توقيت القاهرة المحلي 10:57:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«مبارك».. ومشاعر اللحظة!

  مصر اليوم -

«مبارك» ومشاعر اللحظة

سليمان جودة

عندما تجلس أنت لتشاهد أى فيلم، فإنك تتعاطف مع البطل تلقائياً، وأنت لا تتعاطف معه فى كل الأحوال، وإنما يحدث هذا من جانبك، إذا كان البطل يمثل الخير ضد الشر، وإذا كان ينحاز إلى الفضيلة فى مواجهة الرذيلة، وليس مهماً عندئذ أن يكون البطل هو أنور وجدى - مثلاً - أو غيره من نجومنا، إذ يكفى أن يكون هذا هو انحيازه فى الفيلم، فيكتسب تعاطفك على الفور! وحين ننتقل من دنيا الفن بأفلامها، إلى الحياة الواقعية بأحداثها، يتبين لنا أن هناك قاعدة لا استثناء فيها، وهى أن الإنسان عموماً يقف بالفطرة إلى جوار الشخص الضعيف، ويميل إليه، ويسانده، ولا يخذله. حدث هذا كثيراً على مر التاريخ، وربما كانت الواقعة الأشهر فى تاريخنا، فى هذا السياق، يوم أن هاجر عدد من مسلمى مكة إلى الحبشة، ولجأوا إلى النجاشى، هرباً من اضطهاد قريش لهم، فالتاريخ يقول بأن النجاشى بوصفه ملكاً للحبشة، قد استقبلهم وتعاطف معهم، وأحاطهم برعايته، ثم رفض، وهذا هو الأهم، أن يسلمهم إلى ظالميهم، رغم أنه لم يكن مسلماً، ولكنه كان إنساناً قبل أن يكون على أى دين! كل هذا وغيره مما هو من نوعه، لابد أن يطوف فى ذهنك وأنت تتابع مشهد إصرار الإخوان «المسلمين» على نقل الرئيس السابق مبارك من مستشفى المعادى، حيث يرقد منذ شهور، إلى مستشفى سجن طرة، لمجرد أنه ابتسم مرة أثناء إعادة محاكمته، وأشار بيده لأنصاره مرات! وقد وضعتُ من جانبى كلمة «المسلمين» بين قوسين لعلك تنتبه إلى أنهم يمارسون ما يمارسونه فى البلد هذه الأيام، مع الرئيس السابق، ومع غيره، باسم الإسلام، بما يعنى أن هذا الدين العظيم، هو الخاسر أمام العالم، لأن الذين يتصرفون بهذه الطريقة أمام الدنيا، إنما هم للأسف إخوان، وأيضاً مسلمون! أعرف أن قرار نقله صدر عن النائب العام طلعت عبدالله، وأعرف أن النيابة العامة جزء من السلطة القضائية التى يجب أن يكون لها احترامها وحقها طول الوقت، لأنها أساس قيام أى دولة مدنية حديثة، وأعرف أن هذا مهم، ولكن ما هو أهم منه أن الرئيس السابق الذى يمارس معه الإخوان ما يمارسونه، من كيد، ورغبة فى الانتقام، وملاحقة، ليس مشكوكاً فى براءته فقط، ولكنه أيضاً مشكوك فى إدانته، حتى الآن على الأقل. لذلك كله، كنت أتمنى أن يكون النائب العام المصرى المسلم، عنده شىء من شهامة وإنسانية النجاشى، الذى لم يكن مسلماً، ولكنه بما فعل، أثبت أنه إنسان، ولأن «عبدالله» افتقد الصفتين، ولأنه تجرد منهما فى قراره، فإنه اختار أن يتعاطف ضده وضد القرار كل إنسان تابع المشهد إلى ختامه! نقلاً عن جريدة " التحرير".

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«مبارك» ومشاعر اللحظة «مبارك» ومشاعر اللحظة



GMT 09:53 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

«فيتش» في وجهها «نظر»!!

GMT 09:51 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

هل تمانع أميركا عملية في رفح؟

GMT 08:21 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

لا تبالغوا في التحذيرات !

GMT 07:35 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

ذكريات شم النسيم!

GMT 07:32 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

خمسة وجوه لحرب غزة الخامسة

GMT 07:30 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

أنبياء الله فى مصر

GMT 07:28 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

لسان حال الخمسة

GMT 07:26 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

لماذا نغنى للعنصرية؟

الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:23 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

إيمي سمير غانم تستعد للعودة الى التمثيل
  مصر اليوم - إيمي سمير غانم تستعد للعودة الى التمثيل

GMT 13:37 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

السيول تُغرق جدة والكارثة تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي

GMT 20:00 2015 السبت ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أرقى أنواع السلطات

GMT 22:00 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الفرنسي جريزمان يحلم باللعب مع نيمار ومبابي

GMT 23:24 2015 الإثنين ,26 كانون الثاني / يناير

حديقة الحيوانات في العين تضم زواحف جديدة

GMT 22:29 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

شركات البترول تتخلص من 90% من مخلفاتها دون تدوير
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon