توقيت القاهرة المحلي 02:18:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فِخاخ «الإخوان»

  مصر اليوم -

فِخاخ «الإخوان»

بقلم - مشاري الذايدي

أُكمل لكم أيها الكرامُ الحديثَ عن ظاهرة الداعية الإخواني الكويتي طارق السويدان، الذي كان مثارَ الجدل قبل أيام بسبب كلامه الفجّ عن السعودية في حسابه بـ«تويتر» ومطالبته «بتحرير الحرم المكي»، كما زعم هذا الناشط الإخواني الذي ناهزَ السبعين من العمر اليوم.
طارق السويدان في الأساس مهندس بترول، دراساته الجامعية كلها في هذا المجال، وهذا طبعاً لا يمنع الشخص «الموهوب» والشغوف من المساهمة في مجال آخر غير مجال دراسته التعليمية، لا ريب ولا مراء في هذا الحق.
لكنَّها ملاحظة لافتة، إذ إنَّ جلَّ خطباء «الإخوان» ونشطائهم في العالم ليست لديهم المتانة العلمية الشرعية والمُكنة الفقهية والدُّربة الكافية في علوم التراث وتطويرات هذه العلوم إلى يومنا.
غالب نجوم «الإخوان» في السياسة والإعلام والحركة من خلفيات مثل الهندسة والطب والصيدلة، إلخ... وهذه معلومة بدهية لدى دارسي تاريخ جماعة الإخوان.
ما صنعه جيل طارق السويدان وعمرو خالد وجاراهم في ذلك سلمان العودة «برنامج (الحياة كلمة) مثلاً، أو (حجر الزاوية)»، هو تجريب تقنيات جديدة في الخطاب الجماهيري الحديث، ومحاولة التلبس برداء الحداثة والعصرية والتسامح، من دون مساس بجوهر الفكر الإخواني الصلب.
أعجبني تعليق للكاتب والباحث السعودي يوسف الديني في هذه الصحيفة بيَّن فيه خدعة تسامح الدعاة الجدد هذه، فقال مطالباً بالنظر إلى «طبيعة الشخصية الأصولية من زاوية سياسية، وأنها غير مرتبطة بدين أو حالة تدين، بل تستخدم الشعارات الدينية كقناع مفاهيمي لتمرير آيديولوجيتها نحو السلطة».
لافتاً الانتباه إلى دراسة الباحثة كارين آرمسترونغ عن الأصولية في الأديان التوحيدية، أحد أهم المؤلفات في تلمُّس جذور الأصولية في الخطابات المتطرفة، التي تتكئ على رافعة الشعارات الدينية، وهو أمر ليس مقتصراً على أصوليات الأديان بل يتخطاها إلى أصوليات وضعية، ربما كان من أشهرها نظرية العنف الثوري التي عرفتها الشيوعية.
المراد قوله، وهنا أتذكر بعض الصحافيين السعوديين وغيرهم، هو إنَّ الخلاف الحقيقي مع خطاب «الإخوان» ومَن شرب من فكرهم، هو على المستقبل السياسي والنظرة اللامنطقية واللاعملية واللاعلمية للتاريخ والحاضر والمستقبل، وليس أن يُفتي القرضاوي بجواز سماع الغناء، أو سلمان العودة بجواز احتفال الشخص بعيد ميلاده.
القصة أكبر من ذلك بكثير... وما زالت!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فِخاخ «الإخوان» فِخاخ «الإخوان»



GMT 20:35 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

48 ساعة كرة قدم فى القاهرة

GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 12:17 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

غوارديولا يؤكّد أن محمد صلاح ينتظره مستقبل كبير

GMT 02:17 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

التعبير عن الاحتياجات بذكاء تواصلي مع شريكك دون انتقاد

GMT 03:54 2018 الإثنين ,25 حزيران / يونيو

إرادة ألا تكون على الهامش

GMT 13:41 2021 الثلاثاء ,01 حزيران / يونيو

مقتل المرء بين فكّيه

GMT 18:50 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

سرقة نجمة لبنانية مشهورة من قبل مساعدها وتلجأ إلى القضاء

GMT 08:40 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

دليل عملي لغسل الستائر في المنزل بسهولة وفعالية

GMT 17:32 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يحدد خريطة توزيع 52 ألف تذكرة لمواجهة العين الإماراتي

GMT 17:40 2022 الخميس ,03 آذار/ مارس

الطلاق التعسفي

GMT 09:24 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

تأجيل موعد مباراة إنبي والإسماعيلي ساعتين

GMT 13:17 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خبير مصري يكشف عن مقترح إثيوبي بشان سد النهضة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt