توقيت القاهرة المحلي 12:45:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أردوغان.. السلطان العثماني الجديد!

  مصر اليوم -

أردوغان السلطان العثماني الجديد

طارق الحميد

شن طاغية دمشق بشار الأسد في مقابلته التلفزيونية الأخيرة هجوما على رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بالقول إن أردوغان يعتقد نفسه «السلطان العثماني الجديد»، و«الخليفة»، متهما إياه بأنه هو من يدعم المعارضة السورية، وليس الشعب التركي! وبالطبع هذا هجوم متوقع، بل وتأخر، حيث يبدو أن الأسد لم يستطع إطالة العض على الأصابع، ولذا خرج بنفسه للهجوم على أردوغان بالقول إنه «يعتقد شخصيا أنه السلطان العثماني الجديد، وأنه يستطيع السيطرة على المنطقة كما كان الأمر خلال عهد الإمبراطورية العثمانية وتحت مظلة جديدة. إنه يفكر في أعماقه بأنه خليفة»، أو عندما يقول الأسد بتندر على السياسة التركية، وعلاقاتها الدولية، إنها تحولت «من صفر مشكلات إلى صفر أصدقاء»! وعندما نقول إن هجوم الأسد ليس بالغريب، فهذا لسبب بسيط، حيث سبقه حسن نصر الله بالهجوم على تركيا التي سبق له (أي نصر الله) أن قال إن أهلها (الأتراك) عرب أكثر من بعض العرب! ولذا فإن هجوم الأسد على تركيا متوقع، لكنه تأخر. ما يجب أن نتذكره الآن أن الأسد يهاجم تركيا اليوم، وتحديدا أردوغان، بعد أن أراد (أي الأسد) استغلال تركيا واللعب برئيس وزرائها ذات يوم لضرب المملكة العربية السعودية، ومصر مبارك، حينها، وللتذاكي على الفرنسيين والأميركيين، واللعب على الأتراك والإسرائيليين بورقة المفاوضات. بل إن الأسد نفسه قال عندما انفعل أردوغان أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي في «دافوس» إنه من المصلحة أن تكون علاقة تركيا بالجميع جيدة. هكذا بلغ حد تذاكي الأسد على الأتراك، خصوصا بعد أن قام بفتح كل الأبواب لتركيا «السلطان العثماني الجديد»، ووقع مع حكومة أردوغان اتفاقيات غير مسبوقة، وألغى تأشيرات «الفيزا» بين سوريا وتركيا. وبالطبع لم يكن الأسد وحده الذي يتذاكى في الملف التركي، فقد كانت معه إيران، وحزب الله، الذي تعامل مع الأتراك على أنهم العرب الجدد، وليس «الأتراك الجدد»، على أمل ضرب الدول السنية الكبرى في المنطقة ببعضها البعض، السعودية ومصر وتركيا، وذلك لتعزيز نفوذ إيران وعملائها بالمنطقة. تم كل ذلك رغم انتقادات العقلاء بأن الزواج التركي - الأسدي غير قابل للاستمرار، وأن نظرية «تصفير المشاكل» التي يتهكم عليها الأسد الآن غير قابلة للتنفيذ، ليس في منطقتنا وحسب بل في السياسة ككل، فصديق الجميع عدو الجميع. ولذا، ولأن حبل الكذب قصير، فها هو الأسد، مثله مثل الإيرانيين ونصر الله، يشكو اليوم من الأتراك، مع محاولة التذاكي مجددا بالقول إن أردوغان هو من يدعم المعارضة السورية، وليس الشعب التركي، وهي الحيل نفسها التي استخدمها النظام السوري في العراق يوم كان يتعاون مع الأميركيين صباحا، ويصدر لهم الإرهابيين ليلا. اليوم انتهت حيل طاغية دمشق، حتى مع الأتراك، والأهم أن حيل الأسد انتهت مع السوريين أنفسهم، حيث لم يعد ينطلي عليهم شعار الممانعة والمقاومة، أو أن الأسد آخر معاقل العلمانية في المنطقة. المهم، والأهم، أن أكاذيب الأسد كلها قد انتهت، مثلما انتهى نظامه الإجرامي. نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أردوغان السلطان العثماني الجديد أردوغان السلطان العثماني الجديد



GMT 01:42 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

التوريق بمعنى التحبير

GMT 01:38 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

مَن يحاسبُ مَن عن حرب معروفة نتائجها سلفاً؟

GMT 01:34 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

كيسنجر يطارد بلينكن

GMT 01:32 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

غزة وانتشار المظاهرات الطلابية في أميركا

GMT 01:29 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

من محمد الضيف لخليل الحيّة

GMT 01:26 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

صلاح السعدني صالَح الحياة والموت

GMT 09:27 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 09:25 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon