توقيت القاهرة المحلي 21:18:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عيون وآذان (الاهتمام بالبحرين ليس بريئاً)

  مصر اليوم -

عيون وآذان الاهتمام بالبحرين ليس بريئاً

جهاد الخازن

البحرين تتعرض هذه الأيام لحملة جديدة في الميديا الغربية، خصوصاً الأميركية، بعد اعتقال المعارضة مريم الخواجة في المطار ثم تجريدها من جنسيتها.
الحملة على البحرين هذا الشهر ذكرتني بحملة مماثلة في تموز (يوليو) الماضي بعد طرد مساعد وزير الخارجية الأميركي توم مالنوفسكي من البحرين لاجتماعه مع قادة جماعة الوفاق، وهم آيات الله ودرسوا في قم.
لا أستطيع في عجالة صحافية سوى الاختصار، وأختار مثلاً مجلس التحرير في «واشنطن بوست» الذي يضم صحافيين مهنيين وبعض غلاة المتطرفين الليكوديين الذين أيّدوا كل حرب على العرب والمسلمين، فأذكر فضيحة إيران - كونترا.
مريم الخواجة اعتُقِلت في 30/8 ومجلس التحرير طلع علينا في 4/9 بافتتاحية عنوانها: اعتقال البحرين معارِضة يتطلب احتجاجاً حازماً من واشنطن. العنوان تحريضي والافتتاحية اتهمت دولاً ذات خلافات أمنية مع الولايات المتحدة بأنها قمعت معارضين مدنيين يؤيّدون الغرب وأهانوا كبار مبعوثي وزراة الخارجية، وبين أبرز هذه الدول البحرين.
أقول إن الذي كتب الافتتاحية كاذب أو حمار، فالمعارضة في البحرين، كما تمثلها الوفاق، تتبع ايران وتسعى الى إقامة نظام ولاية الفقيه. وأنصارها في مجلس التحرير يريدون قاعدة ايرانية على حدود السعودية والإمارات لينشغل العرب والمسلمون بعضهم ببعض ولينسوا مصر أو فلسطين.
الحملة الحالية لا تختلف بشيء عن حملة تموز الماضي عندما نشر مجلس تحرير الجريدة افتتاحية عنوانها: يجب أن تأخذ الولايات المتحدة موقفاً أقوى إزاء البحرين بعد طرد مسؤول (أميركي) كبير. هذه الافتتاحية عطفت على مصر وسجن ثلاثة صحافيين وقالت إن «الدكتاتوريين» العرب يتحدّون أميركا ويهينونها.
المعارضة في البحرين لها مطالب محقة والإصلاحات مطلوبة، ولكن أسأل مَنْ أعطى الولايات المتحدة سلطة التدخل في شؤون أي دولة في الخارج، عربية أو غيرها؟ لماذا لا تمارس الإدارة الأميركية الديموقراطية في فيرغسون قبل أن تنتصر لها في بلادنا؟
في افتتاحية «واشنطن بوست» الأخيرة هناك إشارة إلى أن «بيت الحرية» أعطى مريم الخواجة جائزة الحرية. بيت الحرية هذا يضم ناساً محترمين ويضم أيضاً بعض غلاة الليكوديين أعداء العرب والمسلمين الذين لا يزالون يحلمون بحلف أميركي- إيراني ضدنا. وكان مجلس التحرير انتقد البحرين في افتتاحيتين في 19/9/2013 و16/11/2013 وعطف على دول عربية أخرى. وموقفه كما يقول المثل اللبناني: مش رمّانة قلوب ملانة. البحرين بلد صغير، والاهتمام المفرط به ليس مهنياً أو بريئاً.
بعض الحقائق:
- مريم الخواجة عمرها 27 سنة ولم تعرف البحرين إلا وهي في الرابعة عشرة بعد أن أقامت مع أهلها في الدنمارك وتحمل جنسيتها. وهي عادت وتعرف أنها ستُعتَقَل بسبب حملات شخصية كاذبة على كبار المسؤولين في «بلدها».
- أبوها عبدالهادي الخواجة أضرب عن الطعام أول مرة بعد أن تابع العالم إضراب المعتقلين الفلسطينيين في سجون إسرائيل عن الطعام. وهو أكل عندما جاع، وأضرب عن الطعام مرة ثانية في 26 من الشهر الماضي.
- البحرين بلد من دون موارد طبيعية. مع ذلك هو بلد مزدهر لأن الحكم فيه جعله مركزاً مصرفياً عالمياً وفتحه للسياحة الخليجية. وكنت أجمع مادة هذا المقال عندما قرأت أن بنك الاستثمار العربي الكبير انفستكورب، ومقره البحرين، باع مجموعة ميديا مالية أميركية (سبق أن اشترى تيفاني وغوتشي وساكس فيفث أفنيو).
- أيضاً قرأت في «واشنطن بوست» نفسها مقالاً عنوانه «مملكة في الخليج الفارسي ومفاجأة احتضان اليهود». سفيرة البحرين السابقة في واشنطن هدى نونو يهودية، والسفيرة في لندن الصديقة الكريمة أليس سمعان مسيحية.
أقول لعصابة الحرب والشر موتوا بغيظكم، فالبحرين أفضل منكم جميعاً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان الاهتمام بالبحرين ليس بريئاً عيون وآذان الاهتمام بالبحرين ليس بريئاً



GMT 21:03 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

تحديات تأهيل المتطرفين

GMT 20:04 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

الطريق إلى التقدم

GMT 20:03 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

هموم عربية

GMT 19:59 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

رغم النكبة.. سنقرع أجراس العودة

GMT 19:58 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

سلاماً عليكِ يا غزة

GMT 19:56 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

تجميد صفقة لا يلغى العلاقة الحميمة

GMT 19:55 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

تصريحات حسام حسن!

GMT 03:22 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

متى وكيف يحاسب المسؤول؟ وكيف نواجه الفساد؟

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:44 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نجمات عربيات تألقن على السجادة الحمراء في "كان"
  مصر اليوم - نجمات عربيات تألقن على السجادة الحمراء في كان

GMT 05:14 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الإعصار "ساندي" وظاهرة الاحتباس الحراري!

GMT 17:19 2023 الأربعاء ,15 آذار/ مارس

القبض على سارقي فيلا محمد صلاح

GMT 12:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

إليكِ أبرز قواعد الإتيكيت في المطاعم الراقية

GMT 18:59 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد الشيخ يداعب وليد أزارو في تمرين الأهلي

GMT 18:17 2019 السبت ,16 شباط / فبراير

دببة تسرق طعامًا من داخل منزل في كاليفورنيا

GMT 07:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

طريقة سهلة لتحضير كعكة الجبن الخفيفة

GMT 13:04 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

يسرا تؤكد أنها ستقاضي "نيويورك تايمز" بعد تقريرها عن القدس

GMT 02:27 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ملكة جمال العراق فيان السليماني تفوز في دعوتها القضائية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon