توقيت القاهرة المحلي 20:19:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نظرية «نصف العمى»!

  مصر اليوم -

نظرية «نصف العمى»

عماد الدين أديب

هناك نوع من التفكير «التوفيقى التلفيقى» قائم على ثقافة بالية فى العقل السياسى والموروث الشعبى المصرى يعتمد على نظرية قائمة على مثل عامى متخلف يقول: «نص العمى ولا العمى كله». وتقوم هذه الفكرة على القبول بأى شىء وكل شىء والرضا به على أساس أنك إن لم تستطع الحصول على ما تريد فعليك الرضا بما هو ممكن ومتاح. وبهذا المنطق ومن خلال التسليم به تم خنوع وانصياع الشعب المصرى الصبور للفراعين والمماليك والوالى العثمانى وفرض الجزية والسخرة والحكام المستبدين. وحينما تم رفض هذا المنطق قامت أول ثورة فى مصر القديمة ضد الحاكم «بيبى»، وثار الشعب ضد الاحتلال الفرنسى وحاربهم فى المنصورة، وثار ضد الإنجليز، وثار ضد الحكم الملكى، وثار الطلاب ضد الهزيمة فى ربيع 1968، وخرج الناس ضد غلاء الأسعار فى يناير 1977. ويذكر التاريخ أن شعب مصر ثار مع عرابى ومع سعد زغلول ومع الطلاب فى يناير 2011، وضد الإخوان فى 30 يونيو 2013. وينسى أو يتناسى من أطلق المثل العامى «نص العمى ولا العمى كله» أن نصف العمى هو أيضاً مصيبة ولعنة، وأن الإنسان لا يبنغى أن يقارن نفسه بالاستثناء، وهم المكفوفون، ولكن عليه أن يقارن نفسه بالمبصرين الذين يتمتعون بنور البصر والبصيرة. إننا فى زمن يحلم فيه المواطن بالأفضل وليس بالأقل. نحن فى زمن ليس للحلم فيه سقف، وليس للرغبة فى التقدم الشامل أى حدود، وإلا لما ظلت دول شمال أوروبا، وهى رائدة فى نظام الضمان والرعاية الاجتماعية، تسعى لتطويره، ولما استمرت أوروبا فى تطوير ديمقراطيتها، ولما سعت اليابان لزيادة إنتاجها، ولما قامت شركة مرسيدس الألمانية بالبحث عن أسواق جديدة، ولما قامت كوكاكولا بإنفاق المليارات على تسويق منتجها. إذا أردت أن تحلم فليكن حلمك كبيراً بلا حدود، وإذا أردت أن تصلح فلا ترضَّ بربع أو نصف حل. السعى إلى الإصلاح قد يكون تدريجياً، لكن يجب ألا يرضى بأى شىء. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نظرية «نصف العمى» نظرية «نصف العمى»



GMT 18:15 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

كلوب عن صلاح عندما تألق

GMT 16:00 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

لتكن دعوة للاستمتاع بالحياة

GMT 15:58 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

روح نيفين مسعد (الفرفوشة)

GMT 10:48 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أوطان تذوب ودول تُمحى

GMT 10:47 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

شبح العودة من الحرب

GMT 10:46 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

الحوثي... و«هارفارد» و«حماس»

GMT 10:44 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

تعزيز الدبلوماسية العامة في عالمنا اليوم

الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:17 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

غوارديولا يؤكّد أن محمد صلاح ينتظره مستقبل كبير

GMT 01:23 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

فيرستابن يحسم سباق كندا ويعزز صدارته للفورمولا 1

GMT 08:47 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"Calvin Klein" أبرز الدور التي طرحت حذاء "الكاو بوي" المميّز

GMT 09:14 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الثور

GMT 13:19 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

مراقبين من المسابقات لمباراة القمة بين الأهلي والزمالك

GMT 10:15 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رفع فيلم "أخضر يابس" من دور العرض السينمائية بعد أسبوعين عرض
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon