أن الرجل كان يقصد رمز الفانوس بالطبع. تكرر الأمر فى كافة اللجان على مستوى الجمهورية، وكان أنصار الجماعة فزعين من تلك القوة الجديدة الضاربة التى تهز عرش توظيفهم للدين فى مجال السياسة، وتزاحمهم على اصطياد الناس من عواطفهم ومشاعرهم الطيبة النازعة إلى الإيمان بالله، كى تترجم إلى أصوات فى صناديق الانتخابات. وفى اليوم التالى صرخ مرشحون سلفيون فى ألم مما يجرى لهم من خداع، وسجلت الصحف هذه الصرخات فى سطور جلية، أدعوهم لمعاودة قراءتها الآن. وقبيل الانتخابات الرئاسية ذهب المهندس خيرت الشاطر وفى يده الدكتور محمد مرسى ليقدمه إلى شيوخ السلفيين، وعاد ومعه عهود ووعود بعد أن أجاب مرسى شفاهة على السؤال المصيرى بالنسبة لهم: متى وكيف ستطبق شرع الله؟ إلى جانب إغراءات بالحصول على مكاسب سياسية، عبارة عن مواقع ومناصب فى قمة الجهاز الإدارى للدولة. ولما فاز مرسى لم يربح السلفيون إلا مواقع صغيرة، لا تتناسب مع الوعود التى سمعوها ولا حجم وجودهم السياسى ولا قدر العشم فى الإخوان، ومن وضع منهم فى الجانب العلوى من اللوحة، مثل عماد عبدالغفور وباسم الزرقا، وجدوا أنفسهم بلا عمل حقيقى، إنما مجرد أسماء وظائف بلا مضمون، فلا الرئيس يطلب منهما مساعدة ولا استشارة، ولا المجتمع ينظر إليهما باعتبارهما يشكلان أى رقم فى معادلة صنع القرار. ولأن الإخوان يراهنون على أن «آفة حارتنا النسيان» فقد عادوا اليوم ليدعوا السلفيين كى يصطفوا إلى جانبهم فى مواجهة المعارضة التى ضبطت مرسى متلبساً بالتنكر لكل شىء وراغباً فى الجموح والجنوح إلى الاستبداد، وحتى يغازلوهم من جديد سموا استعراض القوة الذى مارسوه عند جامعة القاهرة وحديقة الحيوانات بـ«الشريعة والشرعية»، بعد أن جلس الشاطر، الذى لا حيثية رسمية له فى الدولة، مع شيوخهم ووعدهم بمناصب وزارية وفى حركة المحافظين ومجالس المدن، فصدقوه وأمّنوا على كلامه، وذهبوا حاشدين أتباعهم ليدافعوا باسم «الشريعة» عن رئيس جعل نفسه معصوماً، مع أن الشرع لا يقر ذلك أبداً. لقد سألت واحداً من كبار شيوخ السلفية قبل شهرين تقريباً من انتخابات مجلس الشعب الفائتة: لماذا تصرون على الدخول إلى غمار السياسة بما فيها من تلاعب وخداع وأكاذيب، على حساب دوركم الحقيقى فى ترسيخ العقيدة وامتلاء الأرواح وسمو الأخلاق والنفع العام وهو ما يحتاجه مجتمعنا الآن؟ فابتسم وأجابنى: حتى لا نترك الساحة بكاملها للإخوان فيزيحوننا من مجال الدعوة. اليوم هو نفسه يسعى بيده إلى أن ينزاح عن الدعوة بعد أن يتمكن الإخوان، ولا يكونون بحاجة إليه، وسيجد عما قريب أن مجرد وجود نص فى الدستور حول «صيغة الشريعة» التى طالب بها السلفيون لا يعنى أن الإخوان معنيون بالتفاصيل التى تسكن رأسه، وسيذوقون طعم المراوغات الذى ذاقته كل القوى الوطنية منذ أن دخل الإخوان مجال السياسة فى ثلاثينات القرن المنصرم. هكذا فعل الإخوان مع كل من تحالف معهم، أكلوه بمجرد الوصول إلى هدفهم، فهذه عقيدتهم السياسية التى لا يعرفها السلفيون جيداً، فدعهم يجربوا من جديد، لعلهم ينتبهون جيداً حين تلسعهم اللدغة الثالثة.   نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خداع الإخوان للسلفيين خداع الإخوان للسلفيين



GMT 03:16 2024 الأحد ,19 أيار / مايو

مفجرة ثورة الطلبة

GMT 03:15 2024 الأحد ,19 أيار / مايو

مجدى يعقوب.. الإنسان أولًا

GMT 03:12 2024 الأحد ,19 أيار / مايو

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (10)

GMT 03:08 2024 الأحد ,19 أيار / مايو

شعار حماية المدنيين

GMT 02:59 2024 الأحد ,19 أيار / مايو

إياك والـ«شير»!

GMT 02:55 2024 الأحد ,19 أيار / مايو

لعبة أميركية مفضلة

اختيارات النجمات العرب لأجمل التصاميم من نيكولا جبران

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 13:25 2024 السبت ,18 أيار / مايو

استلهمي ألوان واجهة منزلك من مدينة كانّ
  مصر اليوم - استلهمي ألوان واجهة منزلك من مدينة كانّ

GMT 03:31 2015 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

منظمة "الصحة العالمية" تحذر من تناول اللحم المقدد

GMT 00:50 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو عبد الحق يفوز برئاسة النصر وقائمته تكتسح الانتخابات

GMT 18:00 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

يجب أن تستبدل هذه التجهيزات الأساسية في المطبخ

GMT 07:55 2021 الثلاثاء ,07 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الثلاثاء 7-9-2021 في مصر

GMT 09:52 2021 الأربعاء ,04 آب / أغسطس

وائل جسار يؤجل حفله في بغداد بسبب كورونا

GMT 14:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : علي خليل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon