توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ابن سينا بتاعنا؟!

  مصر اليوم -

ابن سينا بتاعنا

بقلم:أسامة غريب

سافرت إلى أوزبكستان فى رحلة سياحية. لا توجد رحلات من مطار القاهرة إلى طشقند، لكن الرحلات المباشرة تقلع كلها من شرم الشيخ، وقد لاحظت أن شركات طيران مختلفة تشتغل على هذا الخط، طشقند- شرم، وبالعكس، وهى طيران أوزبكستان وإيركايرو وسنتروم إير وقانوت شرق وغيرها، وهذه الشركات تشغّل أكثر من عشر رحلات فى الأسبوع تنقل آلاف السياح الأوزبك الذين عرفوا شرم الشيخ وأدمنوها. شاهدت بالتليفزيون إعلانات تنشرها شركات السياحة عن شرم الشيخ ذات الاسم المعروف جيداً للشعب الأوزبكى، هم لا يعرفون القاهرة ولا الإسكندرية، لكن يعرفون شرم التى أصبحت زيارتها حلم الطبقة الوسطى هناك. ومن الأشياء الجديرة بالملاحظة أننى كنت المصرى الوحيد على طائرة الذهاب إلى طشقند وطائرة العودة منها؛ أى أن الحركة السياحية تسير فى اتجاه واحد، وربما بسبب هذا فإن رجل الجوازات بمطار شرم الشيخ قد سألنى فى دهشة عن سبب ذهابى إلى هناك لأنه لم يتعود رؤية مصريين على طائرات أوزبكستان. وليس هذا حال طشقند وحدها، فهناك طائرات تهبط فى شرم قادمة من أقصى الشرق الروسى من مدن لا يسهل علينا نطقها، وعلى اللوحة الإرشادية بالمطار رحلات قادمة من فنلندا وإستونيا ولاتفيا وأيسلاند ومولدوفا.. وغيرها من البلاد التى لم نر طيرانها أبدًا فى مطار القاهرة.

تتميز المدن الأوزبكية بالنظافة الشديدة والنظام والجمع بين الحداثة والطابع القديم، ويتضح اعتزازهم بتاريخ بلادهم بشكل كبير بإطلاق أسماء علمائهم على الشوارع والأحياء ومحطات المترو، فهناك محطات بأسماء ابن سينا والفارابى والبيرونى والترمذى والبخارى. لا أنكر دهشتى لدى مطالعة هذه المحطات فتساءلت فى براءة: هل يقصدون ابن سينا بتاعنا والفارابى بتاعنا والبيرونى بتاعنا؟ جاءتنى الإجابة: نعم ولكنهم ليسوا بتوعكم فهؤلاء جميعًا ينتمون لمنطقة خراسان وكانت جزءاً من الدولة الأموية والعباسية ثم أصبحت تحمل الآن أسماء دول كإيران وأوزبكستان وأفغانستان وطاجيكستان وقرغيزستان وتركمانستان وكازاخستان، وقد كان هؤلاء العلماء يتنقلون بين مدن بخارى وسمرقند وبلخ وترمذ وحلب وبغداد مثلما نتنقل الآن بين القاهرة وأسيوط وطنطا. كما لاحظت اعتزازهم بتيمور لنك وله شارع كبير فى طشقند اسمه شارع الأمير تيمور. اللافتات كلها هناك مكتوبة بالروسى إلى جانب اللغة الأوزبكية، والأمور هناك تشبه ما نراه عندنا فى البلاد العربية حيث أسماء المحال مكتوبة بالإنجليزية وكذلك مطاعمنا التى تقدم قائمة الطعام بالإنجليزية. الأوزبك يفعلون هذا أيضًا حيث يغلبون اللغة الروسية كدليل على الحداثة والتعليم، لأن الريفيين والبسطاء يتكلمون أوزبكيًّا فقط، لذلك يميز الأثرياء أنفسهم كأرستوقراطيين من خلال اللغة الروسية. ولا أنكر أننى عانيت فى المطاعم لأحصل على منيو لا أقول بالعربى أو بالإنجليزى، لكن بالأوزبكى، فهذا من الممكن قراءته وفهمه لأنه بالحروف اللاتينية وبإمكانى أن أسبر أغوار الكلمات ذات الأصل العربى، ولكن للأسف كله بالروسى وهو بالنسبة لى عبارة عن طلاسم.

ليت المصريين يتعلمون زيارة مدن جميلة فى آسيا الوسطى مثل طشقند وسمرقند وأستانة وبيشكك وعشق أباد بدلاً من إسطنبول التى لا يعرفون سواها!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ابن سينا بتاعنا ابن سينا بتاعنا



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt