توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العقرب والدلو والجوزاء

  مصر اليوم -

العقرب والدلو والجوزاء

بقلم :سمير عطا الله

لا شيء عندي ضد الأبراج أو علومها أو مواليد برج الدلو. ولم أفهم مرة ما هو الفارق بين طباع رجل مولود في النصف الأول من برج العقرب. ولا همني مرة أن يقترب برج الحوت من برج السرطان فيما الدلو معلق بذيل المشتري.
لكن بين الأصدقاء دائماً من يربط بين حركة الأبراج في كل شيء، بما فيها لون ربطة العنق. وإياك وحذاء أسود يوم الأربعاء لأن عطارد في حال اضطراب. واتصل بي أحد هؤلاء ذات يوم وقال في لهجة الوقار الكلي: عرفت أنك ستذهب غداً إلى مناظرة الإعلام في الجامعة الأميركية. قلت: إن شاء الله. قال: وهل نسيت أنك من مواليد الربع الأخير من برج السرطان؟ قلت: لم أنس، لكنني أيضاً لم أتذكر، فسوف أظل مولوداً في ذلك النهار إلى أن يقضي سبحانه أمراً كان مفعولاً. قال: مواليد هذه الفترة يجب ألا يخرجوا من منازلهم يوم الثلاثاء لأن برج الثور منقض على الجوزاء.
وفي مرة أخرى قال لي - بالوقار نفسه - «علمت أنك داخل في مصالحة بين فلان وفلان». قلت: نعم. قال: حاذر شهر نيسان لأنه غير موات للمصالحات في الخلافات العقارية. قلت: لكن الخلاف بينهما عائلي. قال: كل خلاف عائلي له سبب عقاري. قلت: لكن الرجلين مختلفان حول امرأة. قال: كلو واحد.
وشكا لي صديق آخر من أن أحد خبراء حركات الكواكب يتذمر من تغطيتي للانتخابات الفرنسية، لأن كل مراهناتي مخطئة بسبب جهلي في علم الأبراج، وأنه إذا أردت «أن تضبط» معي يجب أن أتابع التحولات في مسرى الجوزاء. وعندما انتهت الانتخابات «وضَبَطت» معي، اتصل بي الخبير مباشرة وسألني إن كان ذلك بسبب متابعة الجوزاء، وقلت له، بل بسبب متابعة جريدة «لوموند» وشركات الاستفتاء.
كان الرئيس الفرنسي ميتران لا يخطو خطوة من دون استشارة عرافته. ويستقبلها في الإليزيه كل يوم. ويأخذ برأيها حتى في شؤون الدولة، وكذلك كان يفعل جاك شيراك، ولو بنسبة أقل. وحتى شارل ديغول قيل أنه لجأ إلى قارئة أبراج غير مرة. وأعرف أصدقاء وأحباء من سياسيي لبنان كانوا كلما جاءوا إلى باريس قصدوا منجمة شهيرة لمعرفة نتائج الانتخابات المقبلة. وكان الزعيم الاشتراكي كمال جنبلاط، الوسيع العلوم والثقافات، يذهب كل عام إلى الهند للاجتماع إلى عرافيها. وقد قال له أحدهم إنه لن يكمل الخمسين من العمر.
قبل مقتله بأسبوع اتصل به الراحل الحبيب جان عبيد، وكان هو أيضاً ممن يعتقدون بذلك، وقال له من الضروري أن أراك في أسرع وقت. عندما التقيا، قال له عبيد «لقد رأيتك في الحلم قتيلاً. أرجوك أن تحتاط». أجابه جنبلاط بكل هدوء: «لا ضرورة لذلك. فقد قال لي الرجل لن أكمل الخمسين. أي بعد أسبوع». وقبل نهاية الأسبوع، قُتل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العقرب والدلو والجوزاء العقرب والدلو والجوزاء



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon