بقلم : محمد أمين
لا يذهب ذهنك بعيدًا، فليس المقصود اسم أديب نوبل، وهو أول مصرى وعربى يحصل على جائزة نوبل فى الأدب.. المقصود هو الطبيب المصرى العظيم نجيب محفوظ ابن المنصورة الذى تمت تسمية أديب نوبل على اسمه، وهو الذى تخرج فى مدرسة قصر العينى الطبية وأشرف على ولادة نجيب محفوظ فتمت تسمية المولود على اسم الطبيب!.
التحق بمدرسة قصر العينى الطبية فى عام ١٨٩٨م حيث تلقى تعليمه وتدريبه على أيدى الأساتذة الأوروبيين، وفى شهر يونيو من عام ١٩٠٢م (وهو وقت التخرج المنتظر لنجيب محفوظ من قصر العينى) كانت مصر على موعد مع وباء الكوليرا القاتل وهو ما أجّل موعد تخرج نجيب محفوظ والذى كان على موعد هو الآخر مع أولى بطولاته الطبية!.
تم تجنيد طلبة الطب المصريين للمساهمة فى مكافحة الوباء وكان الدور الموكل لنجيب محفوظ هو الكشف عن الحالات الواردة إلى القاهرة من خلال محطة السكة الحديد الرئيسية، ولكن نجيب محفوظ طلب نقل خدمته إلى أشد مناطق الوباء وهى قرية (موشا) الواقعة بجوار أسيوط، وتمت الموافقة على طلبه ليسافر محفوظ إلى موشا، وينجح فيما فشل فيه أساطين الصحة العامة الإنجليز، بعد أن قام بتعقب حالات الكوليرا واكتشاف المصدر الرئيسى وهو بئر ملوثة داخل منزل أحد الفلاحين!.
أنهى فترة تكليفه فى أحد مستشفيات السويس فى العام ١٩٠٤ م وتم تعيينه كطبيب تخدير فى قصر العينى لكن نجيب محفوظ قام بتدشين عيادة خارجية لأمراض النساء والولادة، وسرعان ما حققت العيادة نجاحاً مذهلاً فيتم إضافة عنبرين كاملين إليها.. ويشرف نجيب محفوظ على إجراء الولادات المتعسرة فى العيادة وفى منازل المواطنين، ووصل عدد حالات الولادة المتعسرة التى أجراها فى منازل المواطنين إلى ما يفوق الألفى حالة.
وجدير بالذكر أن نجيب محفوظ خلال فترة الدراسة بالكلية لم يحضر سوى عملية ولادة واحدة انتهت بوفاة الأم والجنين معاً!.
وجدير أيضاً بالذكر هو أن إحدى الولادات المتعسرة التى أجراها نجيب محفوظ فى العام ١٩١١م أسفرت عن ولادة طفل حمل نفس اسم الطبيب وهو أديبنا العالمى الراحل نجيب محفوظ!.
واستمر مشوار النجاح لنجيب محفوظ، الذى ترقى لدرجة أستاذ أمراض النساء والولادة فى العام ١٩٢٩م وظل يشغل هذا المنصب حتى بلوغه سن التقاعد عام ١٩٤٢ م ويتم مد خدمته لخمس سنوات إضافية بناءً على طلب زملائه وتلاميذه بالقسم.
وخلال مشواره حقق نجيب محفوظ شهرة عالمية فى جراحات إصلاح الناسور المهبلى بأنواعه المختلفة، ليتم عرض عملياته فى مستشفيات لندن وأكسفورد وإدنبرة وجنوا ولوزان، ويفد إلى قصر العينى جراحو أوروبا لمشاهدة هذا النوع من العمليات!.