توقيت القاهرة المحلي 15:03:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحقيقة الأولى لا النظرية الثالثة

  مصر اليوم -

الحقيقة الأولى لا النظرية الثالثة

بقلم - سمير عطا الله

لا يستطيع المرء أن يقاوم فكرة المقارنة بين الحوثي وكوريا الشمالية. مهرجان دائم ضمن إطلاق الصواريخ وغرق دائم في صناعة الفقر. ولا شيء آخر. كوريا الجنوبية تبني بناءً لا مثيل له، وكيم جونغ أون يطيِّر الصواريخ، فرحاً، على اليابان. لا احتفال آخر بأي شيء. لا شيء. صواريخ.

طبعاً، صاحب كوريا الشمالية هو من يصنِّع الصاروخ وهو من يطيِّره، في الماء أو في الهواء أو على الشط. الحوثي لا يصنع. الحوثي يطيّر ويفجّر ويقصف المطارات. هناك دول مثلما هناك أفراد، تجيد شيئاً واحداً: الخراب.

وهناك دول تملك القوة، لكنها لا تملك غيرها، ولا تعرف غيرها، ولا تمارس غيرها. البعض يمارسها مباشرة، والبعض الآخر بالواسطة. في سنواته الأخيرة لم يرسل جندياً واحداً إلى الخارج، وبدل ذلك أرسل الكوبيين إلى أفريقيا يطردون منها القوى الاستعمارية الغريبة. وكان الكوبيون مقاتلين بارعين. ومن ثم قرر الحرب المباشرة، وأرسل جنوده إلى أفغانستان، وكانت هزيمة قوية، ومن ثم نهاية الاتحاد نفسه.

لم ترسل إيران قواتها إلى أي ساحة حتى الآن، فيما عدا فرق «المستشارين». وهؤلاء بدأت بهم أميركا حربها في الفيتنام، وانتهت الحرب إلى ما انتهت إليه.

براً وبحراً تخوص إيران حروبها بالواسطة. وهي قادرة على إشغال المنطقة وإشعالها من دون أن تظهر في الصورة إلا صاحبة قرار. وليس في جمهورية الحوثي حتى الآن طرقات صالحة. بل تظهر الصور أنه ليس لدى مقاتليه حتى الثياب العسكرية بل «الشملة». ولكن بالتأكيد لدى المصانع الإيرانية ما يكفي من الصواريخ، ومن القوارب العسكرية، عندما يقتضي الأمر. وهناك الآن فرق هليكوبتر، وفرق مصوّرين ومخرجين تستخدم آلات وكاميرات «سوبرمان».

المشكلة أن إيران تنسخ نسخاً كاملاً درب السوفيات: لا تقدم إلى حلفائها سوى السلاح، ولا تطلب منهم سوى الحرب. وكلاهما لا يشكّل وحده قوة نمو أو تقدم أو كفاية. قد يشكّل، مثل كوريا الشمالية، قوة إخافة وقتال وسيطرة ونفوذ. ثم ماذا؟ التجربة السوفياتية انهارت لأنها صعدت إلى الفضاء بينما هموم الناس على الأرض: كفاية اقتصادية، وراحة بال، والحصول على رغيف دون الاضطرار إلى الوقوف في الطابور ساعتين.

ليست هناك «نظرية ثالثة». هناك حقيقة واحدة: إمّا تخلّف أو تطور. وكفاية أو فقر. ومركب نصنعه أو مركب نخطفه. وشعب آمن أو شعب لا يزال يقاتل في الجبال، أهله وأبناء عمومته.

الفوز الكبير ليس في أنك تستطيع إخافة الناس، بل في أنك تستطيع طمأنتهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحقيقة الأولى لا النظرية الثالثة الحقيقة الأولى لا النظرية الثالثة



GMT 02:45 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

القصور تكتظ بهنَّ

GMT 02:41 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

طمأنينة الحج وفسوق السياسة

GMT 02:37 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

أحلام كسرى وفلتات الوعي

GMT 02:33 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

مأساة السودان وثقافة إنكار النزاع الأهلي

الأميرة رجوة بإطلالة ساحرة في احتفالات اليوبيل الفضي لتولي الملك عبدالله الحكم

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:11 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

مدافع الأهلي ياسر إبراهيم يحتفل ببطولاته مع الفريق المصري

GMT 23:17 2020 الإثنين ,07 أيلول / سبتمبر

مؤشرا البحرين العام والإسلامي يقفلان على ارتفاع

GMT 01:16 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

مجد القاسم يطرح أحدث أغنياته الجديدة "أنا نادم" ‏

GMT 06:08 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

شريف إكرامي يرد على مدحت العدل

GMT 01:32 2020 الثلاثاء ,18 شباط / فبراير

فايلر طلب من مسؤلي الأهلي تأجيل قمة الدوري المصري

GMT 00:35 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

شيرين رضا أناقة ما بعد الخمسين بأسلوب بنات العشرين

GMT 20:29 2019 الجمعة ,05 تموز / يوليو

ننشر الأسعار الجديدة لتذاكر النقل العام

GMT 23:41 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مؤشر سوق مسقط يغلق منخفضًا الثلاثاء

GMT 09:52 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

إلينا سانكو تفوز بلقب "ملكة جمال روسيا" لعام 2019
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon