توقيت القاهرة المحلي 13:36:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تصريحات سيدنا «ماكين»

  مصر اليوم -

تصريحات سيدنا «ماكين»

عماد الدين أديب

وقف السيناتور الجمهورى جون ماكين فى مدينة «كييف»، وفى وسط ميدان الاستقلال «ميدان التحرير الأوكرانى»، متحدثاً إلى عشرات الآلاف من المتظاهرين ليقول لهم: «نحن ندعم حقوقكم فى الحرية والكرامة»، ثم أضاف قائلاً: «أمريكا معكم». وتأتى زيارة ماكين لأوكرانيا فى ظل حالة الغليان الشعبى التى تضرب البلاد عقب تراجع الحكومة الأوكرانية عن إجراءات التعامل مع دول الاتحاد الأوروبى، وعقب العرض الروسى الذى تقدم به الرئيس بوتين بتقديم غاز وطاقة ودعم بشروط أرخص من تلك التى تقدم بها الاتحاد الأوروبى. وزيارة ماكين دائماً إلى أماكن التوتر الداخلى العالمية تأتى فى مناطق تعقب ثورات أو إلى دول وشعوب تعيش فترات انتقالية مضطربة. والمتتبع لزيارات ماكين سوف يكتشف أن أهداف الرجل دائماً تتلخص فى الآتى: 1- دعم الجماهير ضد النظام الوطنى. 2- تشجيع المعارضة ذات الارتباطات الغربية فى حركتها ضد نظام الحكم القائم. 3- تقديم تقرير سرى إلى الإدارة الأمريكية يقدم فيه مقترحات دعم ووسائل دعم المعارضة الموالية لواشنطن ضد القوى الوطنية المستقلة. أزمة ماكين أنه مقاتل جمهورى يمينى متشدد يرى العالم من منظور المصالح الأمريكية التقليدية ويتبع ذات المدرسة اليمينية لجورج دبليو بوش الابن التى كانت تقوم على فلسفة «إن لم تكونوا معنا فأنتم ضدنا»، أو كما قيلت بشكل آخر «إذا لم تكونوا معنا فأنتم مع الإرهاب». وما زال ماكين يعيش فى وهم وغيبوبة أن الولايات المتحدة الأمريكية هى رئيس مجلس إدارة العالم، وأنها قادرة بنفوذها وقواها الاقتصادية والعسكرية على أن تتدخل بشكل حاسم فى أى بقعة من بقاع العالم. ويبدو أن قراءة ماكين، الذى تقدم به العمر، وزاد عليه المرض العضال، بعيدة تماماً عن الواقع وتعانى من حالة «الخلل الشديد فى الإدراك». لا يدرك السيناتور ماكين أن بلاده تعيش منذ 4 سنوات فى حالة انكفاء شديد على أوضاعها الداخلية، وأنها -حتى الآن- غير قادرة على الخروج من تداعيات هذه الأزمة وأنها تتأرجح ما بين الـ11 ألفاً والـ15 ألف نقطة فى البورصة، وأن مؤشرات الاستهلاك لدى المواطن الأمريكى ما زالت غير مطمئنة. ولا يدرك السيناتور ماكين أن الصين أصبحت الآن المنافس الأول للولايات المتحدة فى الكتلة النقدية المتوافرة وفى معدل التنمية الوطنية. ولا يدرك السيناتور ماكين أن الولايات المتحدة غير قادرة -الآن- على تمويل حرب أخرى خارج الحدود بسبب رفض الكونجرس تقديم أى تمويل بالعجز، بعدما وصلت خدمة الدين الأمريكى العام إلى معدل تاريخى يستحيل تسديده أو إعادته إلى نقطة التوازن. إذن هنا على السيناتور ماكين، الذى وعد الإخوان قبيل انتخابات الرئاسة عام 2012 بالدعم الكامل فى حالة فوزهم، أن يدرك أن عبارة «أمريكا معكم» التى أطلقها فى «كييف» وقبل ذلك فى «القاهرة» غير ذات جدوى وبلا أى مصداقية. أى نظام وطنى لا يقوى بالدعم الأمريكى ولا بتصريحات ماكين، ولكن بالدعم الشعبى من مواطنيه، وتلك هى عظمة ثورة 30 يونيو فى مصر. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تصريحات سيدنا «ماكين» تصريحات سيدنا «ماكين»



GMT 10:48 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أوطان تذوب ودول تُمحى

GMT 10:47 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

شبح العودة من الحرب

GMT 10:46 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

الحوثي... و«هارفارد» و«حماس»

GMT 10:44 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

تعزيز الدبلوماسية العامة في عالمنا اليوم

GMT 10:43 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

حكايات زائفة تملأ «النت»

GMT 09:47 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

مواسمُ الأعياد.. والقلوبُ الحلوة

GMT 09:43 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

بورصة التغيير!

الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2021 الثلاثاء ,27 إبريل / نيسان

القمر العملاق يزين سماء مصر في ليلة نصف رمضان

GMT 14:36 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 23:48 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

علي زين رجل مباراة مصر والدنمارك في ربع نهائي بطولة العالم

GMT 22:00 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

أسوان يدعم صفوفه بالسيد فريد وعمرو رضا قبل نهاية الميركاتو

GMT 10:08 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

منتخب مصر لليد يكشف تفاصيل إصابة أحمد الأحمر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon