توقيت القاهرة المحلي 04:44:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فوق الجميع

  مصر اليوم -

فوق الجميع

بقلم - سمير عطا الله

بعد وفاته بسنوات طويلة ظل فرنسيون كثيرون يدّعون أنهم رأوا نابليون. تكررت الظاهرة في بلدان كثيرة يوم اغتيال بشير الجميل، ادّعى كثيرون، حتى من أصدقائه، أنهم شاهدوه يغادر مكان الانفجار. حكايات كثيرة ترددت مع اغتيال جون كيندي وشقيقه روبرت. إلى سنوات قليلة مضت، ظل كثيرون يدّعون أنهم شاهدوا أدولف هتلر.

الزعيم الألماني ضرب الرقم القياسي في صناعة الأساطير وتصديقها. ولا تزال مئات الكتب تصدر كل عام عن مؤلفين وناشرين جديين، في محاولة لتفسير تلك الشخصية التي أراد (وليس حلماً) صاحبها أن يحكم العالم. عندما ظهر كتاب هتلر «كفاحي» للمرة الأولى، حقق نجاحاً هائلاً. ثم تحوّل إلى ظاهرة.

وقال البعض إن العريف النمساوي السابق فيلسوف ألماني آخر، مثل نيتشه وإيمانويل كانط. وكتب النقاد الكبار أن هتلر ليس فقط نتاج التأثر بالموسيقار ريتشارد فاغنر، بل هو نتاج سلسلة طويلة من المفكرين والموسيقيين والفنانين الألمان، وإن التراث الألماني لا ينحصر في شخص واحد أو عبقرية واحدة.

إذن، كيف يمكن لرجل يمثل كل هذه الموجات الفكرية أن يكون مجنوناً، أو منحرفاً؟ إن التأثر بالتراث كله مسؤولٌ عن الظاهرة الهتلرية، أو النازية. لقد سار الشعب الألماني كله خلفه. وأدّى له مارشالات ألمانيا وجنرالاتها التحية والولاء، ورفعوا أيديهم عالياً، في تحية الفوهرر، أو القائد. ومن لم يدّع هذا اللقب من بعد بين زعماء العالم. وأعطى الجاويش جان بيدل بوكاسا نفسه لقب إمبراطور جمهورية أفريقيا الوسطى على غرار نابليون. وشبّه بعض جنرالات العرب أنفسهم بالإمبراطور الفرنسي الذي حكم أوروبا كلها ذات يوم.

لم يخطط هتلر لأن يكون «الفوهرر العسكري» للعالم، فحسب، بل أن يكون «الفوهرر الفلسفي» أيضاً. العريف يصبح قائد المارشالات، لكنه لا يكتفي. لا بد أن يكون فيلسوفاً، أو كاتباً، أو روائياً، مثل صدام حسين. قبله أقنع محمد حسنين هيكل، جمال عبد الناصر، بأنه لا بد من «فلسفة الثورة» لكي يزيل صورة العسكري. كذلك فعل أتاتورك.

لا بد للأمة من شاعر أو كاتب. شكسبير وتشارلز ديكنز للإنجليز. توماس جفرسون ومارك توين للأميركيين. نابليون وهيغو للفرنسيين. وهتلر فوق الجميع. مثل ألمانيا ونشيدها الوطني.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فوق الجميع فوق الجميع



GMT 03:01 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

الاتفاق السعودي في معادلة غزة

GMT 02:57 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

الخاسر يربح

GMT 02:53 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

الدراما السعودية والمصرية... نقطة نظام

GMT 02:50 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

تداعيات خطة بايدن لوقف الحرب

GMT 02:45 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

خطة بايدن وردّ الفعل الإيراني

GMT 02:42 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

من سيحكم غزة بعد الحرب؟

GMT 02:17 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

هزيمة بطعم دهر

GMT 02:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

نشاز التصريحات الأمريكية!

إطلالات النجمة إليسا تعكس إحساسها الموسيقي

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - الإعلان عن موعد إلقاء نتنياهو كلمة أمام الكونغرس

GMT 08:18 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

ابتكار إطارات ذكية تقرأ مشاكل الطريق وتحذر

GMT 12:55 2021 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

أنس جابر تحقق فوزا سهلا بأستراليا المفتوحة للتنس

GMT 19:25 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

رسميًا إقالة فرانك لامبارد من تدريب تشيلسي

GMT 17:28 2021 الجمعة ,15 كانون الثاني / يناير

إصابة محمد بركات بفيروس كورونا وخضوعه للعزل المنزلي

GMT 02:58 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

مصر تسجل 55 وفاة و970 إصابة جديدة بفيروس كورونا الأربعاء

GMT 13:22 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

التعليق الأول لزيدان بعد تعثر ريال مدريد أمام أوساسونا

GMT 06:11 2020 الجمعة ,11 كانون الأول / ديسمبر

علاج الغدة الدرقية بطرق طبيعية

GMT 04:00 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وزارة التجارة المصرية تقرر وقف تصدير الفول لمدة 3 أشهر

GMT 00:33 2020 الإثنين ,06 تموز / يوليو

أفكار لـ ديكورات صيفية في دواخل المنزل

GMT 22:59 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

شالكه يعتزم تحديد سقف لرواتب اللاعبين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon