توقيت القاهرة المحلي 12:45:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من جيب مَنْ؟!

  مصر اليوم -

من جيب مَنْ

سليمان جودة

غطت الصفعة الإثيوبية لنا، على كل ما عداها، وأحس كل مصرى بالإهانة منها، فانشغل بها عن غيرها، ولم يعرف أحد، كيف استطاع الدكتور مرسى أن ينام ليلته، منذ أن أعلنت إثيوبيا عن إقامة سد النهضة فوق نيلها الأزرق، بما سوف يؤثر مستقبلاً، على حجم الماء المتدفق فى النيل على أرضنا؟!.. كيف جاءه النوم، وهو يرى بلده يهان هكذا على يديه؟! ومع ذلك، فلم تكن هذه أولى الإهانات، التى تصفع كل مواطن على وجهه، فى كل صباح، منذ جاء الإخوان إلى الحكم، ولن تكون آخرها، مادام هذا هو أداء نظام الحكم، ومادامت هذه هى طريقته فى إدارة أمور البلد، ومادامت هذه هى عشوائيته فى التعامل مع شتى الأمور! ففى التوقيت ذاته، الذى تلقينا فيه إهانة إثيوبيا، كانت هناك إهانة أخرى، على مستوانا الداخلى، لـ90 مليون مصرى فى وقت واحد، وقد جاءتهم جميعاً، بشكل غير مباشر، وكان ذلك حين قضت محكمة الاستئناف بتغريم النائب العام، المستشار طلعت إبراهيم، 12 ألف جنيه، مع رفض طلب كان قد تقدم به، لرد القاضى الذى حكم، منذ فترة، ببطلان قرار تعيينه كنائب عام! وكما ترى من مسمى الوظيفة التى يشغلها الرجل، فإنها تقول إنه «نائب عام» لا «نائب خاص».. والمعنى هنا، من عموميته، أنه نائب عن كل مصرى، ومدافع عن حق كل مواطن، فى مواجهة مؤسسات الدولة كلها، فإذا حدث وجاءه حكم بهذه الطريقة، وبهذه القسوة، فإن على المرء أن يتساءل عن حقيقة ما يشعر به الملايين التسعون فى أعماقهم من إهانة، لأن نائبهم العام، الذى هو رمز الهيبة، والاحترام، والوقار عندهم، تجرى معاملته هكذا، فيتم تغريمه على الملأ، فى سابقة هى الأولى من نوعها فى تاريخ القضاء المصرى.. ليس هذا فقط، وإنما يجرى أيضاً رد طلبه إليه، بشكل ما كان له أبداً أن يضع نفسه فيه! النائب العام رمز، ولا أحد يعرف كيف ارتضى المستشار إبراهيم لنفسه أن ينجر إلى خطوات أدت، فى نهايتها، إلى إهانة الرمز كما نرى، وأدت إلى إهالة التراب عليه، رغم أنه، كمستشار جليل، كان أغنى الناس عن أن يساق إلى الموقف الذى يجد نفسه فيه هذه اللحظة! كيف يكون لنا، بعد اليوم، أن نتحدث عن ثقة، بين المواطن، وبين نائبه العام، وهى، كما نعرف، أساس هذا الموقع الرفيع، وهى السند لشاغله، فإذا انهار الأساس، انهار وراءه بالتبعية كل ما يستند إليه.. وبالمناسبة، مَنْ سوف يدفع قيمة الغرامة؟! هل ستدفعها الخزانة العامة، أم سيدفعها من جيبه الخاص؟! نقلاً عن جريدة " المصري اليوم "

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من جيب مَنْ من جيب مَنْ



GMT 01:42 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

التوريق بمعنى التحبير

GMT 01:38 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

مَن يحاسبُ مَن عن حرب معروفة نتائجها سلفاً؟

GMT 01:34 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

كيسنجر يطارد بلينكن

GMT 01:32 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

غزة وانتشار المظاهرات الطلابية في أميركا

GMT 01:29 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

من محمد الضيف لخليل الحيّة

GMT 01:26 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

صلاح السعدني صالَح الحياة والموت

GMT 09:27 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 09:25 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon