توقيت القاهرة المحلي 07:30:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما لم يلتفت إليه «مرسى»!

  مصر اليوم -

ما لم يلتفت إليه «مرسى»

سليمان جودة

من ناحيتى، كنت أشعر طوال فترة ما بعد 25 يناير 2011 أن المعاملة الأفضل التى كان الإخوة الأقباط يأملون أن تتوافر لهم من جانب الدولة بأجهزتها بعد الثورة لم تتحقق، وربما لا أكون مبالغاً إذا قلت إن هذه المعاملة قد ساءت عما كانت عليه أيام الرئيس السابق! وللأمانة يجب أن يقال إن المسلمين والأقباط فى سوء المعاملة هذه كانوا ولا يزالون سواء، غير أن المسألة بالنسبة لأى قبطى تظل أكثر حساسية وألماً، ولا يعنيه كثيراً عندئذ أن يكون سائر إخوته فى الوطن يواجهون ما يواجهه هو بالضبط من إهانة، وإهمال عام، ولامبالاة محزنة فى كل يوم! طاف هذا المعنى فى ذهنى حين قرأت، فى صحف الأمس، نص البيان الصادر عن المجلس الملى، صباح أمس الأول، وفيه يتهم القيادة السياسية بشكل مباشر بأنها كانت مسؤولة ولاتزال عن تداعيات أحداث الخصوص والعباسية الطائفية، وأن سلوكها كسلطة حاكمة تجاه ما جرى لم يكن عند مستوى الحدث، ولا كان يشير إلى أنها راغبة فى أن تطبق صحيح القانون فى البلد على مواطنيه جميعاً دون تفرقة بين أى منهم على أى أساس! وربما تكون هذه هى المرة الأولى التى يخاطب فيها المجلس الملى، وهو ثانى أكبر هيئة داخل الكنيسة المصرية، السلطة الحاكمة فى البلد بهذه اللهجة، فلم يحدث طوال سنوات «مبارك»، رغم ما كان فيها من أذى كثير لحق بأقباط كثيرين، أن خاطبت الكنيسة أو إحدى هيئاتها رئيس البلاد بهذه الطريقة الغاضبة والساخطة معاً! لا أقول هذا بالطبع على سبيل صب الزيت على النار بين الطرفين، ولا أقوله كذلك على سبيل استنكار مستوى اللغة التى تكلم بها المجلس الملى فى بيانه، وإنما أقوله وأنا أرى أن الدولة فى أعلى مستوياتها كانت غائبة ولاتزال، ليس عن الحضور المفترض فى هذا الحدث فقط، وإنما فى غيره أيضاً، وكان غيابها دون عذر واضح، أو مقنع، كما أنى أقوله وأنا أعتقد أن الكنيسة معذورة، وهى ترفع صوتها إلى هذا الحد، فما حصل يبدو مؤسفاً وموجعاً. وإذا كان للدكتور مرسى أن يلتفت إلى شىء مهم فى هذا السياق، فهذا الشىء هو أن حساسية الكنيسة تجاه أى ظلم كان يلحق بها أيام الرئيس السابق لابد أنها مختلفة تماماً عنها الآن، لأن نظام مبارك لم يكن يزعم أنه يحكم بما قال الله، وقال الرسول عليه الصلاة والسلام، ولذلك فالذين يحكمون اليوم تحت هذا الشعار عليهم أن يثبتوا فعلاً أنهم يحكمون به وبمضمونه، وبالتالى يسعون إلى إقرار العدل كقيمة ومبدأ بين المصريين جميعاً، لا أن يقولوا شيئاً ثم يكون الفعل على الأرض عكسه، على طول الخط!! دولة القانون معصوب العينين هى الحل.. ولا حل غيرها! نقلاً عن جريدة " الشروق"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما لم يلتفت إليه «مرسى» ما لم يلتفت إليه «مرسى»



GMT 06:37 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

يعقوب يكتب مذكراته

GMT 06:34 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

اعترافات ومراجعات (53).. مذكرات مجدي يعقوب

GMT 06:31 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

الهدنة المؤقتة

GMT 06:29 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

عصام الشماع موهبة قهرها الزمن!!

GMT 06:26 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

ماذا يقرأ المتظاهرون؟!

GMT 06:23 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

حياة غالية وأخرى فالصو

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

البلدية جاية

GMT 02:24 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

المنطقة و«اللمسات الأخيرة»

GMT 15:42 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
  مصر اليوم - اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع

GMT 19:21 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة يشكل لجنة ثلاثية لمتابعة شؤون اللاعبين

GMT 11:47 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

وفاة والد الفنانة سهر الصايغ

GMT 20:10 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرارات جمهورية للرئيس السيسي

GMT 22:11 2019 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

طارق يحيى يؤكد أن مرتضى منصور شخصية طبية وودودة

GMT 11:20 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

بيومي فؤاد يصور فيلمه الجديد "بكرة" في الزمالك

GMT 15:35 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

"أبل" تدرس نقل أعمالها في الصين إلى دول آسيوية

GMT 10:34 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

أسعار العملات العربية اليوم الأربعاء 19-6-2019

GMT 07:26 2019 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

تسريحات شعر من وحي نادين نجيم في "خمسة ونصف"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon