توقيت القاهرة المحلي 07:12:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أزمة «السيسى»؟

  مصر اليوم -

أزمة «السيسى»

عماد الدين أديب

أشفق بشكل غير عادى على «الإنسان» عبدالفتاح السيسى! الرجل يعيش حالة غير مسبوقة من الضغوط الشعبية والسياسية؛ بين من يطالبه بالترشح، ومن ينصحه بالتمهل، بين من يحذره من الترشح، ومن رصد أموالاً ورجالاً وقوى محلية وإقليمية ودولية لإعلان الحرب على ترشحه! إن رشح نفسه فهو قرر ترك البدلة العسكرية، وهى المحببة إلى قلبه ونفسه، وهى حياته «ونور عينيه». إن ترشح يدرك أنه سوف يحمل عبئاً تنوء الجبال بحمله، وسوف يتحمل مسئولية أكبر من قدرة أى إنسان على القيام بها. إن ترشح فهو فى حرب مع «القاعدة» والإخوان والسلفية الجهادية و6 أبريل والطابور الخامس، وأيضاً فى مواجهة قطر وتركيا والسودان وإيران وحماس وحزب الله وإسرائيل. إن ترشح فهو أول رئيس يأتى بنظام دستورى يقلص من سلطات رئيس الجمهورية لصالح رئيس الحكومة ولصالح البرلمان مما يحد ويقيد الكثير من قدراته فى اتخاذ القرار. إن ترشح فهو لن يرى زوجته وأولاده وإخوته وأحفاده، ولن يهنأ بحياة طبيعية، وسوف تزداد دائرة المخاطر الأمنية ضده وضد أفراد أسرته بشكل مخيف. أما إذا عدل عن الترشح فإن الموقف لن يكون -أيضاً- أكثر سهولة! إن رفض الترشح فهو سوف يصيب الملايين التى أيدته فى 30 يونيو وما بعدها، والتى عاشت على حلم البطل القومى المخلّص الآتى من الجيش، بخيبة أمل تاريخية وإحباط قوى عظيم. إن رفض الترشح فهو سيُحدث حالة هائلة من الفراغ السياسى بسبب خلو الساحة من أسماء مدنية أو عسكرية ذات شعبية جماهيرية فى هذا المنعطف التاريخى الصعب. إن رفض الترشح فإن ثقة العديد من المستثمرين المصريين والعرب سوف تهتز فى استقرار مناخ الاستثمار فى المرحلة المقبلة. إن رفض الترشح فإن ذلك سوف يصيب الرياض وأبوظبى والكويت والأردن بحالة من الاضطراب السياسى تجاه مستقبل الأوضاع فى مصر. إن رفض الترشح فسوف يبدو أمام نفسه أنه «جندى» تردد فى مواجهة المعركة وهو أمر يبتعد تماماً عن شخصيته القتالية التى لا تعرف الخوف أو التردد أو الحسابات الشخصية. أعتقد أن الرجل لا يعرف النوم العميق ولا الشهية المفتوحة لتناول الطعام ولا القدرة على الاستمتاع بأى شىء. منذ أيام قليلة احتفل الرجل بعقد قران ابنته فى حفل عائلى محدود دون أى ترف أو مظاهر احتفالية مثل تلك التى اعتاد الناس فى مصر المحروسة أن يمارسوها. كُتب على هذا الرجل قَدَر الشخصيات التاريخية: أن تعيش من أجل غيرها، وألا تعايش أبسط حقوق السعادة الإنسانية بشكل طبيعى وتلقائى. لا أذكر أن زعيماً مصرياً تعرض لمثل هذا «الصراع الشخصى» داخل نفسه من أجل إصدار قرار لصالح الوطن مثلما هو حال المواطن الإنسان عبدالفتاح السيسى. قلبى مع الرجل، اللهم اهده إلى ما تحبه وترضاه. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة «السيسى» أزمة «السيسى»



GMT 00:30 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

فن الكذب عند ترامب!

GMT 21:01 2024 الأحد ,05 أيار / مايو

أحزان عيد القيامة!

GMT 20:58 2024 الأحد ,05 أيار / مايو

د. محمد غنيم رائد زراعة الكلى

GMT 20:51 2024 الأحد ,05 أيار / مايو

الأمور نسبية؟!

GMT 19:16 2024 الأحد ,05 أيار / مايو

المفقود والمولود

GMT 19:10 2024 الأحد ,05 أيار / مايو

نجوم الفضائح والتغييب

GMT 19:01 2024 الأحد ,05 أيار / مايو

مجرد سؤال ليس إلا

GMT 19:00 2024 الأحد ,05 أيار / مايو

سلام الأوهام مجددًا!

الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2021 الثلاثاء ,27 إبريل / نيسان

القمر العملاق يزين سماء مصر في ليلة نصف رمضان

GMT 14:36 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 23:48 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

علي زين رجل مباراة مصر والدنمارك في ربع نهائي بطولة العالم

GMT 22:00 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

أسوان يدعم صفوفه بالسيد فريد وعمرو رضا قبل نهاية الميركاتو

GMT 10:08 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

منتخب مصر لليد يكشف تفاصيل إصابة أحمد الأحمر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon