توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أصحاب الإسلام!

  مصر اليوم -

أصحاب الإسلام

بقلم:أسامة غريب

مثل معظم البلاد التى خرجت من تحت مظلة الاتحاد السوفيتى كانت أوزبكستان عطشى للإسلام. الحكم السوفيتى لم يرحب بالأديان، لكن الناس هناك يعرفون أنهم مسلمون، فلما صاروا دولاً مستقلة تلقفتهم الوهابية الداعشية فأرسلت لهم البعثات وبنت لهم الجوامع والمعاهد الدينية وعرّفتهم على طبعة مخيفة من الإسلام، ولهذا السبب فإن جيش أبو محمد الجولانى الذى اقتحم به دمشق يتكون من مقاتلين أشداء من آسيا الوسطى، ولأوزبكستان بالذات نصيب كبير فيهم. وهناك يمكن أن يلحظ المرء حالة من الاستقطاب والشد والجذب بين القوى الغربية التى اندفعت لهذه البلاد بمنتجاتها المغرية وبين روسيا التى تسعى بكل ما أوتيت من قوة إلى فرملة اندفاع الشعب نحو الغرب، وتستخدم روسيا من أجل ذلك وسائل للترغيب وأخرى للترهيب، لكن لا يمكن إنكار الطابع الروسى فى الحياة والمبانى والمربعات السكنية التى تتوسطها الحدائق وألعاب الأطفال حتى فى أفقر الأحياء.. هذا تراث سوفيتى يعلى من قيمة الملاعب والحدائق والرياضة والترفيه المجانى لكل الناس. الحدائق والمتنزهات والنوافير موجودة أينما وليت وجهك، وكذلك المولات الحديثة، وهناك يمكن لرب الأسرة أن يذهب إلى منطقة طشقند سيتى حيث البحيرة الصناعية والملاهى والألعاب والمطاعم المحيطة بالبحيرة ذات النافورة الراقصة.. كل هذه الروعة يمكن الدخول إليها بالمجان، وهناك تفترش الأسر الحدائق أو الدكك الخشبية التى تملأ المكان. ما أقصده أن النزهات هناك مجانية فلا توجد تذاكر لدخول الحديقة ثم تذاكر لعبور بوابة الملاهى ثم تذاكر لركوب المرجيحة مثلما يحدث فى بعض البلاد!. كل هذا ببلاش.. الفلوس تنفق فقط إذا أردت أن تأكل فى مطعم، كما أن الجلوس على النهر متاح بالمجان، وأكشاك الساندويتشات اللذيذة الرخيصة تملأ المكان.

الناس إجمالاً طيبون لكن الأمر لم يخل من وجود شطار وحرامية. ذهبت إلى مطعم وطلبت وجبة البلوف وهى اللحم مع الأرز، بالإضافة إلى طبق شوربة. فى منتصف الأكل أتانى الجرسون يطلب الحساب وقال أريد ٢٠٠ سوم (وهو اسم عملتهم). قلت له لا بأس ولكنى آكل الآن.. اذهب وتعال بعد أن أفرغ من الطعام، لكنه كان مصمماً على تحصيل الفلوس فى الحال. شعرت بالضيق وطلبت الفاتورة. أخرج تليفونه وكتب على الشاشة ٢٠٢ سوم. أعطيته كارت البنك، فطلب منى أن أعطيه الباسوورد حتى يذهب إلى الكاشير ويدفع ثم يعود إلىّ. قلت له: من الواضح أنك إما مجنون أو أنك تستعبط (كل هذا بالعربى) ومع ذلك فقد فهم!.. قمت معه إلى الكاشير حيث استخدمت الكارت فى الدفع ففوجئت بأن الفاتورة بقيمة ١٢٥ سوم فقط وأن الوغد الذى تصورنى فريسة لكونى أجنبياً كان يريد سرقتى فى ٧٥!.

الخلاصة، الناس هناك طيبون لكن المنحرفين موجودون أيضاً. فى الشوارع والمولات ومحطات المترو يمكن ملاحظة القبضة الأمنية بوضوح. فى كل مكان يقف شرطى يحمل رشاشاً، وهو الأمر الذى رأيته يدفع بالخوف والقلق إلى النفوس بدلاً من أن يحقق الطمأنينة.

ليتنا ننفتح على هذه البلاد التى لا نعرفها رغم أن أهلها يحبوننا باعتبارنا أصحاب الإسلام!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أصحاب الإسلام أصحاب الإسلام



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt