توقيت القاهرة المحلي 13:25:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عض الأصابع فى أمريكا

  مصر اليوم -

عض الأصابع فى أمريكا

سليمان جودة

لا تفتح أى صحيفة هذه الأيام، ولا تتطلع إلى أى شاشة إلا وتجد خبراً مكتوباً هنا وتقريراً مذاعاً هناك من الرئيس الأمريكى أوباما الذى لن يحصل على راتبه آخر هذا الشهر! ولو أنت قرأت التفاصيل فسوف تكتشف أن السبب هو أن مجلس النواب فى الكونجرس الأمريكى، الذى هو برلمان البلاد، يرفض إقرار الميزانية الجديدة لعام 2014، ويربط موافقته عليها بإلغاء برنامج الرعاية الصحية الذى كان أوباما قد طرحه منذ أصبح رئيساً، ولايزال يتمسك به، إيماناً منه بحق مواطنيه فى أن يتلقوا رعاية صحية جيدة. الكونجرس، كما نعرف، يتكون من مجلسين أحدهما مجلس النواب الذى يسيطر عليه الجمهوريون، أى معارضو أوباما، وهؤلاء هم الذين يضعون له «العقدة فى المنشار»، كما نقول نحن، منذ دخل البيت الأبيض، وثانيهما مجلس الشيوخ، ويسيطر عليه الديمقراطيون أى الحزب الذى ينتمى إليه أوباما. نحن إذن أمام ما يشبه لعبة عض الأصابع فى الولايات المتحدة بين الرئيس من ناحية، الذى يرفض التنازل عن مشروع الرعاية الصحية، باعتباره مشروعه الأهم كرئيس للدولة، وبين الكونجرس من ناحية أخرى، الذى يريد أن يقايض أوباما، حيث تكون هذه بتلك، أى الموافقة على الميزانية الجديدة فى مقابل إلغاء برنامج الرعاية الصحية إياه! وفى لعبة عض الأصابع هذه يظل كل طرف من طرفيها فى انتظار أن يصرخ الطرف المنافس ليقول: «آه» أولاً، وبالتالى يكتشف الطرفان أنهما فى سباق يقوم فى أساسه على شىء واحد هو مدى القدرة على التحمل من كليهما! وإلى أن يتراجع أحدهما ويتنازل ويصرخ متألماً فإن التداعيات التى يراها المتابعون لهذه اللعبة من بعيد تظل عجيبة ومدهشة، وربما تكون جديدة تماماً على بعضنا.. وإلا.. فما معنى أن يقال إن من بين هذه التداعيات أو الأعراض الجانبية أن رئيس أكبر دولة فى العالم لن يقبض راتبه عند آخر أكتوبر، وإن موظفين كثيرين سوف يجدون أنفسهم مضطرين إلى الذهاب فى إجازة دون أجر، وإن مؤسسات وهيئات أمريكية سوف تغلق أبوابها إلى أن تجد الأزمة حلاً، وهو ما حدث بالفعل، أمس، عندما رفع المتحف الوطنى فى «واشنطن» لافتة على بابه تقول إنه مغلق أمام زواره ضمن ما أطلقوا عليه هناك «خطة التعطيل»، إلى أن تكون للأزمة نهاية! زمان ومنذ ما يقرب من قرنين ونصف القرن، كان الذين وضعوا الدستور الأمريكى قد حرصوا على أن يكون هناك توازن دقيق جداً بين السلطات الثلاث فى الدولة، بحيث لا تجور سلطة على الأخرى، ولا تستأثر واحدة منها بالسلطة دون غيرها، وبحيث يضمن توازن من هذا النوع تسييراً منضبطاً للدولة، وتحقيقاً مثالياً لمصالح المواطنين، وهو ما لا نكاد نجده فى الأزمة المثارة الآن! وليس لهذا كله من تفسير معقول إلا ما كان تشرشل، رئيس وزراء بريطانيا فى أثناء الحرب العالمية الثانية، قد قاله، وهو أن الديمقراطية ليست أفضل شىء توصلت إليه أنظمة الحكم المعاصرة كما قد نتصور، وإنما هى أقل ما توصلت إليه هذه الأنظمة سوءاً! نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عض الأصابع فى أمريكا عض الأصابع فى أمريكا



GMT 08:19 2024 السبت ,18 أيار / مايو

تأكيد المواقف

GMT 08:18 2024 السبت ,18 أيار / مايو

يا حسرة الآباء المؤسسين!!

GMT 05:08 2024 السبت ,18 أيار / مايو

مورد محدود

GMT 05:02 2024 السبت ,18 أيار / مايو

نهاية مصارعة الثيران

GMT 04:57 2024 السبت ,18 أيار / مايو

التكلفة الباهظة للفقر

GMT 04:52 2024 السبت ,18 أيار / مايو

«كايسيد»... الحوار والسلام في عالم متغير

GMT 04:49 2024 السبت ,18 أيار / مايو

هل اختل التوازن العالمي؟

اختيارات النجمات العرب لأجمل التصاميم من نيكولا جبران

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 13:25 2024 السبت ,18 أيار / مايو

استلهمي ألوان واجهة منزلك من مدينة كانّ
  مصر اليوم - استلهمي ألوان واجهة منزلك من مدينة كانّ

GMT 21:38 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

سمير صبري يُطمئن الجمهور بعد تعرضه لحادث

GMT 16:11 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

آيس كريم الفانيلا

GMT 09:05 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على طقس الثلاثاء في مدن ومحافظات مصر

GMT 16:42 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

اليونايتد يرفض طلب مانشيتر سيتي قبل الديربي

GMT 03:55 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

خنازير البحر أبرز الأنواع المعرّضة إلى خطر الانقراض

GMT 22:56 2013 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

رجل مقنّع يثير الرعب بين نساء مدينة بريطانية

GMT 16:29 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

بعثة المنتخب تصل القاهرة بعد أداء مناسك العمرة الأربعاء

GMT 22:00 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ندوة "لا تغضب" عن الإعجاز العلمي في صيدلة الفيوم

GMT 04:18 2017 الخميس ,26 كانون الثاني / يناير

المصمم اللبناني إيلي صعب يطرح مجموعته لربيع وصيف 2017
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon