توقيت القاهرة المحلي 13:55:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لحم مصر.. المشوى

  مصر اليوم -

لحم مصر المشوى

أسامة غريب

بعض الناس يُبدون الدهشة من التحولات التى تطرأ على أناس كانوا يظنونهم من الثابتين على المواقف المتمسكين بالمبادئ.. ولهؤلاء أقول إن ضعف الذاكرة هو ما يدعوكم إلى الاندهاش، أما أنا شخصياً فلست مندهشاً ولا مصدوماً فى أحد ممن بدوا ثواراً بالأمس واليوم يؤيدون الظلم الذى وقفوا ضده فى السابق. فى السبعينيات واجه الرئيس السادت معارضة يسارية بعد خروجه عن خط عبدالناصر، أو هذا ما اعتقدناه عندما رأينا كوكبة من السياسيين والإعلاميين يرحل بعضهم إلى ليبيا والبعض الآخر إلى العراق أو إلى باريس ولندن، ثم يشنون هجوماً ضارياً على الرجل من خلال الصحف التى مولها لهم معمر القذافى وصدام حسين وغيرهما من المجاهدين!.. فى ذلك الوقت لم أكن أخفى إعجابى بهؤلاء الأحرار، خاصة أننى كنت أماثلهم فى الرأى بالنسبة للسادات، ولطالما خرجت مع زملائى الطلبة نهتف ضده. انقضت سنوات السادات واعتلى مبارك الحكم وكانت سيئاته على الطريق الذى بدأه السادات أكثر فحشاً وعنفاً ووحشية، خاصة فى مجال خدمة إسرائيل وسياسات إفقار الفقراء، ومع هذا وجدنا السادة المناضلين الذين فضحوا السادات فى مشارق الأرض ومغاربها يعملون فى بلاط مبارك كوزراء ومحافظين وكوادر بحزبه الوطنى أو بالأحزاب التى تمثل أنها تعارضه، ووجدناهم يشغلون مناصب رؤساء تحرير صحف ومجلات تروج للتطبيع وتناصر التوريث، وعرف العالم للمرة الأولى شيوعيين وناصريين يتحمسون لبيع القطاع العام!.. بعد ذلك فهمنا أن معارضتهم للسادات لم تكن سوى مكايدة من أناس ممرورين من الرجل الذى أعرض عنهم واستعان بغيرهم وهو ينفذ سياساته البائسة، ولم يفكر فى استخدامهم رغم أنهم كانوا متاحين وتحت الطلب. اليوم نعيش أوقاتاً مماثلة مع تجربة شبيهة، فالكثير من السادة الذين عارضوا مبارك فى سنواته الأخيرة واصطفوا ضده فى حركات وجمعيات حرّكت الشارع ثم شاركوا بفاعلية فى ثورة 25 يناير، نجدهم اليوم وياللعجب يتحمسون لتأييد كل ما استنكروه من مبارك.. كل هذا يعيدنا للمثال الخاص بمعارضى السادات الذين لم يفهمهم- رحمه الله- وفهمهم مبارك وعرف أنهم ليسوا معارضين ولا يحزنون، لكنهم يريدون أن يأكلوا معه فدعاهم إلى مائدته وأنالهم قضمات من لحم الوطن. أخشى ما أخشاه أن يكون النظام الحالى قد تعلم من تجربة مبارك مع معارضى السادات، وفهم كيف يتعامل مع بعض من ثاروا على حكم العائلة ورفضوا التوريث، وعرف أنهم لا ثوار ولا يحزنون، لكنهم غضبوا على مبارك لأنه تكبر عليهم وأهملهم ولم يُدخلهم فى معيته، كما ضن عليهم بالمناصب التى حلموا بها ولم يدْعُهم إلى مائدته العامرة بما لذّ وطاب من لحم مصر.. المشوى. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لحم مصر المشوى لحم مصر المشوى



GMT 05:24 2024 الأحد ,05 أيار / مايو

أحزان عيد القيامة!

GMT 02:58 2024 الأحد ,05 أيار / مايو

عبودية لطيفة

GMT 02:54 2024 الأحد ,05 أيار / مايو

تحديات القمة العربية في البحرين

GMT 02:52 2024 الأحد ,05 أيار / مايو

أهكَذا «البدرُ» تُخفِي نورَهُ الحُفَرُ؟!

GMT 02:49 2024 الأحد ,05 أيار / مايو

عن «الرجل الأبيض»!

GMT 02:42 2024 الأحد ,05 أيار / مايو

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (٨)

الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:35 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

6 خطوات لتجنب الوقوع في أخطاء فواتير الكهرباء

GMT 10:40 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

كهربا يستعد للمشاركة مع الأهلي في «موقعة الوداد»

GMT 06:41 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

الطب الشرعي يوقع الكشف على ابنة نهى العمروسي

GMT 22:53 2020 الجمعة ,21 آب / أغسطس

الصين تسجل 22 إصابة جديدة بفيروس كورونا

GMT 07:42 2020 الأربعاء ,27 أيار / مايو

10 نجوم بالمجان في دوري أندية أوروبا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon