توقيت القاهرة المحلي 01:42:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عيون وآذان (كرة القدم تركل السياسة)

  مصر اليوم -

عيون وآذان كرة القدم تركل السياسة

جهاد الخازن

يقال إن فريق كرة القدم الذي يلعب مباراة على أرضه وسط مشجعيه يستفيد بما يعادل هدفاً إضافياً ضدّ الفريق الزائر، وبطولة العالم في كرة القدم تفتتح اليوم بمباراة بين فريقي البرازيل وكرواتيا، ولن أتكهّن بنتيجة المباراة، إلا أن مقدمتي هذه تفترض أن البرازيل ستفوز ففريقها أقوى حتّى لو لم يكن يلعب على أرضه.
الجزائر أرسلت الفريق العربي الوحيد في بطولة 2014 وأتمنى أن يفوز من دون أن أتوقّع ذلك. فالفائز سيكون واحداً من الفرق الأقوى مثل البرازيل والأرجنتين وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا وإنكلترا. وسمعت أن أسامه بن لادن أصدر بياناً قال فيه إن العرب لن يفوزوا بالكأس أبداً. وقال أنصاره إن هذا دليل على أنه لا يزال حياً، إلا أن الاستخبارات الأميركية قالت إن بيان بن لادن صحيح على مدى الستين سنة الماضية.
لو بنيت توقعاتي على دروس الماضي لقلت إن الفائز هذه السنة سيكون فريقاً من أميركا الجنوبية، فقد نظمت بطولة العالم في كرة القدم أربع مرّات في تلك القارة، وكان الفائز كلّ مرّة من أميركا الجنوبيّة. ما أستطيع أن أجزم به الآن هو أن الفائز سيكون فريقاً واحداً مع خيبة أمل 31 فريقاً آخر وأنصار الخاسرين من 31 دولة حول العالم.
لعبت كرة القدم في المدرسة الثانوية وشهدت بطولة العالم في ألمانيا 1974 وفرنسا 1998، لذلك فأنا أتكلّم عن بعض الخبرة ولكن أتجاوزها لأسجل ملاحظة يستطيع القارئ أن يرفضها هي أن من المستحيل أن لاعباً واحداً يمكن أن يضمن فوز فريق. بيليه لم يفعل. الفوز يأتي نتيجة لعب جماعي ومهارات كثيرة وليس عن طريق سوبر-لاعب.
الأرجنتين عندها ليونيل ميسي، وكان أفضل لاعب في العالم إلا أنه تراجع هذه السنة.
والبرتغال تفاخر برونالدو الذي يفاخر بنفسه فهو مغرور إلا أنه لاعب عظيم وغروره مبرر.
اثنان من أفضل اللاعبين العالميين هما لويس سواريز ودانيال ستاردج من فريق ليفربول وكلاهما يمثل بلده الآن، الأول مع فريق أورغواي التي فازت بأول بطولة سنة 1930، والثاني مع فريق إنكلترا التي فازت بالبطولة سنة 1966 ويضم فريقها أيضاً مهاجماً بارزاً هو وين روني.
لا أعتقد أن الثنائي ستاردج وروني يكفي لفوز إنكلترا بالبطولة. كذلك ديدييه دروغبا لن يحمل الكأس لساحل العاج، وماريو بالوتللي لن يضمن الفوز لإيطاليا، وداني الفيز لن يستطيع ذلك مع البرازيل.
إنكلترا التي اخترعت كرة القدم ليست من الفرق المرجّحة للفوز، ومباراتها الأولى في منايوس، عاصمة الأمازون قرب حدود بيرو، ستكون ضدّ إيطاليا التي تعتبر دائماً بين أقوى فرق البطولة. وقرأت: ما الفرق بين فريق إنكلترا وكيس شاي؟ الجواب: كيس الشاي يبقى في الكأس مدة أطول.
زرت منايوس مرّة على هامش كرنفال ريو، وقضيت أياماً في أدغال الأمازون، ورأيت أنهاراً تلتقي قرب منايوس لتشكل نهر الأمازون العظيم. غير أن الذكرى الباقية عندي هي عن حيوان صغير في حجم الضبّ يسمونه بالبرتغاليّة «الحيوان الكسول» لأنه يقضي نهاره معلقاً بغصن شجرة، ولا يتحرك طوال النهار إلا ليأكل. هذا الحيوان أذكى من كلّ البشر الذين يعملون وقد نسوا المثل «تركض ركض الوحوش، غير رزقك ما تحوش».
الفريق الفائز سيحوّش 35 مليون دولار، وكلّ فريق يخرج من الدورة الأولى سينال خمسة ملايين دولار، وبين الرقمين هناك 8 و9 و14 و20 و22 و25، وكلها ملايين الدولارات للفرق الخاسرة.
درست العلوم السياسية والأدب، وتخرجت لأحمل لقب صحافي أو «سي حافي» باللهجة المصرية، وأدركت ولات ساعة مندم أن العالم يفضل كرة القدم على السياسة، وأنني أكسب قروشاً وأن الذين يفكّرون بأقدامهم يجنون الملايين.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان كرة القدم تركل السياسة عيون وآذان كرة القدم تركل السياسة



GMT 01:42 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

التوريق بمعنى التحبير

GMT 01:38 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

مَن يحاسبُ مَن عن حرب معروفة نتائجها سلفاً؟

GMT 01:34 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

كيسنجر يطارد بلينكن

GMT 01:32 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

غزة وانتشار المظاهرات الطلابية في أميركا

GMT 01:29 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

من محمد الضيف لخليل الحيّة

GMT 01:26 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

صلاح السعدني صالَح الحياة والموت

GMT 09:27 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 09:25 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!
  مصر اليوم - أحمد حلمي يكشف أسباب استمرار نجوميته عبر السنوات

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon