توقيت القاهرة المحلي 07:54:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ابن حسن الصباح

  مصر اليوم -

ابن حسن الصباح

بقلم - خالد منتصر

اندهش البعض من قرار حسن الصباح فى مسلسل «الحشاشين» بقتل ابنه، واعتبروا تلك مبالغة وشيئاً مستحيلاً، ووصفوها بأنها ميلودراما لا تحدث إلا فى المسلسلات، لكن من يفهم شخصية زعامات التنظيم الدينى سيعرف جيداً أن أقسى وأبشع وأعنف من ذلك من الممكن أن يحدث، ففكر الانتحارى الذى يمزق نفسه ويأمر أتباعه بالانتحار من أجل أوهامه، من الممكن أن يقوده إلى تمزيق ولده، السر ومفتاح الفهم هو فى كلمة «السلطة»، حسن الصباح لديه فكرة مسيطرة عليه وهى فكرة السيطرة على العالم، والتسلط على الجماعة، وزرع وهم بأنهم الفئة القليلة التى ستهزم جحافل جيوش العالم، تبدأ بتكفير الآخر، وتنتهى بتكفير الصديق والزميل، وفى سبيل هذه «السلطة» من الممكن أن يضحى بأى شىء، حتى ولو كان ابنه، لكى يسوق فكرة العدالة والمساواة، ولكى لا ينتقده أحد، كان لا بد أن يصدمهم ويغسل أدمغتهم ويزيف وعيهم، بأننى مثلكم، ولن أبخل أو أضن بولدى فى سبيل استقرار الدعوة!، فكان قراره، بالغ وضخّم فيه، لكى يكون ابنه قرباناً للتنظيم، قرباناً للفكرة، لكن كيف لم يتسلل تأنيب الضمير للإرهابى حسن الصباح؟ يجيب د. خليل فاضل قائلاً: «لا يوجد ما يثبت قطعياً أن العنف والدين مرتبطان عضوياً، فليس بالضرورة أن يتسم سلوك المتدين بالعنف أو التطرف، ولكن المشكلة تكمن فى صراع نفسى أكبر من فكرة التدين بمفهومه الشامل، فطبقاً لنظرية فرويد عن النفس البشرية، بأنها تتكون من ثلاث منظومات رئيسية، وهى (الأنا الأعلى) وتمثل المعايير والقيم، و(الهو) الغريزة والرغبة، و(الأنا) منظم الغريزة والقيم. وبالتالى كل رغبات الإنسان لا بد أن تُلبى ضمن منظومة اجتماعية أو دينية خاصة، ومن ضمنها العنف كغريزة أساسية، دور الدين كقيمة عليا تنظيم الرغبات الإنسانية لتحقيق السمو الإنسانى، ولكن فى حال تناول الدين بشكل متطرف أو خاطئ، وتأويله بما يتفق مع الرغبة، تفقد (الأنا) السيطرة على (الهو)، ويمثل الدين أو الفهم الخاطئ له مكمن الخطر، فشخصية الإرهابى تنتمى لمجموعة من الرغبات المريضة التى يجد لها قبولاً فى منظومته الأعلى وهى الدين، وبالتالى يندفع فى القتل الغريزى دون أن يشعر بأى تأنيب قد يأتيه من الأنا الأعلى أو منظومة القيم أو الضمير. فالإرهابى ينتمى كلياً إلى الجماعة التى يشعر معها بأمان نسبى، والتى تمثل بالنسبة له منظومة القيم التى تحدد سلوكه وأفكاره، خاصة مع ما تمارسه الجماعات المتطرفة من فرض سياج من العزلة على عناصرها الداخلية، أو الأفراد المشكلين لها، حتى تستطيع أن تعزز قيم العنف الذى أصبح فى هذه الحالة مقدساً، أو دينياً».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ابن حسن الصباح ابن حسن الصباح



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon