توقيت القاهرة المحلي 11:04:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الآن المالكي في عين العاصفة

  مصر اليوم -

الآن المالكي في عين العاصفة

طارق الحميد

تقرأ ما تنقله وكالات الأنباء العالمية عن أوضاع المنطقة فتصاب بالذهول، ولا تملك إلا أن تقول: يا إلهي! فعندما قامت الحركة الطائفية في البحرين قيل إنها ثورة ديمقراطية، وعندما ثارت سوريا قيل إنها ثورة سنية، واليوم يوصف ما يحدث في العراق بأنه مظاهرات سنية. وعندما ننتقد بعض وسائل الإعلام فلسبب بسيط، وهو أن بعض تلك الوسائل لم تتعلم من دروس تغطيتها للربيع العربي، والأخطاء القاتلة التي ارتكبت، وأهمها التسطيح، والشعبوية، والإفراط في استخدام المصطلحات غير الدقيقة. فبالنسبة لما يحدث في العراق الآن، فمن الخطأ القول إنها ثورة سنية، ولو قال ذلك بعض من سُنة العراق، وإنهم ضد المالكي، ويريدون إسقاطه، فظلم الحكومة العراقية لم يقع على السُنّة وحسب، بل إنه طال جميع العراقيين، بل إن أكبر من ظلم في عهد المالكي هو العراق نفسه، وكل مكوناته الاجتماعية.. ففي العراق المالكي خصم للأكراد، وكاد يشتبك معهم عسكريا. والمالكي أيضا خصم للقوى المدنية السياسية، بمن فيهم القيادات السياسية الشيعية العلمانية، وأبرز مثال ما يقع بحق الدكتور إياد علاوي، والأمر نفسه ينطبق بالطبع على الرموز السنية، المعتدل منها، وحتى العلماني، الذي لا يستخدم الدين في السياسة، وهناك طبعا الحالة الصارخة، وهي ما حدث ويحدث بحق نائب الرئيس العراقي السيد طارق الهاشمي. وهذا ليس كل شيء بالطبع، فالأمر نفسه يحدث بين المالكي والصدريين، وتحديدا مقتدى الصدر، الذي صرح ذات مرة تصريحا نادرا بالقول إن المالكي يريد «تشييع» كل العراق! ولولا الضغط الإيراني على كل من المالكي والصدريين لحدث ما لا يحمد عقباه في العراق، فهل بعد كل ذلك يمكن القول إن القصة طائفية، أو هي ثورة سنية فقط؟ الإجابة «لا»، فظلم المالكي واقع على الجميع، وحتى دول الجوار، وتحديدا بحق السوريين، وذلك من خلال نصرة الحكومة العراقية لنظام الطاغية في دمشق، ومن قبل نصرة المالكي للحركة الطائفية في البحرين. فما يحدث في العراق هو أن هناك نظاما قمعيا، لا يختلف عن نظام صدام حسين إلا بقلة الإمكانات، ويريد الاستئثار بالعراق كله، ولو بتدمير مكوناته الاجتماعية، وتشويه نظامه السياسي، وكل ذلك يتم بمباركة أميركية تتمثل في الصمت، واللامبالاة، وبدعم إيراني حوّل أرض الرافدين إلى مسرح لنظام الملالي في إيران. في العراق نظام سياسي يقف على رأسه من يريدون السيطرة على كل شيء، وتهميش الجميع، كما فعل صدام تماما، دون أي اعتبار من التاريخ الحديث، أو مراعاة للكيان العراقي. ولذا، فمهما قيل ويقال، وحتى لو قالها السُنّة في العراق أنفسهم، فإن ما يحدث هناك ليس بثورة سنية، بل هو دليل فشل نظام سياسي لم يقم بالمصالحة، ولم يكف عن الاجتثاث، ولم يأخذ الحوار على محمل الجد، نظام دفع كل المكونات العراقية للاصطدام بعضها ببعض مما عرض النسيج العراقي للخطر، وهو ما أوصل الحال إلى ما هو عليه اليوم في أرض الرافدين، ولذا نجد المالكي في عين العاصفة اليوم، والقادم أسوأ بالطبع، طالما أن الأهم بالنسبة للمالكي هو الحكم، وليس الحفاظ على الكيان العراقي ككل. نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الآن المالكي في عين العاصفة الآن المالكي في عين العاصفة



GMT 06:37 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

يعقوب يكتب مذكراته

GMT 06:34 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

اعترافات ومراجعات (53).. مذكرات مجدي يعقوب

GMT 06:31 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

الهدنة المؤقتة

GMT 06:29 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

عصام الشماع موهبة قهرها الزمن!!

GMT 06:26 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

ماذا يقرأ المتظاهرون؟!

GMT 06:23 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

حياة غالية وأخرى فالصو

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

البلدية جاية

GMT 02:24 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

المنطقة و«اللمسات الأخيرة»

GMT 15:42 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
  مصر اليوم - اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع

GMT 19:21 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة يشكل لجنة ثلاثية لمتابعة شؤون اللاعبين

GMT 11:47 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

وفاة والد الفنانة سهر الصايغ

GMT 20:10 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرارات جمهورية للرئيس السيسي

GMT 22:11 2019 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

طارق يحيى يؤكد أن مرتضى منصور شخصية طبية وودودة

GMT 11:20 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

بيومي فؤاد يصور فيلمه الجديد "بكرة" في الزمالك

GMT 15:35 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

"أبل" تدرس نقل أعمالها في الصين إلى دول آسيوية

GMT 10:34 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

أسعار العملات العربية اليوم الأربعاء 19-6-2019

GMT 07:26 2019 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

تسريحات شعر من وحي نادين نجيم في "خمسة ونصف"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon