توقيت القاهرة المحلي 20:06:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الخوارج الجدد!

  مصر اليوم -

الخوارج الجدد

عماد الدين أديب

أذيع على موقع اليوتيوب شريط فيديو مزعج للغاية لأحد قيادات «جبهة النصرة»، وهى إحدى فصائل المعارضة السورية المقاتلة ضد الجيش الرسمى السورى. جاء فى هذا الشريط قيام رجل ملتحٍ يبدو أنه من قيادات جبهة النصرة يقوم بتحطيم تمثال للسيدة مريم العذراء، عليها السلام. وبدا هذا الرجل الملتحى المعمم سعيداً، مزهواً بنفسه وهو يحطم تمثال السيدة مريم العذراء، التى كرمها القرآن الكريم وميزها عن كل نساء العالمين. والحادث لا يمكن أن يمر هكذا دون الالتفات إليه، فهو يعكس نفسية مريضة لتيار يزداد انتشاراً فى سوريا وفى المنطقة العربية بشكل مطرد ومخيف ويبعث على القلق الشديد. هذا التيار الذى يعلن انتماءه للفكر السلفى، وهذا الفكر منه برىء، لأن فكر السلف الصالح يقوم على التسامح والمودة واحترام الآخر بصرف النظر عن الدين أو المذهب أو الطبقة أو الثروة أو الموطن. والفهم المغلوط لصحيح الدين هو آفة كل الشرور التى نحياها هذه الأيام وهى السبب الرئيسى فى الاحتقان والعنف والدماء التى تدمر مجتمعاتنا الآن. إن هذا العقل التكفيرى الذى يرى فى الآخر المخالف له عدواً مبيناً يستحق القتل والإيذاء ويصبح ماله وعرضه وأملاكه مباحة مستحلة هو الذى سيوصل المنطقة العربية إلى حافة الهاوية. نحن بحاجة ماسة إلى ثورة فى العقل قبل ثورة فى الشوارع والميادين. نحن بحاجة إلى تنقية الفكر الدينى من الخزعبلات والأباطيل والضلالات التى تسيطر عليه وتدفع به إلى الخروج على الدولة والمجتمع والمنطق والدين. نحن نعيش مرحلة يتم فيها إعادة إحياء سلوك «الخوارج» الذين خربوا فى المجتمع الإسلامى الأول وأدى إلى سطوة منطق تكفير الحاكم واللجوء إلى العنف والدماء تحت شعار الدين. «الخوارج الجدد» فقدوا عقولهم وغاب عنهم العقل والمنطق والحكمة. ومأساة هؤلاء أنهم يعتقدون أنهم ينصرون الله ورسوله ويحاربون أعداءهما الذين يقفون أمام بناء دولة الإسلام. نحن أمام حالة نفسية مرضية جماعية مسلحة بالمال السياسى وصواريخ أرض - أرض ووسائل إلكترونية تدمر عقول الشباب المغرر به. مرة أخرى نحن بحاجة إلى التعامل مع الأصل وليس الفرع، نحن بحاجة لمعالجة أصل الداء وهو العقل. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخوارج الجدد الخوارج الجدد



GMT 19:07 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

الاستقطاب السياسي بالشرق الأوسط

GMT 19:06 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

حرب غزّة والمأزق الأميركي

GMT 19:03 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

إدارة «المستبد العادل»

GMT 19:02 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

أوان الورد

GMT 19:01 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

اتفاق التهدئة على المحك

GMT 18:58 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

التاريخ حاسب مارادونا وليس الحكم!

GMT 18:57 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

يفكرون ثم يفكرون ونحن نجوجل

GMT 09:53 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

«فيتش» في وجهها «نظر»!!

الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:37 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

زينة تضع شروطاً للبطولة الجماعية
  مصر اليوم - زينة تضع شروطاً للبطولة الجماعية

GMT 02:00 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

حكايات السبت

GMT 01:37 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 400 شخص إثر زلزال ضرب المناطق الحدودية بين إيران والعراق

GMT 07:47 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

سهر الصايغ سعيدة بنجاح مسلسل "ولاد تسعة"

GMT 22:15 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مؤشر بورصة لندن يغلق على ارتفاع طفيف الثلاثاء

GMT 07:43 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

فوائد الشليم

GMT 14:22 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب المصري يعتذر لسفير مصر في غانا محمد حيدر

GMT 11:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

كارمن سليمان تنشر فيديو عفوي تضع فيه المكياج

GMT 06:58 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

"كورونا" يراوغ في مصر وأرقام الإصابات خير دليل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon