توقيت القاهرة المحلي 13:17:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«محلب».. إجازة إجبارية!

  مصر اليوم -

«محلب» إجازة إجبارية

محمود مسلم

أثار حضور م. إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، صلاة العيد مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، استغراباً وجدلاً كبيراً بعد أن غادر الرجل الأراضى المقدسة؛ حيث كان يؤدى فريضة الحج، وبعيداً عن الواقعة التى أجازها معظم الشيوخ، كما أن الله سبحانه وتعالى هو الأعلم والأقدر على محاسبة عباده، وهو ما عبر عنه المهندس محلب فى تصريحات لزميلنا بـ«الوطن»، محمد عمارة: «ما حدش يدخل بينى وبين ربنا»، فإن الأمر الذى يلفت الانتباه هو حالة الإرهاق التى يلاحظها كل من يتعامل مع م. محلب والتى ظهرت بقوة فى الصور القليلة التى التُقطت له خلال الحج وكذلك أثناء وجوده بجوار الرئيس السيسى فى صلاة العيد أمس.

كثيرون التقوا «محلب» وخرجوا بانطباع أن الرجل تظهر عليه علامات الإرهاق وأن تركيزه يضعف إذا استمرت الجلسة أكثر من ساعة، وبالطبع يرجع هذا إلى الزيارات الميدانية الكثيرة التى يتسم بها أداء رئيس الوزراء، بالإضافة إلى انفتاحه على المجتمع ومقابلته لكل من يريد، ورغم أن الأمرين (الزيارات واللقاءات) ميزتان، لكن مع مرور الوقت تحولا إلى عبء على مسئوليات رئيس الوزراء الذى يعمل فى ظروف مختلفة؛ فلا ينتمى لحزب يناقش ويدرس ويطرح رؤية تتكفل الحكومة بتنفيذها أو مجالس استشارية متخصصة تقوم بدور الحزب، وبالتالى يتحمل «محلب» وحكومته مسئوليتى التفكير والتنفيذ معاً، لكن حتى الآن غلبت الزيارات على التفكير باستثناء مرات قليلة، كما أصبحت الزيارات الميدانية هى المعيار الأوحد للحكم على الوزراء والمحافظين.

لذا تجدهم لا يكفون عنها وإن كان معظمها غير مفاجئة، كما يدعون، لكن هناك إجراءات تتخذ مثل فصل مدير أو نقله، كنوع من التوابل، وبالطبع يسير المسئولون فى مصر على نهج رئيسهم محلب رافعين شعار «الزيارات هى الحل»، ولكن حتى الآن لم يتم تقييم هذه السياسة وهل أتت ثمارها وهل طرح الوزراء سياسات وأفكاراً، ثم بدأوا زيارات ميدانية لدراسة مدى تطبيقها، أم أنهم يعملون بالمثل المصرى: «الناس على دين ملوكهم»؟

مما لا شك فيه أن «محلب» أضفى على منصب رئيس الوزراء «نكهة» افتقدها الشعب المصرى كثيراً، بداية من المتابعة وتليفونه الذى يسهل لأى مواطن الوصول إليه وانفتاحه على كل قوى المجتمع وتفاعله السريع مع كافة القضايا على عكس سلفه د. حازم الببلاوى، الذى كان منعزلاً فى مكتبه ويقضى إجازته الأسبوعية فى الأندية ويغلق مجلس الوزراء يومين ونصف اليوم فى الأسبوع. والمؤكد أن أداء «محلب» منح الثقة فى أن المجتمع مستقر، حيث زار محلب معظم المحافظات فى مغامرة يحسد عليها وساند الشرطة فى مهمتها لمواجهة الإرهاب وأشاع روحاً من الحيوية فى الأداء الحكومى، بالإضافة إلى أن المستثمر الأجنبى قد شعر بتحسن المناخ الأمنى والاقتصادى، لكن كل ذلك يمكن أن يكون فى بداية تشكيل حكومته، وفى أوقات الأزمات، لكن الآن مصر فى أمس الحاجة إلى عقل رئيس الوزراء وتركيزه وليس إلى «جريه» وزياراته ولقاءاته التى لا تنتهى عادة بنتائج حاسمة خاصة أن الفساد ما زال ينخر فى دواوين الحكومة ولا توجد حتى الآن رؤية لتطوير الجهاز الإدارى وهناك مشروعات كثيرة مفتوحة تحتاج إلى ذهن «محلب» أكثر من جسده.

لقد سبقنى الصديق الكاتب الصحفى سليمان جودة فى عموده بـ«المصرى اليوم» من شهر بمقال تحت عنوان: «هذا هو جسد محلب.. فأين عقله؟!» متسائلاً خلاله متى يجلس رئيس الحكومة مع نفسه، ومع فريق العمل فى مكتبه ومع مستشاريه ليفكر وليضع الرؤية التى لا بد أن يراها الناس فيما بعد مجسدة فى أفعال حية على الأرض؟! واختتمه «جودة» بعبارة: «الأمل فى عمل رئيس الوزراء، عقله لا جسده»!. وقد رد رئيس الوزراء على المقال برسالة نشرتها «المصرى اليوم»، شرح فيها إنجازاته الميدانية وأكد أن حركة جسده وجولاته العادية والمفاجئة المتعددة ما هى إلا انعكاس لرؤى وأفكار فريق من العمل يؤكد أن مصلحة هذا الوطن تعلو على كل المصالح والأهداف.

سيادة رئيس الوزراء.. يعلم الله أننى أحبك وكنت ممن طرحوا اسمك كرئيس للحكومة واستبشروا خيراً فى بداية عهدك.. وأعلم مدى إخلاصك وجهدك، خاصة أنك جعلت المنصب «شعبوياً» لكنك تحتاج إلى مستشارين أو لجان استشارية تطرح رؤى ولجنة للمتابعة وحسم فى اتخاذ القرارات فرغم تصريحاتك بأنك ستقيّم الوزراء كل أسبوع، لم يوجد صدى حتى الآن لهذه المحاسبة والأهم من كل ذلك فإنك تحتاج إلى إجازة إجبارية وإذا كنت قد بررت فى رسالتك للكاتب سليمان جودة تحركاتك الكثيرة، بأن مصر تعيش ظروفاً استثنائية تحتاج إلى أداء استثنائى يواكبها، وأن مصر فى حالة حرب.. فأرى أن هذه الظروف تحتاج إلى رئيس وزراء حاسم ويملك القدرة على التركيز وليس التحرك والزيارات الميدانية فقط.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«محلب» إجازة إجبارية «محلب» إجازة إجبارية



GMT 10:24 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل سوريا بين إسرائيل… وأميركا وتركيا

GMT 10:22 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيز إسرائيل على طبطبائي… لم يكن صدفة

GMT 10:20 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

خطورة ترامب على أوروبا

GMT 10:15 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

المفاوض الصلب

GMT 10:12 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مشكلتنا مع «الإخوان» أكبر من مشكلات الغربيين!

GMT 10:07 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

إعلان الصُّخير... مِن «دار سَمْحين الوِجِيه الكِرامِ»

GMT 10:04 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

اصنعوا المال لا الحرب

GMT 09:57 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

توسعة الميكانيزم... هل تجنّب لبنان التصعيد؟

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt